البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الاستهزاء بالمسيح .. استمرار للتنكر الإسرائيلي لمعروف المسيحية

كاتب المقال سامر أبو رمان - الأردن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8621


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا يخرج الاستهزاء بالمسيح ـ عليه السلام ـ من قبل القناة التلفازية في الكيان الإسرائيلي عن سلسلة التعالي اليهودي الإسرائيلي على الآخر، حتى الذي أسدى إليه معروفا؛ فالمسيحية المعاصرة الغربية، بمعتقداتها أو بقرارات مجاميعها "المسكونية"، قدمت الدعم ـ بكافة أشكاله ـ لليهودية والكيان الإسرائيلي.

وتعتبر البروتستانتية، الطائفة الداعمة الأولى، من خلال ارتباط العديد من معتقداتها بمعتقدات الديانة اليهودية، ودعوة أتباعها للعودة إلى الكتاب المقدس بعهديه الجديد والقديم المليء بتاريخ اليهود بفلسطين، فشكلت بأذهان الكثير من أتباعها الاقتران باليهود؛ مما ساهم في إيجاد و ترسيخ القناعة الإيجابية لدى الشعوب وقادة العالم الغربي نحو دولة الكيان الإسرائيلي، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يدل على ذلك مسار نتائج استطلاعات الرأي المتعلقة بالقناعات الدينية، كارتباط عودة المسيح بحكم اليهود لفلسطين.

وأما الكاثوليكية التي حملت لواء العداء لليهود تاريخيا؛ لاعتقادهم بقتل اليهود للمسيح ـ عليه السلام ـ، ورفضها لقرار تقسيم فلسطين، فقد قدمت العديد من التنازلات للكيان الإسرائيلي عبر محطات عديدة، أسهمت في تكوين وتثبيت هذا الكيان منذ نعومه إظفاره.

فيعتبر إعلان تبرئة اليهود من دم المسيح ـ حسب قرارات المجمع المسكوني الثاني الصادر عام 1965 ـ من أول وأبرز محطات الدعم، وأكثرها تأثيرا في التحول الكاثوليكي نحو اليهودية. وكان هذا الإعلان بتلك الفترة الحرجة في الصراع مع العدو الصهيوني، بمثابة إقرارٍ من الكاثوليكية للكيان الغاصب في فلسطين، ويعدُّ تغييرا جذريا لمعتقدات تزيد عن أكثر من ألفي سنة في العقوبة الإلهية لليهود بطردهم من فلسطين إلى بابل لما فعلوه بالمسيح، عليه السلام.

ثم جاءت خطوات أخرى ليستمر الدعم الفاتيكاني "لإسرائيل"، فكانت اتفاقية عام 1993 في إقامة علاقات دبلوماسية بين الفاتيكان والكيان الإسرائيلي، والاعتراف الرسمي بهذا الكيان، بالرغم من أن الكنسية قد أكدت ـ حين أصدرت وثيقة التبرئة لليهود ـ أنه لن يؤدي إلى الاعتراف بـ"إسرائيل"، فشكلت هذه الاتفاقية ـ أيضا ـ مخالفة صريحة لمعتقدات المسيحيين، الذين رددوها آلاف السنين، بحجة أن لا ذنب للأبناء بما فعل الآباء.

وفي عام 1998م، جاء الاعتذار البابوي لليهود عن مجازر النازية ضمن وثيقة ما سمي بالمحرقة (Shoah)، والتي لا دخل للكاثوليكية بها أصلا، وإنما لدفع تهمة واعتذار عن تقصير البابا، بيوس الثاني عشر، بحماية اليهود في هذه المجازر!!

والخلاصة عند تطبيق منهج صنع القرار في التحليل السياسي على القرارات الصادرة من الفاتيكان تجاه الكيان الإسرائيلي ـ وقد أتيحت لي الفرصة البحثية بالقيام بذلك ـ من حيث أهميتها، ونتائجها، وتأثيرها، تتضح العلاقة الإيجابية التصاعدية بين الطرفين، واستمرار التنازل الفاتيكاني "لإسرائيل".

ومع كل ما قدمته المسيحية الغربية، بطوائفها الكبرى، خدمة للكيان الإسرائيلي، يستمر هذا الكيان، بوسائل إعلامه وجمهوره بالتنكر لهذا المعروف، كما حصل في الإساءة التلفزيونية الأخيرة، وقبل سنوات عندما حاصرت سلطاته كنسية المهد، إحدى أكبر مقدسات المسيحية، وقصفتها متجاهلة نداءات العالم المسيحي آنذاك، وضربت بها عرض الحائط.

فإذا كانت هذه ردة فعل العدو الصهيوني على طوائف العالم المسيحي العديدة، فهل سيتورع عن الإساءة للرسول محمد، صلى الله عليه وسلم؟ وهل يُرتجى منه رد معروف تنازلات النظام الرسمي العربي؟!
"مخطئ من ظن يوما *** أن للثعلب دينا".

----------------
سامر أبو رمان
كاتب وباحث أردني


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

اسرائيل، المسيح، الغرب، الفاتيكان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-03-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  استطلاعات الرأي الدموية !
  الوحدة الوطنية في الحوارات الدينية
  مسار التأييد الشعبي الأمريكي للحروب واحتلال العراق
  في ذكرى وفاته:الداعية ديدات، نموذج مختلف في الحوار الديني
  التبرير الأمريكي للقتل
  الرأي العام الأمريكي وإشكالية العلاقة مع العالم الإسلامي
  فن صناعة الولاء الأمريكي وزارعة الحقد العربي
  الموظفون .... الحاجات الإنسانية أولاً
  الجنسية ... الدين ثم التراب
  قياس أراء الموظفين، أكبر من مجرد السؤال عن الرضا
  الصومال الصومال... قبل فوات الأوان
  وزارات التعليم العالي والتناقض مع تكنولوجيا العصر
  الهيمنة الإستراتيجية، والمسامحة التكتيكية.. الصهاينة والفاتيكان
  لماذا أعلن الفاتيكان الحوار مع المسلمين ؟
  فلسطين : خطيئة الفاتيكان السياسية – الدينية
  الدراسات والأبحاث الميدانية
  استطلاعات السلام في الصومال
  الاستهزاء بالمسيح .. استمرار للتنكر الإسرائيلي لمعروف المسيحية
  الحكومات والتغيير
  منتدى أمريكا والعالم الإسلامي إستراتيجية المحافظة على موازين القوى
  "إسرائيل" نموذج شاذ في العلاقات الدولية
  الأخلاق على المستوى الدولي بين الإسلام و الصهاينة
  الحرب على غزة واتجاهات الفكر الإسلامي في الصراع الدولي

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح الحريري، وائل بنجدو، د - الضاوي خوالدية، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد بوادي، د. أحمد بشير، فتحـي قاره بيبـان، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد العيادي، صباح الموسوي ، عبد الرزاق قيراط ، عمر غازي، رشيد السيد أحمد، أ.د. مصطفى رجب، محمد أحمد عزوز، الناصر الرقيق، سامح لطف الله، عمار غيلوفي، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، فتحي الزغل، د- هاني ابوالفتوح، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلام الشماع، الهيثم زعفان، سفيان عبد الكافي، محمد عمر غرس الله، د.محمد فتحي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، كريم السليتي، د. عبد الآله المالكي، جاسم الرصيف، د. كاظم عبد الحسين عباس ، العادل السمعلي، حميدة الطيلوش، محمد يحي، طلال قسومي، خالد الجاف ، سلوى المغربي، حسن الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، عبد الله زيدان، علي الكاش، عبد الغني مزوز، مراد قميزة، د. صلاح عودة الله ، محمود طرشوبي، د - محمد بنيعيش، رافد العزاوي، يحيي البوليني، أحمد النعيمي، د- محمد رحال، مصطفي زهران، صفاء العربي، عزيز العرباوي، أشرف إبراهيم حجاج، نادية سعد، محمد شمام ، د. خالد الطراولي ، عواطف منصور، سعود السبعاني، رافع القارصي، صالح النعامي ، د. أحمد محمد سليمان، كريم فارق، د - عادل رضا، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إسراء أبو رمان، صلاح المختار، منجي باكير، ماهر عدنان قنديل، تونسي، مصطفى منيغ، فتحي العابد، مجدى داود، علي عبد العال، سيد السباعي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن عثمان، أحمد ملحم، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، رضا الدبّابي، عبد الله الفقير، د - المنجي الكعبي، أبو سمية، محمد الطرابلسي، الهادي المثلوثي، ياسين أحمد، صفاء العراقي، سليمان أحمد أبو ستة، فهمي شراب، محمود سلطان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إياد محمود حسين ، محمد الياسين، محرر "بوابتي"، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بن موسى الشريف ، د- محمود علي عريقات، أنس الشابي، فوزي مسعود ، إيمى الأشقر، حاتم الصولي، ضحى عبد الرحمن، أحمد الحباسي، المولدي الفرجاني، يزيد بن الحسين، د- جابر قميحة، عراق المطيري،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة