البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

ذباحون بلا حدود

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6298


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من بركات الثورة التونسية أنها أفلتت الجميع من عقالهم الأخلاقية و الدينية بحيث بات الجميع يقتل و يذبح و ينتهك أعراض الجميع ، و باتت الصحف تطالعنا يوميا بأخبار مرعبة عن الابن الذي ذبح والدته من أجل مصروف الجيب و الزوجة التي طعنت رضيعها بعشرات الطعنات دون أن يرف لها قلب أو جفن نكالا في حماتها المتسلطة إلى غير ذلك من الجرائم المثيرة للاشمئزاز و القرف ، و من بركات المؤسسة الدينية العربية أنها جاءت إلينا بكم هائل من الشيوخ الظلاميين الذين يدفعون العقول المهمشة إلى قاع الرذيلة الأخلاقية و الدينية باسم مناصرة الإسلام ، و من بركات فضائيات العرب أنها تبيع الوهم للبائسين المحبطين حتى تدفعهم إلى ‘الجنة’ الموعودة بعد أن يقتلوا من الأبرياء ما يقتلون و ينتهكون من الأعراض ما ينتهكون .

في بعض الدول العربية ، سوريا مثالا ، أصبح المواطنون الأبرياء مشاريع ذبائح لرجال الميليشيات الدينية التكفيرية السعودية ، و على بعد أمتار من المسجد النبوي يقبع كهنة الموت السعوديين يحرفون الآيات و السنن عن مواضعها و أهدافها لتصبح الحجة الباتة التي بفضلها و على أساسها يقتلون و يذبحون و ينتهكون و يغتصبون و يدمرون البشر و الحجر ، و بعد أن ظن البعض أن يصبح مال النفط نعمة الفقراء و المستضعفين باتت تلك الأموال لا تصرف إلا في توفير اليد العاملة التكفيرية و نشر ‘ثقافة ‘ كريهة تسمى ثقافة النصرة الدموية ضد أعداء الله من الشعوب العربية التي جعلت منها هذه الميليشيات القذرة ذبائح و قرابين يومية تقدمها لصاحب المقاولة الصهيوني برنار هنري ليفي و أتباعه من الصليبيين و من المنتهكين للمقدسات مثل هذه الصحيفة الفرنسية ‘شارلي هيبدو ‘ التي تداعى لنصرتها أقوام عربية فقدت عزتها و بوصلتها الأخلاقية .

لا أدرى لماذا أكره تصريحات النظام السعودي عندما يتحدث عن خطر الجماعات الإرهابية و يدعو إلى مواجهتها و لا أفهم بنفس المشاعر ما تطالب به الإدارة الأمريكية من وجوب التكتل ضد هذه الجماعات و أكاد أصرخ من وجع ضرسي عندما أجد رئيس الوزراء الصهيوني في مقدمة المتحدثين الداعين لمقاومة الإرهاب ، بل هناك من بين هؤلاء القتلة من يتحدث أن داعش قد تجاوزت كل الخطوط الحمر مع أن كل مراقب للأحداث قد أشار من البداية أن هذا القطيع القذر من القتلة قد تجاوز هذه الخطوط في سوريا و العراق و ليبيا و تونس و مصر ، لا أفهم لان ممول هذه الحركات المتطرفة هو نظام السعودية و دويلات مجمع مجلس التهاون الخليجي إضافة إلى بعض أجهزة المخابرات الإقليمية التي ترعى وصولها إلى بلاد الشام و تمدها بالخبرة التقنية اللازمة لفرض فكرها الدموي داخل الجسم العربي الرافض لكل الحقن الإعلامية المنادية بالتطبيع و بالاستسلام و بالقناعة بأن إسرائيل هي القدر .

من برنار هنري ليفي إلى بندر بن سلطان إلى تسيبي ليفنى إلى جون ماك كاين إلى عقاب صقر إلى القرضاوى و الغنوشى و عبد الحكيم بلحاج و الظواهري إلى هذا البغدادي القذر تحرك الجميع في التوقيت المطلوب أمريكيا و صهيونيا لإنزال العقوبة القصوى بالنظام السوري بعد أن وقف بشرف مع المقاومة في غزة و المقاومة في لبنان و المقاومة في العراق ، كان على سوريا أن تواجه ‘أصدقاء سوريا ‘ بوجههم القبيح الحقيقي و كان على نظام الأسد أن يواجه ثورة على المقاس أنجبتها الإدارة الصهيونية الأمريكية و صنعتها من عدم لتعطى لنفسها الحق في التواجد معها بعنوان مساندة ما يسمى بتطلعات الشعب السوري، و في هذه المحنة القاسية كلفت أمريكا الجماعات التكفيرية السعودية بهذه المهمة القذرة حتى تغسل يديها من مسؤولية توريط الجنود الأمريكيين في معركة تدرك أنها لن تفلح في الانتصار فيها بعد أن لطخت المقاومة العراقية وجهها في التراب ، و رغم تكالب قوى التخدير باسم الدين التي تمولها السعودية و قطر و تركيا فقد فشل الذباحون في انجاز المهمة و لم يبق أمام أمريكا إلا الخضوع لحساب اللحظة السياسية و العسكرية التي فرضها الصمود السوري المتماسك مع حزب الله و مع إيران و مع روسيا و بقية الدول الحرة في العالم .

لقد شرب الذباحون الإرهابيون الوهابيون من دم الأبرياء في سوريا و كثير من البلدان العربية ، شربوا حتى الثمالة ، و قطعوا الأرحام و الرؤوس و حرقوا الأجساد و مثلوا بالجثث بشكل يفوق فعل الشياطين ، عرفنا هوية هؤلاء الذباحين المحترفين القادمين من كل الدنيا و جاء الشريط الأخير حول ذبح 21 قبطيا مصريا في ليبيا ليؤكد مرة أخرى أن النظام السعودي قد زرع في قلب هذه الأمة فيروسا محموما قاتلا تفوق خسته خسة الحيوانات المفترسة ، و لعله الآن قد بدأ البعض في مراجعة ‘معرفتهم ‘ بحقيقة هذا النظام النازي الذي يشرف إشراف الدولة على منظومة الإرهاب التكفيرية و يصنع منها سلاحه المميت ضد حلف المقاومة و ضد كل الشعوب الذي ترفض مجرد بقاء هذا النظام الشمولي الفاسد بعد أن تحول إلى مافيا فساد و تدمير للحضارة و ما فعله أبناء هذا النظام منذ يومين بالتراث الحضاري العراقي في إحدى المتاحف من تدمير هو دليل آخر على وجوب التخلص من هذا الوباء المدمر.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

داعش، الدولة الإسلامية، الجماعات الجهادية، الجماعات المسلحة، سوريا، تونس، الثورة السورية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يزيد بن الحسين، نادية سعد، يحيي البوليني، محمد اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، عبد الله الفقير، حاتم الصولي، فتحـي قاره بيبـان، محمد الياسين، الهيثم زعفان، عمار غيلوفي، د - محمد بنيعيش، تونسي، صلاح الحريري، سليمان أحمد أبو ستة، د - صالح المازقي، فتحي العابد، أحمد ملحم، خالد الجاف ، د. صلاح عودة الله ، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد بشير، عزيز العرباوي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - شاكر الحوكي ، فهمي شراب، مصطفي زهران، د- هاني ابوالفتوح، رمضان حينوني، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الرزاق قيراط ، د- محمد رحال، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، رافع القارصي، أحمد الحباسي، د. أحمد محمد سليمان، أحمد النعيمي، د- جابر قميحة، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الغني مزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سيد السباعي، جاسم الرصيف، طلال قسومي، أ.د. مصطفى رجب، رشيد السيد أحمد، محمد العيادي، د - الضاوي خوالدية، سامح لطف الله، د.محمد فتحي عبد العال، محمود سلطان، عبد الله زيدان، رضا الدبّابي، محمد عمر غرس الله، الناصر الرقيق، حسن عثمان، العادل السمعلي، محمود طرشوبي، سلام الشماع، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، رافد العزاوي، صفاء العربي، عمر غازي، سفيان عبد الكافي، عراق المطيري، سلوى المغربي، منجي باكير، د - المنجي الكعبي، فتحي الزغل، د. طارق عبد الحليم، كريم فارق، الهادي المثلوثي، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، فوزي مسعود ، حميدة الطيلوش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي عبد العال، أحمد بوادي، علي الكاش، صلاح المختار، محمد شمام ، ياسين أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، إيمى الأشقر، د- محمود علي عريقات، مراد قميزة، محمد يحي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ضحى عبد الرحمن، إسراء أبو رمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - عادل رضا، سعود السبعاني، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، أنس الشابي، عواطف منصور، محمد أحمد عزوز، مجدى داود، د - مصطفى فهمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محرر "بوابتي"، ماهر عدنان قنديل، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفى منيغ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أبو سمية، إياد محمود حسين ، حسن الطرابلسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء