د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6814
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لظروف خاصة تأخرت عن مغادرتي القاهرة لعدة أيام وسرت في شوارعها خلال 48 ساعة الماضية لألحظ أي تغيير يطرأ على الشارع بعد أعلان تشكيل الحكومة الجديدة فكما يقول المثل العامي ( الغربال الجديد له شدة ) فأردت أن أرى بعيني رأسي تلك الشدة وأثرها في الناس والنفوس وماخاب ظني فقد ظهر التواجد الأمني في الشارع بكثافة أفضل كثيرا مما سبق وظهرت الكمائن العديدة في الشوارع وشرطة المرافق ولقد زاد التواجد اليوم عن الأمس فظهرت السعادة على الوجوه والترحيب بهذا التواجد الكثيف، تجده أينما ذهبت اللهم إلا من المستفيدين من إحداث الفوضى والفراغ الأمني فالكل يريد أمناً غاب طويلا والكل يبحث عن أمان وإستقرار لتعود الحياة الطبيعية كما كانت ومن عادتي التي تكاد تكون إدماناً أن أترك سيارتي وأتحرك من خلال تاكسي العاصمة لأستكشف أراء قطاع هام وحيوي يجوب القاهرة ليلا و نهارا ويعاني ويتألم من كل نقص للأمن وقد إلتقيت وجوها عديدة طوال الفترة الماضية مختلفة الأعمار والثقافات وكان من الأمانة الواجبة أن أنقل وجهة نظر لم ننظر إليها كثيرا فالحاج محمود مثلا وهو في نهاية الخمسينات من عمره لديه رغبة جامحة في أن يلتقي وزير الداخلية الجديد في نفس اليوم الذي تم فيه إختياره وحين سارعته بسؤالي لماذا وزير الداخلية تحديدا فأجاب حتى أطلب منه أشياء أراها أساسية وأطلب منه تنفيذ سياسة ضرورية للسيطرة السريعة على الأمن وضرب أمثلة عدة منها على سبيل المثال تعميم قانون بأن كل من كان لديه عدة سوابق حسب نوعها ومدتها سيتم محاسبته بقانون خاص بمجرد تكرار أي سابقة أخرى منها السجن المؤبد وكذلك تنفيذ الأحكام العلنية السريعة في من يقوم بترويع الآمنين من سفك للارواح وإعتداء على الحرمات فالعدالة البطيئة آفة تقتل كل أمل في النفوس ولاتكبح جماح جامح ومنها كذلك منع الشباب أقل من 30 سنة من إستخدام أو ترخيص ركوب الموتوسيكل حتى لايكون ذلك أداة سهلة لتنفيذ العديد من الجرائم منها خطف حقائب السيدات واللعب على الطريق والتسبب في العديد من الحوادث،، كثير من الطلبات تمناها الحاج محمود، أما سامح الشاب ذو الثلاثين عاما فقد كره رقم مليونية وكره حروف المليون حتى لو كانت مالا وأقسم أن المليونيات قد قسمت ظهره وأعاقته عن تسديد أقساط السيارة التي يقودها وجعلته يعود إلى بيته من الثامنة مساءا خوفا على نفسه وسيارته، وهذا سمير رجل في الأربعينيات يقسم بالله أنه قد أخذته الرحمة والرأفة بشاب يبدو عليه التعب إستوقفه وطلب منه توصيله إلى منطقة ما بمحافظة الجيزة لكنه لايملك أي مالٍ لسداد قيمة التوصيل المطلوبة وحين وافق الرجل أن يفعل ذلك بدافع الشهامة والمروءة حين وجد الرجل يطلب الركوب في نفس إتجاه ذهابه إلى منزله وحين ركب بجواره وهو في طريق الأوتوستراد فؤجيء به يشهر في رقبته سلاحا ويطلب منه كل مالديه من مال وأخذ أيضا هاتفه النقال أما عادل الشاب الذي يعمل صباحا مهندسا بشركة طيران عربية ويعمل مساءا على التاكسي لزيادة دخله بعد تخفيض راتبه فقد دخل معي حوارا سياسيا حول رئيس مصر القادم وحين سألته من تختار إذاًً أجابني أصدقك القول قلت نعم بكل تأكيد قال رئيس مصر القادم لم يظهر بعد وتكررت نفس الإجابة من العديدين ممن ركبت معهم وكل حسب عمره فقد التقيت شخصاً مسناً يرشح الأستاذ عمرو موسى بإعتقاده أنه رجل دولة وإلتقيت من يرشح أيا من الدكتور البرادعي أو الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح بدعوى أنهم أكثر إلماما بما تحتاجه مصر والعجيب هو التناقض الكبير بين فكر الإثنين لكنها وجهة نظره، وآخر أكد يقينه التام بأن المجلس العسكري لن يسلم السلطة طواعية لرجل ليس عسكري وسيدعم ترشيح الفريق أحمد شفيق، ولكن عشرات الإجابات اجمعت على أن مصر تحتاج لرئيس عادل وقوي وأصغر سناً من كل المترشحين،
هذه أراء فئة محدودة جدا ولأعداد بسيطة رأيت معها كل ألوان الطيف ورأيت فيها أن الناس بين الأحلام والأمنيات، ورأيت القاهرة تترقب ومصر تتنتظر وتحلم والساحة مكتظة والمطالب كثيرة والأحلام واقعية منطقية وقدر الله نافذ لامحالة وما أسرع الأيام فهل تحمل الأيام القادمة وجوها جديدة تظهر على الساحة تأتي من بعيد لتتصدر المشهد أم أن مصر إكتفت بما أنجبت حتى الآن وألقت حملها لشعبها وقال تلك بضاعتكم فأتوني بما ترونه الأصلح فلا جديد لكم عندي ولكن أملي الوحيد أن تعينوني فقد طال إنتظاري للفجر، ومن حقي وحق القاهرة أن تنام أخيرا قريرة العين فهل تنام ؟ .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: