البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

جرائم فرنسا ووقاحة هولند

كاتب المقال كريم السليتي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4933


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالمملكة العربية السعودية المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام المطبقة على القتلة و السحرة و تجار المخدرات، أثارت الكثير من السخرية و النقد في الصحافة العالمية و مواقع التواصل الجتماعي، و ذلك بسبب التناقض الكبير الذي وقع فيه الرجل، حيث أن بلاده تعتبر من البلدان التي تدرس انتهاكاتها لحقوق الانسان في الجامعات البريطانية و الأمريكية.

فرنسا و عهد أنوارها هي تلك التي إقترف جيشها في القرن الماضي أسوأ جرائم الإبادة في افريقيا عامة و في الجزائر خاصة. فرنسا التي تحاول جاهدا تقديم الدروس للدول العربية في حقوق الانسان في كل زيارة "تجارية" لرؤسائها المتعاقبين، هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع المحجبات من الدراسة و تمنع المنقبات من حرية التنقل و تمنع جوازات السفر عن الشباب الفرنسي من أصول عربية و حرمانه من حقه في آداء العمرة بتعلة مكافحة الإرهاب.

فرنسا التي تقدم الدروس للمملكة العربية السعودية في الغاء أحكام الإعدام، هي نفسها فرنسا التي قتلت المئات من عرب قبائل شمال مالي بقصف طائراتها أو بتحريض القبائل الأخرى عليهم. فرنسا التي تقدم الدروس اليوم هي نفسها من تقترف بيدها أو بيد حلفائها أبشع الجرائم ضد المسلمين في إفريقيا الوسطى بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدنى من حكم البلاد بوصفهم الأغلبية.

فرنسا التي تعطي الدروس في حقوق الانسان هي التي كانت تدعم الرئيس الفاسد زين العابدين بن علي في حربه على الهوية العربية الاسلامية في تونس والتي دامت عقدين من الزمن، وهي التي تضغط اليوم على الحكومة التونسية للحيلولة دون اصلاح نظام التعليم وتغيير لغة التدريس الثانوي و الجامعي من الفرنسية إلى الإنجليزية.

فرنسا التي تتشدق بحقوق الانسان هي نفسها فرنسا التي جاء وزير داخليتها لتونس ليضعط على الحكومة السابقة لاغلاق المجال الجوي التونسي أمام الطائرات الليبية المحملة بالمرضى و جرحى الحرب، في ابتزاز رخيص ومقزز و لا إنساني.

اليوم لم يبق لفرنسا من حقوق الإنسان سوى المتاجرة بها في الصالونات و الإعلام و المجالس، أما على أرض الواقع فقد انكشفت عورتها. اليوم لم يبق لفرنسا سوى الدفاع عن حقوق اللواطيين و القتلة و السحرة و تجار الأسلحة و المخدرات. و مغتصبي الأطفال. فرنسا لا تدافع عن حقوق الإنسان العادي المتوازن كالحق في اللباس و الحق في ممارسة شعائره و عقائده و الحق في السفر، و قبل كل ذلك الحق في الحياة.

إذا كانت فرنسا و رئيسها يؤمنان فعلا بحقوق الانسان لماذا يرفعان عاليا شعار الهوية الفرنسية الذي يهدف لنزع ثقافات و عادات و عقائد الآخرين و فرض النمط الفرنسي عليهم بالقوة، أليس من أبسط حقوق الإنسان احترام هوية الآخرين، و عدم التسلط عليهم و ابتزازهم بهدف تغييرها.

فرنسا إختارت أن تقف إلى جانب "حقوق" المجرمين و القتلة و أن تكون في طليعة المحاربين لكل ما يمت للعفة و للقيم الانسانية بصلة، و قديما قيل من بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجر.

------------
كريم السليتي
كاتب و حقوقي تونسي.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فرنسا، السعودية، آل سعود، عقوبة الإعدام، فرنسوا هولاند،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-05-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  في ذكرى ثورة التحرير الجزائرية، البنك الجزائري يصدر ورقة نقدية جديدة بالعربية والانجليزية
  موظفون أم عبيد؟!
  تونس، صدمة الأزمة الصحية والاقتصادية تكشف أكذوبة "الكفاءات التونسية" وخرافة "المادة الشخمة"
  الإعلام التونسي ومهمة الإلحاق اللغوي بفرنسا
  كيف ستتأكد هيئة الانتخابات من شرط الإسلام للمترشحين لرئاسة الجمهورية؟
  بعد مجزرة نيوزيلاندا الإرهابية وجريمة حي التضامن، هل حان الوقت لسن قانون يجرم الإسلاموفوبيا؟
  لغة التعليم في تونس - إلى متى الفرنسية عوض الإنقليزية؟
  جرائم فرنسا ووقاحة هولند
  لماذا اغتاظت فرنسا من الاهتمام الأنقلوساكسوني بتونس؟
  خطة جديدة للقضاء على لجان حماية الثورة
  ماذا لو دافع المرزوقي عن عاريات الصدر؟
  إنفصام الشخصية: هل هو وباء ما بعد الثورة
  20مارس: ذكرى التوقيع على تأبيد الإستعمار الفرنسي لتونس
  إلى متى يتواصل توجيه الرأي العام نحو التفاهات؟
  هل بالمناشدات سوف نتخطى الأزمة السياسية في تونس؟
  هل تساهم سيطرة الفضاءات التجارية الكبرى الفرنسية في تفاقم أزمة الغلاء في تونس؟
  هل تونس محظوظة بالإستعمار الفرنسي؟
  الإعلام الفرنسي و دم شكري بلعيد
  عندما يصبح العلمانيون صوفيين
  حقوق الانسان في تونس، في خطر
  القناة الوطنية : إعلام الهواة و إحتراف الكذب
  هل استسلمت الحكومة لأعداء الثورة في الداخل و الخارج؟
  متى يغضب التونسيون لمقدساتهم؟
  لماذا نجح الخليجيون و فشل المغاربة؟
  المنظومة الإجرامية في تونس
  إنسداد الأفاق أمام نادي المنكر
  المرزوقي و تأثيره على الانتخابات الرئاسية المصرية
  موسم الحج إلى قسم الأخبار!!!
  الدستور و اعتماد الشريعة الإسلامية:ضمان للهوية أم تهديد للحداثة
  الداعية الإسلامي الذي أسر قلوب التونسيين و أثار هلع العلمانيين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود سلطان، سلام الشماع، سفيان عبد الكافي، مجدى داود، ضحى عبد الرحمن، أ.د. مصطفى رجب، فوزي مسعود ، أحمد ملحم، جاسم الرصيف، د - صالح المازقي، منجي باكير، أحمد بوادي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد الطرابلسي، حميدة الطيلوش، مراد قميزة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن الطرابلسي، خالد الجاف ، يحيي البوليني، كريم فارق، رحاب اسعد بيوض التميمي، علي الكاش، مصطفي زهران، حسن عثمان، ياسين أحمد، صلاح المختار، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامح لطف الله، فتحي الزغل، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي العابد، محمود طرشوبي، محمد شمام ، صفاء العراقي، عبد الله الفقير، د- جابر قميحة، حاتم الصولي، الهادي المثلوثي، طلال قسومي، الناصر الرقيق، صباح الموسوي ، رضا الدبّابي، ماهر عدنان قنديل، د - عادل رضا، فهمي شراب، رافع القارصي، عزيز العرباوي، د. عبد الآله المالكي، د - شاكر الحوكي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامر أبو رمان ، د. أحمد محمد سليمان، عبد الرزاق قيراط ، د - المنجي الكعبي، نادية سعد، د - الضاوي خوالدية، عراق المطيري، العادل السمعلي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد بشير، أبو سمية، محمد الياسين، علي عبد العال، محمد يحي، عمار غيلوفي، صفاء العربي، أنس الشابي، سعود السبعاني، د- محمود علي عريقات، د.محمد فتحي عبد العال، رشيد السيد أحمد، كريم السليتي، يزيد بن الحسين، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بنيعيش، إيمى الأشقر، وائل بنجدو، الهيثم زعفان، سيد السباعي، د. صلاح عودة الله ، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحـي قاره بيبـان، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - مصطفى فهمي، محمد عمر غرس الله، خبَّاب بن مروان الحمد، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. خالد الطراولي ، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، سليمان أحمد أبو ستة، د. طارق عبد الحليم، رافد العزاوي، صالح النعامي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد أحمد عزوز، محمود فاروق سيد شعبان، مصطفى منيغ، عواطف منصور، رمضان حينوني، أحمد النعيمي، تونسي، إياد محمود حسين ، المولدي الفرجاني، إسراء أبو رمان، عبد الله زيدان، سلوى المغربي، محمد العيادي، صلاح الحريري، محرر "بوابتي"، عبد الغني مزوز، أحمد الحباسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة