البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ايران، فرنسا، الى الوسط در

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2671


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يقال عن بريطانيا انها كلب امريكا الوفى و أمريكا لا تترك مناسبة إلا لإظهار تبعية هذه الدولة التى كانت تمثل امبراطورية لا تغيب عنها الشمس بالمقابل المعروف ان فرنسا منذ عهد الرئيس الراحل شارل ديغول ترفض الهيمنة الامريكية و لذلك تعرضت العلاقات الفرنسية الامريكية دائما الى كثير من حالات المد و الجزر و من الطبيعى اليوم و بعد صعود الرئيس الفرنسى مانوال ماكرون و الامريكى دونالد ترامب أن يظهر الخلاف العلنى بين الدولتين بالذات فى كيفية معالجة الملف النووى الايرانى هذا اضافة الى رغبة فرنسا منذ صعود هذا الرئيس للحكم فى اعادة تقييم كل علاقتها بكل الدول العربية و الاسلامية فى المنطقة، فى نطاق هذه الغربلة الدقيقة و المتعسرة لأسباب يطول شرحها لاحظ المتابعون ان الرئيس الفرنسى قد وجه منذ فترة عدة ملاحظات و ربما اعتبرها الجانب الايرانى انتقادات حول ما سمى بالتدخل الايرانى فى شؤون الدول الخليجية و هو الحديث الذى طالما سمعه كل السياسيين الغربيين الذين يزرون السعودية و الامارات تحديدا ، طبعا كانت الردود الايرانية على غاية من الوضوح و الهدوء .

فى احد اطلالاته الاعلامية على قنوات فرنسية فى موفى شهر نوفمبر 2017 استغرق الرئيس الفرنسى فى وصف و توصيف العلاقات بين البلدين و لعل المثير فى ما جاء على لسانه حول اهداف زيارته القادمة لطهران قوله انه سيتم التحضير بعناية كبيرة لهذه الزيارة على اعتبار ان العلاقات بين البلدين لن تقف حول الملف النووى بل ستكون هناك محادثات معمقة و اتفاق هيكلى حول موقع ايران فى المنطقة من الناحية الاستراتيجية حتى تقوم بدورها فى الحرب على كل النزعات التى تريد تقويض الاستقرار فى عدة بلدان عربية بالأساس، بما يعنى حسب اقوال الرئيس أن هناك خلافا جوهريا بين حكومته و ادارة الرئيس الامريكى التى لا تنفك فى ارسال رسائل سلبية جدا ضد النظام و بالذات فى مسالة الملف النووى و هو الموقف الذى يثير حفيظة القيادة السياسية الايرانية و دفعت روسيا الى رفع صوتها بالتحذير من كون الموقف الامريكى يضر بالاستقرار فى المنطقة و يعطى الذريعة للكيان الصهيونى لإطلاق بعض التهديدات و يعيد المناخ المتوتر الذى سبق ابرام هذا الاتفاق فى عهد الرئيس المنقضية ولايته باراك اوباما .

يقول المتابعون ان سياسة الرئيس الفرنسى الحديد تختلف كليا عن سياسة الرؤساء الفرنسيين السابقين بل هى سياسة تميل الى الوسط فى كل شيء و تأخذ بالاعتبار المصالح الفرنسية طبعا لكنها لا تغفل عن الاخذ بمصالح و افكار و طموحات دول المنطقة العربية و لعل مواقف الرئيس الفرنسى فى الملف السورى تعتبر متقدمة بل و متعارضة تماما مع موقف سلفه المتخلى فرانسوا هولاند المنحازة لأطراف المؤامرة القذرة على سوريا امريكا و السعودية و اسرائيل و تركيا، ربما تأخرت هذه الزيارة كثيرا فى نظــر بعض الملاحظين و ربما ساد التوتر بين البلدين اثر تصريحات وزير الخارجية الفرنسى التى اطلقها فى زيارته الاخيرة الى الرياض فى عز الازمة الناجمة عن احتجاز النظام السعودى لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى و ما طرحته من اشكالات اسالت كثيرا من الحبر و دفعت الرئيس الفرنسى الى السفر على عجل لفك اعتقال ‘ المواطن الفرنسى سعد الحريرى ‘ من سجن النظام السعودى، من المفيد اليوم ان نركز على القول بان ايران كانت و ستظل لاعبا اساسيا فى المنطقة لا يمكن تجاوزها من القوى الدولية و من واجبنا ان نذكر بان الرئيس الفرنسى الجديد قد انتبه اخيرا من حسن الحظ الى ان فرنسا قد فقدت كثيرا جدا من مواقعها الاستراتيجية و السياسية و الاقتصادية فى كثير من القارات و الدول، بعملية ربط سياسية ندرك اهمية الموقف الفرنسى و اهمية الزيارة المقبلة .

بإمضاء الرئيس الامريكى قراره المؤلم بنقل السفارة الامريكية للقدس باعتبارها عاصمة اسرائيل يكون قد قضى على كل آمال التسوية التى اتبعها السيد محمود عباس منذ سنوات مهدرا بذلك الوقت و مقدما التنازلات المؤلمة و معرضا القضية للتلاشى بعامل الوقت و التعتيم الذى تسعى اليها المنظومة الاعلامية العربية و الغربية المساندة لهذا الكيان الغاصب، بالمقابل برفع الرئيس الفرنسى الجديد كل الاعتراضات السابقة حول الرئيس السورى اضافة الى عدة اشارات سياسية و أمنية تحدث عنها السيد بشار الاسد فى عدة مناسبات اعلامية تكون القيادة الايرانية قد تحسست كثيرا من عوامل الاطمئنان الايجابية للسياسة الفرنســـــية و لذلك لاحظ المتابعون عدم التجاء القيادة الى خطاب رد متشنج على بعض التصريحات الفرنسية التى تدرك طهران اسباب اطلاقها بالنظر للزمن و المكان الذى اطلقت منه و هى لا تريد ان تقع فى الفخ السعودى الذى يسعى الى ضرب هذا التقارب خاصة فى ظل معلومات مسربة تتحدث عن حث الرئيس الفرنسى للقيادة القطرية بفتح قنوات الحوار مع طهران بعد قرار مجلس التعاون الخليجى بمقاطعتها .

ربما رفضت القيادة الايرانية من باب السخرية اللاذعة من القيادة الامريكية تخصيص الوقت للرد على موقف هذه الادارة الفاشلة التى ساندت التحركات المشبوهة القليلة التى حدثت منذ ايام و لكن من المعروف ان القيادة الايرانية تكن عداء فطريا و سياسيا مستقرا للسياسة الامريكية فى المنطقة و هى و لئن انزعجت بعض الشيء من هذه المواقف السخيفة التى بشرت بحصول ثورة تبين انها لقيط سعودى حرام فإنها جعلتها تتأكد مرة اخرى من النوايا الانقلابية الامريكية بما يدفعها بالطبع الى مزيد تحقيق الانجازات فى كل المجالات لحفظ كرامة الشعب الايرانى على كل المستويات بالإضافة الى الانتبــــــــــاه الى مخططات الاعداء و اخرها ضبط كميات المتفجرات التى كانت تستهدف الابرياء، لا تتجاهل القيادة الايرانية الموقف المتعقل للقيادة الفرنسية اثناء تلك الاحداث و تدرك ايران ان هناك تغيير مهم فى السياسة الفرنسية يجب ادراكه و استثماره بما يخدم المصالح المشتركة فضلا على ان الانحياز للموقف الفرنسى سيكسر الارادة الامريكية السعودية الصهيونية المتآمرة و يعطى لمحور المقاومة بعدا استراتيجيا دوليا غير مسبوق، لا تنسى ايران ايضا ان اخر زيارة لرئيس فرنسى ترجع الى سنة 1976 مما يعكس اهمية هذه الزيارة و بعدها الاقليمى و الدولى البالغ الاثر.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ايران، فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-02-2018  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العراقي، رضا الدبّابي، محمد الياسين، د - الضاوي خوالدية، محمد يحي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفي زهران، صلاح الحريري، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، محمد شمام ، أحمد النعيمي، محمد العيادي، مراد قميزة، الناصر الرقيق، إياد محمود حسين ، إيمى الأشقر، عواطف منصور، سلام الشماع، رافد العزاوي، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، صفاء العربي، سليمان أحمد أبو ستة، د - مصطفى فهمي، محمد الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، أنس الشابي، د - صالح المازقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الغني مزوز، د - عادل رضا، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد ملحم، حاتم الصولي، ياسين أحمد، د. صلاح عودة الله ، سلوى المغربي، د- جابر قميحة، د. طارق عبد الحليم، فوزي مسعود ، نادية سعد، كريم فارق، منجي باكير، صلاح المختار، مجدى داود، فتحي الزغل، د - محمد بنيعيش، العادل السمعلي، محمود طرشوبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله زيدان، صباح الموسوي ، سفيان عبد الكافي، رافع القارصي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد عمر غرس الله، يحيي البوليني، محمد أحمد عزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، أبو سمية، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، إسراء أبو رمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم السليتي، ماهر عدنان قنديل، محمود سلطان، سعود السبعاني، فتحي العابد، د. أحمد بشير، طلال قسومي، مصطفى منيغ، د. أحمد محمد سليمان، وائل بنجدو، رشيد السيد أحمد، تونسي، حسن عثمان، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، رمضان حينوني، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، فهمي شراب، عراق المطيري، أحمد بوادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - شاكر الحوكي ، أحمد الحباسي، علي عبد العال، عمر غازي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي الكاش، الهيثم زعفان، سامح لطف الله، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. خالد الطراولي ، سيد السباعي، عبد الرزاق قيراط ، المولدي الفرجاني، أ.د. مصطفى رجب، د- هاني ابوالفتوح، صالح النعامي ، جاسم الرصيف، عزيز العرباوي، ضحى عبد الرحمن، عبد الله الفقير، محمد اسعد بيوض التميمي، يزيد بن الحسين،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة