البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

محمد الطالبى، ما هذا يا أستاذ ؟

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3351


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هناك من سمع من السيد محمد الطالبى و هناك من سمع عنه، بعض ما يقوله الأستاذ محمد الطالبى يرقى لمستوى الجريمة ...الفكرية، و بعض ما يأتي على لسان السيد محمد الطالبى المقصود منه طبعا و بالذات إثارة بلبلة جدلية في مناخ شعبي و اقتصادي و أمنى متوتر ،و مع ذلك سنقبل بأن حق الرأي مكفول في كل الأوقات و لا يمكن تحديده بالزمن أو بالمكان أو بالظرف ، و سنقبل بحسن نية الدكتور من باب التفاعل إيجابا مع كل فكر حتى لو أتى هذا الفكر بالمنكر و بأبغض الحلال، فمن بركات هذه ‘الثورة’ المشبوهة التي رفض الكثيرون من الأحزاب و المثقفين الانخراط فيها من البداية و تلقفوها في محطة النهاية أنها أعطت للبعض ملكة الصبر على سماع الفاحش من الفكر حتى لو أتت هذه الفاحشة الفكرية من بعض كبار المثقفين الذين التزموا الصمت الخجول حيال كل قضايا الشعب المحروم العاطل عن العمل و تلهوا طيلة سنوات عمرهم بافتعال ‘الحروب’ البيزنطية حول بعض الأطروحات الجدلية العقيمة .

في بعض إطلالاته النادرة يقذف لسان الدكتور ببعض ‘الأفكار’ و الملاسنات العبثية، المثير في مضمون خطاب الدكتور أنه لا يحتمل من الآخرين نزرا قليلا من النقاش متذرعا بأن ما يأتي على لسانه لا يمكن أن يناقش إلا من بعض ‘ المختصين المتخصصين ‘، فكلام ‘ الإلهة ‘ لا يقبل النقد و الانتقاد من العبيد،فالرجل الدكتور نبي و رسول في ثوب مثقف، و رغم أن عهد النبوة قد ولى بخاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و لم يبق من رجاء إلا في حلول ‘ المهدي المنتظر ‘ و المسيح الدجال ، فالسيد الطالبى يصر على أنه يحمل ‘ رسالة’ و هذه الرسالة تتيح إليه التفسير و الفتوى و إطلاق المزاعم و قلب الحقائق و تمريغ مقومات الدين في معركة الاختلاف المصطنع و المعارك الجدلية الوهمية، بضاعة فكرية هابطة و دعاوى إيديولوجية باهتة و آليات تفكير معطبة، و مواجهة أرادها الدكتور أن تكون حاسمة مع كل الذين عارضوا مثل هذه الترهات المبتورة و المقاصد المجهولة فتحولت إلى هزيمة نكراء لصاحب ‘ الوحي’ النبي الموهوم الدكتور محمد الطالبى .

لقد تعودنا من الدكتور على الكثير من الحركات المريبة المثيرة للجدل سياسيا و دينيا و حتى مبدئيا الأمر الذي جعل أغلب المثقفين يتساءلون عن الهدف الحقيقي من هذه ‘ التحركات’ الفكرية الصادمة و جعل المواطن البسيط يضجر من هذه القنابل الانشطارية التي تنفجر في الساحة الثقافية و الدينية مخلفة كثيرا من بؤر التوتر الفكرية في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الرغيف و الشغل مكان البحث المستميت عن جنس ‘ الجن’ الذي يركب السيد المفكر بين الفينة و الأخرى، فاستفزاز الدين بمثل هذه الأفكار ‘ الموسمية’ المتوترة يزيد من عمق الهوة بين الدين و العامة و يعطى لبعض المشعوذين الذين يسيطرون على عقول بعض الشباب المتهور فرصا مواتية للانقلاب على المفاهيم الدينية المتسامحة و الاشتغال على بعض الأفكار التكفيرية التي تهز ارتداداتها الوطن العربي يوميا ، و إذا كانت الفتنة نائمة فان الشيخ الطالبى يستحق اللعنات لأنه يوقظها و يغذيها و يصنع منها معارك متنقلة في محطات التلفزيون بغاية الغرور و النرجسية و داء الزهايمر الفكري عند بعض غلاة المثقفين المتقدمين في السن
.
‘ الخمر و الزنا حلال و الله لا يعاقب مرتكبهما و يكفيه الاستغفار ‘...طبعا هناك من يؤكد أن الشيخ قد سقط عنه التكليف شرعا و انه شاخ و خرف و بدا رحلة الانهيار الفكري التي تتطلب من بعض مريديه إقناعه بواجب’ التحفظ’ و الكف عن الكلام المباح احتراما لمنزلة القران و لمنزلة العلم و لمنزلة كبار العلماء، و هناك من يتحدث على أن بعض المندسين يحاولون استغلال الدكتور لطرح مثل هذه الأفكار العبثية لإعطاء الفرصة لبعض الإرهابيين لاغتياله كل ذلك لغايات سياسية، و هناك من يطرح فكرة ترك مثل هذه الأفكار السخيفة المنافية لتعاليم الإسلام و عدم إعطاءها الحيز اللازم للتفاعل الإعلامي حتى لا تشغل العامة و تثير البلبلة لكن من المؤكد أن ‘خرافات’ الرجل لم تصمد أمام تفسير أهل العلم و باتت محل تندر و سخرية، و حين يعلن الدكتور صراحة عدم إيمانه بالشريعة و أنها عمل انسانى غير ملزم و يستهزئ من كل صوت عاقل يعارضه فهو يؤكد للمتابعين أن هناك شخوصا بعينها أصبحت لا تخجل التعدي على المفاهيم و المقدسات ، و رغم اقتناع الأغلبية الساحقة بأن أفكار الدكتور ما هي إلا مجرد أفكار و المفكر لا يقتل و ليس مشروع ‘أضحية’ ممكنة لجموع الفكر التكفيري المتطرف و من واجبنا الكف عن شيطنة العقول و البحث عن الانتقام من الفكر فان الأمر يدعو كل الذين يهتمون بالشأن الديني للرد بقوة و بنفس المساحات و المنطق النقدي على مثل هذه الأطروحات، و هذه هي المهمة الأولى لعلماء المسلمين الذين نراهم ى الصفوف الخلفية لهذا الصراع .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، محمد الطالبي، بورقيبة، كفر بورقيبة، نقد بورقيبة، بقايا فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم
  تونس : موت عمر العبيدى و كذبة افريل..

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - مصطفى فهمي، د - شاكر الحوكي ، ضحى عبد الرحمن، محمود طرشوبي، مصطفى منيغ، منجي باكير، د. خالد الطراولي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد الياسين، الناصر الرقيق، عبد الله زيدان، حسني إبراهيم عبد العظيم، د.محمد فتحي عبد العال، رافد العزاوي، عواطف منصور، صفاء العراقي، جاسم الرصيف، فتحـي قاره بيبـان، أحمد ملحم، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، د. صلاح عودة الله ، سلوى المغربي، فهمي شراب، صفاء العربي، مجدى داود، خالد الجاف ، حميدة الطيلوش، وائل بنجدو، خبَّاب بن مروان الحمد، عراق المطيري، رشيد السيد أحمد، مراد قميزة، د- محمد رحال، عمر غازي، علي الكاش، علي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، سيد السباعي، صلاح الحريري، محمود سلطان، إيمى الأشقر، محمد العيادي، حاتم الصولي، عمار غيلوفي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، كريم السليتي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صالح النعامي ، د. أحمد محمد سليمان، يحيي البوليني، الهيثم زعفان، نادية سعد، محمد عمر غرس الله، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سلام الشماع، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم فارق، محمد شمام ، أ.د. مصطفى رجب، أنس الشابي، سليمان أحمد أبو ستة، د - صالح المازقي، عزيز العرباوي، محمد أحمد عزوز، رضا الدبّابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، د- محمود علي عريقات، فتحي الزغل، د- جابر قميحة، مصطفي زهران، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الغني مزوز، سعود السبعاني، ياسين أحمد، عبد الرزاق قيراط ، تونسي، د. أحمد بشير، صلاح المختار، طلال قسومي، سامح لطف الله، حسن عثمان، د- هاني ابوالفتوح، د - المنجي الكعبي، د. طارق عبد الحليم، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، أحمد النعيمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - محمد بن موسى الشريف ، رمضان حينوني، الهادي المثلوثي، سفيان عبد الكافي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد الطرابلسي، محمد يحي، د. عبد الآله المالكي، د - عادل رضا، إياد محمود حسين ، أحمد الحباسي، سامر أبو رمان ، إسراء أبو رمان، أبو سمية، حسن الطرابلسي، العادل السمعلي، صباح الموسوي ، فوزي مسعود ، د - محمد بنيعيش، المولدي الفرجاني، ماهر عدنان قنديل، يزيد بن الحسين،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة