البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

كيف ستتأكد هيئة الانتخابات من شرط الإسلام للمترشحين لرئاسة الجمهورية؟

كاتب المقال  كريم السليتي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2189


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ينص الفصل (74) من الدستور التونسي أن "الترشح لمنصب رئيس الجمهورية حق لكل ناخب وناخبة تونسي الجنسية منذ الولادة دينه الإسلام" كما نص ذات الفصل على مجموعة من الشروط الأخرى المتعلقة بالسن وجمع التزكيات...

وتقوم الهيئة المستقلة للانتخابات بالتأكد من توفر شروط الترشح حيث تتثبت من وجود التزكيات اللازمة والضمان المالي والجنسية والسن، إلا آنه لم يتبن لعامة التونسيين كيفية أو الإجراءات التي تقوم بها الهيئة للتأكد من شرط اعتناق المترشح لمنصب رئيس الجمهورية للدين الإسلامي الذي هو دين الدولة الرسمي ودين الأغلبية الساحقة من الشعب التونسي.

قد تكون الإجابة مبنية على افتراض أن كل من يحمل اسم عربي هو مسلم أو افتراض أن كل من لا يدعي الانتماء لدين آخر أو التصريح علنا بإلحاده فهو مسلم أو افتراض أن من له أب وأم "مسلمين" فهو مسلم (بالوراثة) وربما هناك افتراضات أخرى.

لكن المسألة ليست بهذه البساطة والسذاجة، لأنه قد يكون المترشح مسلما بالوراثة لكنه في الأثناء اعتنق دينا آخر أو مذهبا فكريا مناقضا تماما للأديان عموما أو للإسلام تحديدا. لذلك يتعين على الهيئة المستقلة للانتخابات وضع مجموعة من المقاييس والإجراءات للتأكد بأن المرشح لأعلى منصب في الدولة يعتنق فعلا الدين الإسلامي.

كذلك من الاحتمالات الأخرى أن يتقدم للرئاسة مرشح تونسي يهودي أو نصراني بالولادة لكنه يدعي عند تقديمه للترشح أنه اعتنق الإسلام، فكيف ستتأكد الهيئة من ذلك، هل تكفي بشهادة من مفتي الجمهورية يثبت ذلك؟ وهل مقاييس وإجراءات مفتي الجمهورية كافية فعلا للتأكد من صدقية الادعاء باعتناق الإسلام؟

وعلى الرغم من أهمية هذا الموضوع وخطورته وحساسيته إلا أن الهيئة المستقلة للانتخابات تولي شرط توفر الضمان المالي أهمية أكبر بكثير من التأكد من الشرط الدستوري المتعلق باعتناق المترشح لمنصب رئيس الجمهورية للدين الإسلامي. فهل من المعقول أن تطلب الهيئة من المترشح اثبات وجود التزكيات اللازمة ولا تطلب منه اثبات أنه دينه الإسلام؟

وهل يجوز لمرشحين لا يعلنون أنهم غير مسلمين لكن كل خطاباتهم وبرامجهم مركزة على معاداة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومقدساته وحتى تغيير أحكامه الثابتة حيث أنهم يروجون خطابات الكراهية والاسلاموفوبيا واتهام معتنقي الدين الإسلامي من عامة الشعب بالغباء والتخلف ونعت التونسيين الملتزمين بتعاليم الإسلام متطرفين أو متشددين أو ظلاميين وغيرها من التهم التي تسيء لعامة المواطنين.

وهل يمكن للمترشح أن يدعي الشيء ونقيضه في نفس الوقت؟ كأن يرتكز برنامج المرشح على ملاحقة المحجبات ومنعهم من ارتداء الحجاب وبالتالي منعهن من ممارسة شعيرة إسلامية، وغلق دور العبادة ومنع الأذان وصلاة الجمعة. أو يسب الجلالة ويمس من أعظم مقدسات المسلمين أو يعد بنشر الدعارة والخمور في الفضاءات العامة والحكومية وغيرها من الوعود الانتخابية المناقضة تماما لتعاليم الدين الإسلامي والتي قد تثير ريبة الناخبين حول العقيدة الحقيقية للمرشح.


ومن بين الحلول العملية والبسيطة لتفادي مسألة الافتراضات العقيمة واثبات جدية المترشح في اعتناقه للدين الاسلامي، قد يكون من المناسب أن يقدم كل مرشح للرئاسة تصريحا مكتوبا يؤكد فيه ما يلي:

1- بأنه مرشح دينه الإسلام اقتناعا لا وراثة

2- بأن يعمل على احترام المقدسات الإسلامية وحمايتها إن تطلب الأمر

3- بأن لا يسعى لاضطهاد المسلمين، فقط بسبب اعتقادهم الديني

4- بأن لا يعمل على إغلاق دور العبادة وتحفيظ القرآن وأن يحفظ التراث الإسلامي ويثمنه

5- بأن يتضمن برنامجه الانتخابي نقطة تتعلق بماذا سيقدم للإسلام وللمسلمين خلال فترة حكمه

6- بأن يتعهد بالاستقالة مباشرة إذا تغيرت قناعاته الدينية وصار يرى نفسه أنه أصبح غير مسلم

7- بأن يظهر التزامه بتعاليم الاسلام في المناسبات العامة والخاصة

8- بأن لا يسعى لتغيير الأحكام الإسلامية الباتة في الدستور أو القوانين.

9- بأن يتعهد بعدم نشر خطابات الكراهية تجاه المتدينين وألا يمارس الاسلاموفوبيا


إن تجربة الخمس سنوات الماضية وما عناه المجتمع التونسي من فتن وانقسامات نتيجة اثارة مسألة المساواة في الميراث وزواج المسلمة التونسية بغير المسلم، كان لها تأثير سلبي جدا على الوحدة الوطنية وأعطي مبررات قوية لمن يريد تشويه سمعة البلاد في الخارج لاسيما في الدول العربية والإسلامية، وأظهر الدولة في شكل الديكتاتورية العلمانية المتطرفة التي لا تحترم الحريات الدينية وتريد فرض نمط غربي يرفضه المجتمع التونسي. كما أن اضطهاد التونسيين المتدينين بسبب مظهرهم ومنع المواطنات المنقبات من الولوج للمرافق العامة والذي يعتبر شكلا من أشكال التمييز ضد المرأة وما صاحب ذلك من حملة اسلاموفوبيا، كلها نقاط سوداء في النظام الانتخابي الذي لم يضبط تعهدات صريحة للمرشحين بضرورة احترام المعتقد الديني للتونسيين وضمان أدائهم لشعائرهم دون تمييز، وعدم اختراع التعلات للتضييق عليهم واضطهادهم ومعاملتهم بدونية وكأنهم رعايا أو لاجئين أو أعداء وليسوا مواطنين شركاء في هذا الوطن.

--------------------

كريم السليتي
كاتب وحقوقي تونسي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإنتخابات الرئاسية، شروط الترشح،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-08-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  في ذكرى ثورة التحرير الجزائرية، البنك الجزائري يصدر ورقة نقدية جديدة بالعربية والانجليزية
  موظفون أم عبيد؟!
  تونس، صدمة الأزمة الصحية والاقتصادية تكشف أكذوبة "الكفاءات التونسية" وخرافة "المادة الشخمة"
  الإعلام التونسي ومهمة الإلحاق اللغوي بفرنسا
  كيف ستتأكد هيئة الانتخابات من شرط الإسلام للمترشحين لرئاسة الجمهورية؟
  بعد مجزرة نيوزيلاندا الإرهابية وجريمة حي التضامن، هل حان الوقت لسن قانون يجرم الإسلاموفوبيا؟
  لغة التعليم في تونس - إلى متى الفرنسية عوض الإنقليزية؟
  جرائم فرنسا ووقاحة هولند
  لماذا اغتاظت فرنسا من الاهتمام الأنقلوساكسوني بتونس؟
  خطة جديدة للقضاء على لجان حماية الثورة
  ماذا لو دافع المرزوقي عن عاريات الصدر؟
  إنفصام الشخصية: هل هو وباء ما بعد الثورة
  20مارس: ذكرى التوقيع على تأبيد الإستعمار الفرنسي لتونس
  إلى متى يتواصل توجيه الرأي العام نحو التفاهات؟
  هل بالمناشدات سوف نتخطى الأزمة السياسية في تونس؟
  هل تساهم سيطرة الفضاءات التجارية الكبرى الفرنسية في تفاقم أزمة الغلاء في تونس؟
  هل تونس محظوظة بالإستعمار الفرنسي؟
  الإعلام الفرنسي و دم شكري بلعيد
  عندما يصبح العلمانيون صوفيين
  حقوق الانسان في تونس، في خطر
  القناة الوطنية : إعلام الهواة و إحتراف الكذب
  هل استسلمت الحكومة لأعداء الثورة في الداخل و الخارج؟
  متى يغضب التونسيون لمقدساتهم؟
  لماذا نجح الخليجيون و فشل المغاربة؟
  المنظومة الإجرامية في تونس
  إنسداد الأفاق أمام نادي المنكر
  المرزوقي و تأثيره على الانتخابات الرئاسية المصرية
  موسم الحج إلى قسم الأخبار!!!
  الدستور و اعتماد الشريعة الإسلامية:ضمان للهوية أم تهديد للحداثة
  الداعية الإسلامي الذي أسر قلوب التونسيين و أثار هلع العلمانيين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إياد محمود حسين ، تونسي، كريم السليتي، عزيز العرباوي، سيد السباعي، محمد عمر غرس الله، العادل السمعلي، سلام الشماع، إيمى الأشقر، رحاب اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمد رحال، د - عادل رضا، محمد الياسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فوزي مسعود ، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، فتحي العابد، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، فتحي الزغل، عمر غازي، حسن عثمان، حسن الطرابلسي، طلال قسومي، أحمد ملحم، محمد شمام ، فتحـي قاره بيبـان، د - صالح المازقي، سعود السبعاني، إسراء أبو رمان، د- هاني ابوالفتوح، د. صلاح عودة الله ، الهيثم زعفان، صفاء العربي، فهمي شراب، نادية سعد، علي الكاش، عبد الله زيدان، مراد قميزة، أحمد النعيمي، مصطفي زهران، أحمد الحباسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حاتم الصولي، د. عبد الآله المالكي، محمد الطرابلسي، رمضان حينوني، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، المولدي الفرجاني، مصطفى منيغ، مجدى داود، كريم فارق، يزيد بن الحسين، محمود طرشوبي، حميدة الطيلوش، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامر أبو رمان ، د. أحمد محمد سليمان، د. أحمد بشير، سامح لطف الله، محمد أحمد عزوز، محمد يحي، د - الضاوي خوالدية، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - شاكر الحوكي ، الهادي المثلوثي، علي عبد العال، رافد العزاوي، د - محمد بنيعيش، الناصر الرقيق، أحمد بوادي، رافع القارصي، صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، د- جابر قميحة، رشيد السيد أحمد، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، أنس الشابي، عراق المطيري، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، ضحى عبد الرحمن، منجي باكير، خالد الجاف ، د - مصطفى فهمي، عمار غيلوفي، سفيان عبد الكافي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رضا الدبّابي، عبد الله الفقير، أبو سمية، ماهر عدنان قنديل، عبد الغني مزوز، أ.د. مصطفى رجب، أشرف إبراهيم حجاج، صالح النعامي ، سليمان أحمد أبو ستة، سلوى المغربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح الحريري، د - المنجي الكعبي، محمود سلطان، عواطف منصور، جاسم الرصيف،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة