فقهاء السلطان والفضائيات والتحالف مع أهل الباطل
أحمد بوادي
يحيا الأموات بكلماتهم، وما خطته أناملهم، بصدق أقوالهم، وثبات مواقفهم، مع رحيل أجسادهم، وارتقاء أرواحهم، فتبقي ما كتبته تلك الأيادي البيضاء، تحيي الأمل وتبعث بالرجاء، بعد أن ضحوا بأرواحهم، وأموالهم، ودمائهم، ودنياهم، في سبيل ما يكتبون من قيم ثابتة، ومبادئ راسخة في سبيل هذا الدين.

حينئذ سينتصر بهم الإسلام والمسلمون وهم أموات، ويعز أهل الإيمان ويذل أهل الشرك والأوثان وتكون حياة العز والكرامة، فتضحياتهم ودماؤهم وقود ونيران تبدد الظلام وتذهب بالأحزان والآلام، ويسود العدل، وينتصر المظلوم، وتخلى السجون، ويطلق سراح المقهورين، لا ضياع للحقوق، ولا جباية ولا مكوس.

وعندما يموت الأحياء، وتبقى أجسادهم تسير على الأرض، لكنها بلا حياة قلوبهم ميتة، عندما عاشوها لأهوائهم وملذاتهم وشهواتهم قبضوا أجر خطبهم، وفتاويهم، بجرأتهم على الإسلام وحماة الدين بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين، أو من أجل شهرة ممزوجة بدماء الشرفاء والأحرار وهم يوقعون عن رب العالمين، بالمجالس والفضائيات، رحمة كانت أم أثرية، حسانية كانت أم يعقوبية، حلبية أم زغبية فالكل في الضلال غارقون من أخمص أقدامهم إلى مفرق رؤوسهم يخّرجون ويضللون ويجّهلون، لسان حالهم كل من خالفهم سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان.

يذكرون محاسن من يهدم الدين ويسكتون عن مساوئهم ومعاول هدمهم، ولا عجب إن كانوا هم هؤلاء المعاول بأيد هؤلاء الهادمين، أما أهل الحق واليقين عندهم من أهل الزيغ والضلال المبين:
وإذا ما خلا الجبان بأرض … طلب الطعن وحده والنزالا
عندما يكون هؤلاء من يتكلم بأمر الأمة وحال المسلمين حينئذ سيضعف الدين، ويذل الإسلام والمسلمون وتكون حياة الذل والإهانة، ويصبح الرضوخ والخنوع والخضوع.

تحتل الأوطان، ويدنس القرآن، وتنجس المقدسات وتغتصب العفيفات الطاهرات، وتهتك الأعراض، ليحيي لكع ابن لكع بموته على جماجم الأبرياء، ودماء الشرفاء، وموت الأبرياء وسيأتي على أيديهم اليوم الذي يدرس فيه الإسلام كما يدرس الثوب، حتى لا يدرى ما صيام، ولا صدقة، ولا نسك.لهم عاقبة السوء، وسوء الخ...