البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تونس، هذه التجاعيد السياسية

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2855


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعد اسابيع ستكون هناك انتخابات بلدية فى تونس، الاحزاب التونسية تســــتعد علــــى قدم و ساق و من الواضح ان حركة نداء تونس و حزب حركة النهضة هما المستفيدان الوحيدان من هذه الانتخابات القادمة بالقياس الى نسبة الشعبية و ما قدماه لحد الان من قوائم انتخابية غطت كامل المساحة الانتخابية فى كامل التراب التونسى على عكس بقية الاحزاب الكرتونية الاخرى التى كشفت هذه الانتخابات نسبة التمثيل المتدنية لديها و التى جعلتها لا تقدر على تقديم قوائمها الانتخابية إلا فى القلة القليلة من البلديات ، ما يثير الانتباه منذ اسابيع و خاصة منذ اعلان الرئيس التونسى على افتتاح الانتخابات البلدية و تحديد موعدها هو رجوع بعض الوجوه السياسية القديمة المتهالكة و التى تـم لفظها لفـــظ النواة فى الانتخابات التشريعية و الرئاسية السابقة بحيث خرج البعض فى تلك الفترة خروجا انتخابيا مذلا و مثيرا للسخرية بالقياس الى نسبة الاقتراع و التى لم تتعدى الصفر فاصل بالنسبة للسيد أحمد نجيب الشابى الناشط السياسى المعروف على سبيل المثال، رجوع هذا الاخير الى شاشات الاعلام القصد منه طبعا اعادة البحث عن موقع فى خضم هذه الفوضى و الجرعات الوافرة من الاحزاب الزائدة على اللزوم و الاستعداد للدخول فى غمار الانتخابات الرئاسية او ما يسمى بالحملات الرئاسية السابقة لأوانها .

الناظر بتمهل و انتباه الى المشهد السياسى التونسى بعد الثورة تصدمه بعض الوقائع المثيره و من بينها على سبيل المثال تقدم سن كل الطبقة السياسية التى ورثت الساحة السياسية من النظام السابق و هذا ما يثير سؤالا مشروعا هل أن هؤلاء العجز المتقدمين فى السن و الذين تم لفظهم و مرارا و تكرارا فى انتخابات 2011 و 2014 يمثلون ابناء الثورة و كل هؤلاء الذين ناضلوا طيلة سنوات ضد الاستبداد و انسداد الافق الاجتماعى آملين أن تتقبلهم هذه الثورة بدفئها و وهجها الثورى لتدفع بهم الى واجهة الاحداث و المقاعد النيابية فى مجلس نواب الشعب و فى كل المواقع التى ترهل اهلها و كانوا احد اسباب الثورة، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية سنة 2019 و انقسام الشارع السياسى الى احزاب كرتونية، الى ناقم و رافض لوجود هذه الكيانات الفاشلة التى تؤثث المشهد السياسى بلا فائدة تطرح كثير من الاسئلة المختلفة و من بينها على وجه الخصوص لماذا يريد هؤلاء العجائز الرجوع الى قلب الرحى السياسية و من يقف وراء حملاتهم و حلهم و ترحالهم السياسى فى كل مناطق الجمهورية و ما يتطلبه الامر من اموال و موائد ‘ ومفتحات ‘ انتخابية ممثلة فى كميات هائلة من الاموال الخليجية التى بان بالكاشف خاصة بعد ايقاف بعض المجرمين الذى احرقوا البلاد منذ اسابيع مدى تأثيرها السلبى و الكريه فى كل الاضطرابات و المظاهرات التى تعم تونس من فترة الى اخرى .

هناك تجاعيد سياسية فى المشهد السياسى الذى يحتاج فيما يحتاج فعلا الى ضخ دم شبابى محب للحياة و الى طاقات قادرة على فهم كل ما يحدث و التعامل معه التعامل الملائم خاصة فى ظل القفزة التكنولوجية الهائلة التى قفزها العالم المتحضر و تخلفت عنها القيادات العربية المسنة البائسة المتشبثة بخطب و مقولات و نظريات عفا عنها الزمن و باتت تثير السخرية، لا يمكن لهذه البلدان العربية اليوم و بعد كل ما حدث من تطورات على كل المستويات الدخول الى الالفية الثالثة بشيوخ سياسيين تجاوزت اعمارهم فى نسبة تقارب 90 فى المائة منهم السبعين من العمر، لقد أوجد تكرر نفس الوجوه و نفس المشهد السياسى منذ سنوات ما بعد الثورة على الاقل حالة من فقدان الثقة فى الثورة نفسها اضافة الى فقدان الثقة فى العملية السياسية و الانتخابية الملوثة بأموال النفط الخليجى و لعل الشباب اليوم قد قرر العزوف نهائيا عن حضور هذا ‘ العرس ‘ بل المأتم الانتخابى الكريه نكاية فى كل هؤلاء الذين ركبوا حصان الثورة دون أن يتفهموا ان للثورات اهداف و قيادات مختلفة عنهم شكلا و مضمونا ، صدأ هذه الرموز السياسية المتآكلة القديمة يمنع حصول التغيير الى العمق و هذا العمق هو من انطلقت منه الثورة لتصل الى قلب العاصمة و تزيح النظام بكل سطوته و قوته، لذلك يصر الشباب ان التغيير و نجاح الثورة لا يمكن اعلانه الاب ابعاد هؤلاء الفاسدين السياسيين و منع التلوث المالى النفطى الانتخابى من ان يعفن الساحة السياسية بشكل يستحيل معه انقاذ ما يمكن انقاذه خاصة بعد أن أنهك الارهاب البلاد و العباد متسببا فى حالات من المد و الجزر الانفعالية و الفكرية .

تشير قوائم الانتخابات البلدية الى تقدم فى السن لأغلب هذه القائمات و يؤكد رجوع كبار العجائز السياسيين فى تونس الى المشهد الانتخابى الرئاسى أن المال النفطى الخليجى هو المحرك الاساسى لكامل العملية الانتخابية و ان حظوظ الشباب سواء كمستقلين أو حزبيين ستكون ضئيلة و بلا فائدة و مجرد تكملة و ديكور و فى الوقت الذى يشعر فيه غالب الشباب فى تونس بحالة احباط على كل المستويات و بالذات من تدنى اداء الحكومة و مجلس الشعب الامر الذى ادى الى تراكم و تفاقم الديون و زيادة العجز يضاف اليه طبعا فضيحة تصويت البرلمان الاوروبى بكون تونس دولة تشجع على الفساد و ما جاء على لسان التقرير السنوى لمنظمة الشفافية الدولية من عجز القضاء التونسى على مواجهة الفساد هناك أصوات تنادى بإسقاط الحكومة او تغيير بعض الوزراء و هناك من يدعو الشباب التونسى الى المبادرة والخروج من أي روح سلبية تؤثر في طموحهم في المشاركة السياسية في مجتمع يتميز بالصبغة الشبابية، لكن من ‘ يخرج ‘ بذهنه لما يكتب و يقال فى مجالس وسائل التواصل الاجتماعى فهو سيدرك ان حراك شعب الشباب لا يزال بعيدا جدا و هو ما سيفتح المجال مجددا لرجوع الديناصورات القديمة التى اثبتت فشلها .



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإنتخابات البلدية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-03-2018  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم
  تونس : موت عمر العبيدى و كذبة افريل..

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود سلطان، د. خالد الطراولي ، محمد الياسين، عبد الله زيدان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، طلال قسومي، سلام الشماع، سامح لطف الله، ضحى عبد الرحمن، سفيان عبد الكافي، عراق المطيري، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد الحباسي، عمار غيلوفي، أنس الشابي، رافع القارصي، الهيثم زعفان، محمد شمام ، فهمي شراب، عمر غازي، محمد يحي، د- محمود علي عريقات، عبد الله الفقير، محرر "بوابتي"، مراد قميزة، سيد السباعي، د - شاكر الحوكي ، د. عبد الآله المالكي، جاسم الرصيف، أحمد بوادي، الهادي المثلوثي، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن الطرابلسي، د- محمد رحال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، علي الكاش، محمد عمر غرس الله، محمود فاروق سيد شعبان، صلاح المختار، صفاء العراقي، يزيد بن الحسين، د. أحمد بشير، محمود طرشوبي، أ.د. مصطفى رجب، العادل السمعلي، إياد محمود حسين ، أبو سمية، المولدي الفرجاني، نادية سعد، د - المنجي الكعبي، صباح الموسوي ، إسراء أبو رمان، صالح النعامي ، فتحي العابد، د - محمد بنيعيش، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مجدى داود، محمد العيادي، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، منجي باكير، د. صلاح عودة الله ، فوزي مسعود ، الناصر الرقيق، مصطفى منيغ، حميدة الطيلوش، علي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، ياسين أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، صفاء العربي، د - صالح المازقي، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد محمد سليمان، ماهر عدنان قنديل، رمضان حينوني، تونسي، د - عادل رضا، د. عادل محمد عايش الأسطل، رشيد السيد أحمد، د- هاني ابوالفتوح، عزيز العرباوي، سامر أبو رمان ، إيمى الأشقر، حسني إبراهيم عبد العظيم، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران، أحمد ملحم، رضا الدبّابي، سلوى المغربي، كريم فارق، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحي الزغل، محمد أحمد عزوز، أحمد النعيمي، د - مصطفى فهمي، عواطف منصور، د.محمد فتحي عبد العال، وائل بنجدو، حسن عثمان، رافد العزاوي، فتحـي قاره بيبـان، كريم السليتي، خالد الجاف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، يحيي البوليني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. طارق عبد الحليم،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة