البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أليس فينا رجل رشيد ؟

كاتب المقال د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4742


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الخلاف في الرأي سنة من سنن الحياة في الكون حتى في وجود الأنبياء بين الخلق جميعا فلم نجد البشر أجمعوا على رسالة سماوية في حياة الرسل أنفسهم ,
والخلاف أنواع فمنه خلاف الشقاق والعناد والكبر كالخلاف القائم حاليا في مصر حول وثيقة الدستور و الإستفتاء عليها , والخلاف الغائب عنا المطلوب حاليا هو خلاف الرحمة خلاف الإتفاق على الأصول والإختلاف في كيفية الوصول لهدف واحد هو الحفاظ على وطن ,

فلابد أن نتفق جميعا أن مصر وطن الجميع وأنها ليست حكرا على جماعة أو طائفة وأن هناك فرق شاسع بين حق النظام الحاكم كسلطة تنفيذيه في الطريقة التي يدير بها الدولة وفقا لبرنامجه المعلن ويتحمل المسؤولية بموجب إنتخابه بإرادة شعبية لمدة زمنية محددة وبين حقه المطلق في وضع نظام دائم للدولة بكل ما فيها من مؤيد ومعارض بموجب إنتخابه ,

لأن هذا الحق لا يعطي أبدا لنظام حاكم في فترة إنتقالية بعد ثورة ناصعة قام بها جموع وأطياف الشعب المختلفة ولم يقم بها هذا النظام وحده ليستخدمه في إرساء قواعد ثابتة دائمة ليبسط يده على كل مفاصل الدولة وكأن الشعب قام بثورته ليبدل نظام حكم شمولي مستبد جسم على قلب الشعب عقود طويلة ليأتي بنظام حكم آخر شمولي ولكن في ثوب جديد وهذه هي الخطيئة الكبرى لأن من لم يتعلم من أخطاء الماضي لن يستفيد في بناء المستقبل ,

المشهد الحالي يقول أن مصر في مفترق طرق بها أغلبية حاكمة تسير في طريق الإستبداد السياسي لا تقتنع إلا برأيها ولا تناقش الآخر ولا تحتويه بل الأخطر من ذلك أنها تدعم سريعا صناعة فرعون آخر في كرسي الحكم بتأييد كل قرار دون مناقشة والضغط على كافة الفئات المعارضة فلا تترك لها منفذا للقاء أو إلتقاء بل تتجاهلها و تنزع عنها ثوب الوطنية والشرف وتتهمها بالخيانة والعمالة وتنقص من قدرها وقدراتها ,

كما أن المعارضة نفسها مستبدة بآرائها ولا تريد أن تصل لنقطة إلتقاء كأن التصعيد الدائم المستمر هو الحل إعتمادا على محاولة تكرار تجربة خلع النظام السابق بينما الظروف تختلف كليا عما سبق ولا يجب المقارنة بين النظام السابق و الحالي وإن تشابهت الأساليب ,
لم ينظر أيا من الطرفين لمصلحة عليا لوطن ولا لحقوق مواطن بسيط و لو عرض عليهما صراحة لإستقل كل منهما بقطعة من الوطن المتنازع عليه حسبما تستطيع يده أن تصل إليه بعيدا عن الشعارات الرنانة بالحرص على الوطن و مصالحه العليا ,
للأسف في وسط هذا الصراع لم أجد بعد صوتا عاقلا واحدا يمد يده لوطن غال يستحق أن نحرص على وحدته بكل أطيافه فلم يأت هذا الصوت من مؤسسة الرئاسة المسؤولة أمام الله عن كل أبناء الوطن الواحد معارضيه قبل مؤيديه لأن رأس النظام الحاكم يجمع حوله قائمة لا تنتهي من مستشارين يزينون كل فعل ولا ينصحون لله قبل الوطن و للشعب قبل الجماعة وكل تفكيرهم ينصب في الصراع والحرب مع طوائف متعددة من الشعب وسلطاته المختلفة بدأوها بالإعلام ثم إنقضوا على القضاء والمعارضة وللأسف لم أجد تصريحا واحدا متزنا يؤلف ولا ينفر ولا وجها واحدا تسعد بحديثه بل أن المتحدث الرسمي للرئاسة بات مقرر يومي نعاني منه أكثر مما كنا نعاني من الوريث مع إختلاف الأدوار ,

كما لم يأت هذا الصوت من الجماعة الحاكمة فلم نسمع صوتا واحدا متزنا معتدلا فيها وهي الأغلبية الحاكمة التي لم تصدق في كل أحاديث المشاركة لا المغالبة و كل الإتفاقيات التي تمت للحصول على النتائج وهي تعلم كل العلم أنها بمفردها لا يمكن أن تصل لمقعد الحكم الوثير , و المعارضة بكافة أطيافها لم يخرج منها صوت واحد متزن يمد يده بل هي إنتهازية الإستفادة من أخطاء قصر الرئاسة و من حوله ,

حتى رجال الدين كانوا وقودا للفتنة وإشعال الحرائق سواءا المتشدد منهم بطبعه أو المعروف عنه الإعتدال فلما إحتاج الوطن لإعتداله وعدله تناسى كل ذلك أمام الرغبة في المداهنة والملاءمة والمواءمة رغم محاولات يائسة بائسة مشكورة وضرورية من مؤسسة الأزهر الشريف , و الشعب ذاته لا يوجد لديه الصبر ليحصد النتائج وبات منقسما بين مؤيد على طول الخط ومخالف خائف على خط آخر ,

هكذا تضيع مصر لغياب العقل والحكمة وهي تئن وتنادي الجميع يا أيها الحريصون على مصالحكم قبل الوطن إتقوا الله قبل أن أضيع بين أيديكم وخلافاتكم بالله عليكم أليس فيكم رجل رشيد ؟ .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، محمد مرسي، الإشكاليات الدستورية، الإعلان الدستوري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-12-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ادخلوا مصر آمنين
  مباراة على جثث المشجعين
  في عيد الثورة أرواح للبيع
  2014 لحظة قبل الرحيل
  فواتير كرسي الرئاسة
  رحلة الى البياده !!!
  للصبر حدود !!!
  الإخوان بين الزحف والزيف !!!
  عائد من ميدان النهضة
  جولة داخل دولة رابعة العدوية !
  خير أجناد الأرض و ذكرى العبور
  جهاد وهجرة لله أم للجماعة ؟!
  نُصْرَةْ مصر !
  30 يونيه بداية و نهاية !
  سنة أولى نهضة !
  تحرير الوطن !
  بركة يا جامع
  ولا تنازعوا فتفشلوا
  أستك الإخوان ورباط الرئيس !
  حوار الطرشان
  نداء الى الرئيس
  خطايا الثورة
  نحاكم من ؟
  وطن النخبة أم وطن الجماعة ؟ !
  وليحفظ الله مصر !
  نتيجة الإستفتاء و كلمة القاهرة
  الدستور قادم والقادم أصعب
  دستور الإخوان و جنة رضوان
  اللهم إنتقم منهم أجمعين !
  أليس فينا رجل رشيد ؟

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، د - محمد بنيعيش، فتحـي قاره بيبـان، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الطرابلسي، عراق المطيري، محمد يحي، سعود السبعاني، منجي باكير، سامح لطف الله، حسن الطرابلسي، د- محمود علي عريقات، صالح النعامي ، نادية سعد، سامر أبو رمان ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهادي المثلوثي، سلوى المغربي، صلاح الحريري، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - الضاوي خوالدية، إياد محمود حسين ، محمود سلطان، عزيز العرباوي، سفيان عبد الكافي، فهمي شراب، رافع القارصي، الهيثم زعفان، عمار غيلوفي، د. خالد الطراولي ، د- جابر قميحة، فتحي الزغل، المولدي الفرجاني، حاتم الصولي، د- محمد رحال، أحمد ملحم، د. مصطفى يوسف اللداوي، خالد الجاف ، محمد العيادي، أ.د. مصطفى رجب، الناصر الرقيق، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العراقي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، د- هاني ابوالفتوح، د - عادل رضا، صلاح المختار، ياسين أحمد، محمد عمر غرس الله، د - صالح المازقي، د - محمد بن موسى الشريف ، محرر "بوابتي"، رشيد السيد أحمد، أحمد النعيمي، فتحي العابد، يزيد بن الحسين، حميدة الطيلوش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سليمان أحمد أبو ستة، د. عبد الآله المالكي، كريم السليتي، محمد الياسين، مصطفي زهران، فوزي مسعود ، د.محمد فتحي عبد العال، رافد العزاوي، وائل بنجدو، طلال قسومي، مصطفى منيغ، رمضان حينوني، صباح الموسوي ، عبد الغني مزوز، كريم فارق، عمر غازي، أبو سمية، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، محمد شمام ، محمد أحمد عزوز، أنس الشابي، صفاء العربي، رضا الدبّابي، أحمد بوادي، سيد السباعي، ماهر عدنان قنديل، رحاب اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، د. صلاح عودة الله ، العادل السمعلي، حسن عثمان، د. طارق عبد الحليم، عبد الله زيدان، عبد الله الفقير، عواطف منصور، علي عبد العال، ضحى عبد الرحمن، أحمد الحباسي، إسراء أبو رمان، تونسي، محمود طرشوبي، مجدى داود، سلام الشماع، جاسم الرصيف، د - المنجي الكعبي، عبد الرزاق قيراط ، إيمى الأشقر، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مراد قميزة، د. أحمد محمد سليمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يحيي البوليني، د. أحمد بشير،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة