البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حوار بين حمار و كلب و راعي

كاتب المقال د- محمود علي عريقات - الصين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6121


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كان لراعي حمار و كلب، الحمار يستخدمه في تنقلاته و لنقل الاغراض و الطعام و خلافه، و الكلب لحراسة البيت و الماشية، و كان هذا الراعي تجتمع فيه كل الصفات السيئة التي خلقها رب الكون، من بخل و عناد على الباطل و لديه لسان قبيح يشتغل بالغيبة و النميمة و الايقاع بالغير، و لا يتوانى عن سرقت حق غيره عندما تتاح له الفرصة المناسبة، كسول لدرجة البلادة حتى انه يخشى المشي في الشمس خوفا من ان يجر ظله خلفه، يعشق الطعام حتى التخمة و كانه يعيش لياكل لا ان ياكل ليعيش، يحب استغلال من هم تحت سيطرته اسوء استغلال، يحب ان ينافقه الناس بل و حتى البهائم، يبغض من ينصحه او يبين له خطاءه، شجاع يطلب المنازلة و لكن عند خلو الميدان من اي مخلوق، يهوى الجدال لمجرد الجدال، جاهل فاق الجهل جهالة، الافتراء بالباطل على الاخر اسلوب حياته، الاستهتار و الاهمال هي معنى المسؤولية عنده، يدعي العصمة من الخطاء و قد سبق ابليس في المعاصي . و كان هذا الراعي يخرج كل صباح من بيته راكبا حماره و معه طعامه ترافقه ماشيته و يحرسهم كلبه حتى يصلوا الى المرعى، و كعادته كل يوم ياخذ الطعام من على ظهر حماره و يجلس تحت شجرة كبيرة تحمي بشرته الرقيقة من اشعة الشمس، اعتاد كل يوم المكوث تحتها يحتمي بظلها، ياكل طعامه و يكمل نومه، و يترك مهمة حراسة الماشية للكلب، و في المساء كعادته كل يوم يركب حماره يرافقه ماشيته و كلبه، و لبخله يطعم كلبه و حماره ما يسد الرمق فقط و هم صابرون عسى ان يصلح حال هذا الراعي، و ادى ذلك مع مرور الزمن الى ضعف بنية الحمار و بنية الكلب كذلك، و في احد الايام و كعادته اراد الراعي الخروج مع الماشية و كلبه و حماره الى المرعى، و كانت صدمته كبيرة لم يتوقعها حتى في كوابيس احلامه، فالحمار رفض الحركة و كاد ان يرفس الراعي، و زد على ذلك نباح الكلب عليه، فخاف الراعي و لم يعرف ماذا يحصل و لماذا؟! و ماذا عساه ان يفعل ؟! . و بداء حوار بين الثلاثة، قال الحمار للراعي : ميزنا الخالق نحن معشر الحمير بصفات منها الجد و الصبر في العمل و سخرنا لخدمة البشر، اعطانا صوت هو انكر الاصوات و ميزنا كذلك بالعناد، و نحن مسيرون و لسنا بمخيرين، فالعمل اعطيناه حقه و لم ننقصه و صبرنا على الجهد و التعب، اما صوتنا فلا نقاش فيه فهو خلقة الخالق و عنادنا دائما على حق عند شعورنا بالذل و الاهانة، اما انت يا انسان، فالعمل عندك عبادة و انت لا تعمل فعبادتك لربك منقوصة، منحك الله صوت جميل و مع ذلك تنهق كالحمير، و قيل لك كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته، فانت تحب ان تكون مسؤولا و لكن تكره و تبغض ان تقوم بمهام و واجبات المسؤولية، العناد عندك عناد على الباطل و ليس عنادا على الحق، فالعناد هنا كفر و العياذ بالله، نعمل و لنا الحق بالاجر و المعاملة الحسنة و انت كسول لا يعمل و تطالبنا بالعمل دون اطعامنا بحق و معاملتك لنا اسوء من ان توصف، و ازيدك ان من هداية الحمار الذي هو ابلد الحيوانات كما يقال ان الرجل يسير به الى منزله من البعد في ليلة مظلمة، فيعرف المنزل، فاذا خلي جاء اليه، و يفرق بين الصوت الذي يستوقف به و الصوت الذي يحث به على السير، فمن لا يعرف الطريق الى منزله -و هي الجنة في الاخرة - فهو ابلد من الحمار و انت كذلك، و لا يليق بلقب الانسان ان يطلق على امثالك لانكم تفتقدون الى اية صفة من صفات الانسانية فحتى الحيوانات لها من الصفات ما هي اسمى مما تتميز به انت و امثالك، فذهل الراعي من هذا الكلام و هم بضرب الحمار، فرفسه الحمار فطرحه ارضا، و جرى الحمار خارج الحظيرة، و ما ان قام الراعي و افاق من رفسة الحمار حتى راى الكلب يخطو نحوه، و هنا تكلم الكلب و قال للراعي : سخرنا الله لمنفعة بني البشر و لا نناقش خالقنا في ذلك، و منحنا الله صفة هي معدومة عند امثالك يا راعي، صفة وصفها بنو البشر بانها مفقودة و غير موجودة بل و من المستحيلات، هي صفة الوفاء، فامثالك لا يؤمنون حتى بها و طبعا لا يفقهون معناها، اما عندنا فهي صفة راسخة، و من الوفاء الامانة، فامنتنا على حراسة ماشيتك و بيتك و وفينا بهذه الامانة، و انت و امثالك ائتمنتم على مسؤولية هي امانة فلم تصونوها، بل و لم تكتفوا بذلك، فقمتم بخيانتها و اي خيانة، ائتمنتم على الجار فخنتوه، و على الحق فضيعتوه، و على المال فسرقتوه، و على السر فافشيتوه، و ائتمنتم على مكارم الاخلاق فنشرتم مفاسد الاخلاق، طلب منكم التواضع فاثرتم التكبر، نهيتم عن النفاق فاتخذتم النفاق اسلوب حياة، منحتم المال لتعزوا به فعز بكم و ذلت له نفوسكم، و اذا اقبلت الدنيا عليكم نسيتم انها قد تدبر يوما عنكم، قيل لكم ان الدين المعاملة فاساتم المعاملة، غركم جمالكم و هو لم يصل الى جمال الطاووس، و اهملتم عقلكم حتى اصبح اصغر من عقل الناموس، و هنا غضب الراعي و هم بعصا ليضرب بها الكلب، فعوى عليه الكلب فجزع الراعي و سقط على الارض و سقطت العصا من يده، و هرول الكلب مغادرا الحظيرة . و بعد فترة افاق الراعي من ذهوله و خرج من الحظيرة يبحث عن حماره و كلبه و لم يجدهما، فلم يجد بدا من الخروج بماشيته مشيا على الاقدام حاملا طعامه بيده دون حمار يركبه او كلب يحرسه و ماشيته، و وصل بعد حين الى المرعى و الى تلك الشجرة، فجلس كعادته تحتها ياكل طعامه و يستظل بظلها و ماشيته ترعى، و لكسله و اهماله نام كعادته تحت الشجرة ناسيا ان كلبه غير موجود لحراسة الماشية، فجاءت الذئاب و اكلت الماشية، و لما استيقذ من نومه لم يجد ماشيته و ضاع رزقه الذي وهبه الله له، و هذا من اهماله طبعا، و ندم حين لا ينفع الندم . حال الراعي هنا هو كحال الكثير من المسؤولين، الذين يخونون امانة المسؤولية، و لا يستيقظون من سباتهم هذا اذا استيقظوا طبعا الا بعد ذهاب النعمة التي انعم الله عليهم بها ليس لذكائهم و عبقريتهم و لكن لامتحانهم، و هم بكل تاكيد قد رسبوا و بامتياز في هذا الامتحان . و بعض العاملين في السفارة الفلسطينية في الصين حالهم اشبه ما يكون بحال هذا الراعي، و ان افاق الراعي من غيه بعد ذهاب ماشيته، فاكاد اجزم ان هؤلاء لا و لن يفيقوا من غيهم و فسادهم حتى و لو زالت النعمة عنهم، فهكذا تربوا و على مثله سيموتون . تعلم من البهائم يا صاحب العقل الهائم.

 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، الفساد، التسيب الإدراي، الفساد الإقتصادي، السلطة الفلسطينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-10-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  حتى و لو فشلت، يكفيك شرف المحاولة
  السفارة ملكية خاصة
  دون كيشوت الطويل و حصانه الهزيل... الكل اجتمع في السفارة الفلسطينية في بكين
  الكايد .......قدوة ام حدوة ؟!
  كابوس لا بد ان ينتهي
  لكل انسان من اسمه نصيب
  نفاق المرء من ذله
  حوار بين حمار و كلب و راعي
  أبو عكازه ودجاجاته في السفارة الفلسطينية في الصين، و معنى من اطاع عصاك فقد عصاك
  الاضطهاد و اللامبالاة للطلبة و الحركة الطلابية الفلسطينية من جانب العاملين في السفارة الفلسطينية في الصين
  العاملون في السفارات الفلسطينية في الخارج و سيكولوجية السلوك في الصين نموذجا

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يحيي البوليني، محمد الطرابلسي، عبد الله الفقير، حسن الطرابلسي، خالد الجاف ، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، سيد السباعي، رحاب اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، ياسين أحمد، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، د- جابر قميحة، محمود فاروق سيد شعبان، علي عبد العال، د- محمود علي عريقات، سفيان عبد الكافي، رشيد السيد أحمد، د. عبد الآله المالكي، محمد عمر غرس الله، محمود طرشوبي، فوزي مسعود ، د - محمد بن موسى الشريف ، الهادي المثلوثي، عمار غيلوفي، محمد الياسين، صباح الموسوي ، عمر غازي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ضحى عبد الرحمن، كريم السليتي، العادل السمعلي، محمد يحي، حسن عثمان، وائل بنجدو، د- هاني ابوالفتوح، محمد شمام ، جاسم الرصيف، مجدى داود، صالح النعامي ، أحمد النعيمي، أبو سمية، علي الكاش، صفاء العربي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، د. طارق عبد الحليم، رمضان حينوني، مراد قميزة، فهمي شراب، د. أحمد محمد سليمان، الهيثم زعفان، سعود السبعاني، د - شاكر الحوكي ، رضا الدبّابي، كريم فارق، سليمان أحمد أبو ستة، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد العيادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفى منيغ، منجي باكير، رافع القارصي، د. أحمد بشير، د - المنجي الكعبي، د - عادل رضا، مصطفي زهران، عواطف منصور، إياد محمود حسين ، سلام الشماع، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحـي قاره بيبـان، أ.د. مصطفى رجب، محرر "بوابتي"، د- محمد رحال، أحمد ملحم، عراق المطيري، عبد الرزاق قيراط ، ماهر عدنان قنديل، نادية سعد، فتحي الزغل، خبَّاب بن مروان الحمد، أنس الشابي، تونسي، د. خالد الطراولي ، د. صلاح عودة الله ، د.محمد فتحي عبد العال، عزيز العرباوي، صلاح الحريري، أحمد الحباسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، حاتم الصولي، سلوى المغربي، محمود سلطان، حسني إبراهيم عبد العظيم، الناصر الرقيق، صلاح المختار، أشرف إبراهيم حجاج، محمد أحمد عزوز، د - الضاوي خوالدية، فتحي العابد، حميدة الطيلوش، رافد العزاوي، عبد الغني مزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله زيدان، طلال قسومي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - مصطفى فهمي، صفاء العراقي، المولدي الفرجاني، إسراء أبو رمان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة