البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

النهضة، ‘ انقلاب ‘ السيسى، الثورة

كاتب المقال احمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3119


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا يخجل السيد راشد الغنوشى و جمهور حركة النهضة من رفع علامة ‘رابعة ‘ الشهيرة تعبيرا عن تضامنهم مع اشقاءهم الكبار الاخوان، الامر مثير للغرابة خاصة و أن الرجل يزعم و لا أحد يصدقه طبعا أن حركته قد استدارت أخيرا للوطن و للراية الوطنية و لهذا الشعب الذى طالما تعرض منهم للإرهاب و التخويف و الترويع و التكفير، طبعا الشيخ لم يغير جلدته و لا قناعته حتى لو كانت ضد ما تعود عليه التونسيين من وسطية و من تحرر و حداثة فالأمر اكبر من كل ما نظن و العلاقة بين عقل الشيخ و عقل الاخوان المسلمين فى مصر و فى بقية دول العالم أكبر من أن يتنصل منها الرجل بجرة قلم أو بتصريح يتيم، الاخوان و تفكير الاخوان مشروع متكامل يقوم على ثوابت و مقررات و تخطيط و فى مثل هذه الحالات يعسر الانسلاخ أو الابتعاد لان هذا الفكر التكفيرى المنغلق يشبه فى كثير من التفاصيل تفكير المافيا من حيث يتعذر لمن داخل النادى المافيوزى الخروج منه دون دفع ضريبة الدم و هى الموت و الاغتيال .

عندما تتحدث مع كثير من القيادات فى النهضة تشعر من وراء كلامهم و تصريحاتهم المتلعثمة ان طرح موضوع الانسلاخ من هذه ‘ المنظمة ‘ هو من التابوهات و المحرمات و أنه ليس سهلا الدخول الى حمام ‘ الاخوان ‘ و الخروج منه بسلام فكل الذين حاولوا و هم قلة قليلة جدا عانوا و يعانون الى اليوم من الخوف و الرعب و اصبح الجميع يشير اليهم بالأصبع كأنهم يحملون مرضا او عدوى و حتى الذين تجرؤوا على نقد الحكم ‘ الابوى ‘ للمرشد و طالبوا بالتفتح و الشفافية لم يجدوا من رجع صدى لدى البقية المتبقية التى تعيش منذ عقود من الزمن على وقع قانون السمع و الطاعة و بقية الضوابط الاخرى، طبعا المرشد يعول فى التحكم و فى قيادته لقواعد النهضة على مفعول الخوف و ما ينتجه قانون السمع و الطاعة من استجابة مفرطة بدون شروط لكل ما يخرج من فم القيادة حتى لو كان الامر يتعلق بأمور ترقى الى مرتبة الجرائم السياسية أو التسبب فى ضرب الامن و الوحدة الوطنية و لم لا ضرب و وصم الاسلام بروح الكراهية و الدم و الارهاب .

اعتصم الشعب اعتصام باردو الشهير للمطالبة برحيل الاخوان و اعلان فشل حكمهم خاصة بعد أن تحولت تونس الى افغانستان اخرى و انتشرت فى الساحات العامة جحافل طالبان تونس معبرين صراحة على استعداهم لإشعال الوطن و نصب المشانق و ضرب الاستقرار لغاية نصب الخلافة السادسة التى عينوا على رأسها السيد حمادى الجبالى، صاحت النهضة مرددة فى قناة الجزيرة انها تتعرض الى انقلاب على شاكلة ما وقع فى مصر رغم انه و فى الحالتين لم يكن هناك انقلاب و لا جيش و لا مؤسسة عسكرية و لا بيان رقم 1، لكن ماذا يفعل المتابعون و النهضة لا تفكر إلا بمنطق المؤامرة و لا تجيب إلا بمنطق العنف و الارهاب، فالنهضة كما فعل الاخوان فى مصر لا تريد أن تتفهم أنها الوحيدة المسئولة على انهار الدم التى سالت فى الشوارع و المدن و القرى نتيجة عنف سياستها و تسلط قادتها و رعونة تصرفاتها و عدم حنكتها و معرفتها بأساليب ادارة الدولة و هى تحاول كما تربت عليه دائما أن تتنصل من المسئولية و ترميها على عاتق الاخرين بحجة أنها منتخبة من الشعب متجاهلة المبدأ الكونى الاساسى القائل بان الشعب هو مصدر السلطات و هو الذى عين و هو الذى يتراجع فى الوكالة فى كل وقت و حين .

يكره الاخوان المؤسسة العسكرية فى كل الدول العربية، هنا يقول راشد الغنوشى عن المؤسسة العسكرية التونسية فى احدى حواراته الى احدى القنوات الاجنبية كالعادة ان المؤسسة العسكرية هى رديف البوليس السياسى و هى تمثل ‘ الاحتياط ‘ البوليسى لنظام بن على، طبها يأتى الفيديو الشهير المسرب للإعلام و الذى تحدث فيه الشيخ بكون المؤسسة العسكرية غير مضمونة فى هذا السياق من التحليل المريض و المغلوط، بل لنقل بمنتهى الوضوح و الصراحة أن الشيخ يعلم علم اليقين أن الجيش لن يقف أبدا مع مشروع الاخوان و هو المؤتمن على الجمهورية و على الدستور الذين لا تعترف بهما النهضة و تسعى بكل جهدها لإجهاضهما و الاستعاضة عنهما بمشروع الخلافة و بقوانين القرضاوى و بإسلام الداعية المشئوم غنيم، لذلك يمكن أن نتفهم هذه الحالة الكبيرة من الكراهية المغروسة فى قلوب الاخوان تجاه الرئيس عبد الفتاح السيسى و تجاه المؤسسة العسكرية التونسية التى كانت مستعدة للوقوف ضد كل محاولات الاخوان تنصيب الخلافة . ربما هناك من يتساءل لماذا بقى الاخوان يصارعون السلطة المصرية بعد سجن محمد مرسى المتهم بالتخابر مع دول اجنبية و الجواب بسيط لان الاخوان يعلمون انهم خسروا المعركة الحاسمة و لكن الاوامر الصهيونية لا تزال تحرضهم على مزيد انهاك الوطن و اسقاط اقتصاده يضاف الى ذلك أن فشل المشروع الاخوانى قد ترك فى صدورهم حالة غير مسبوقة من الكراهية و هم الذين انتظروا الحكم طيلة ما يزيد عن 70 سنة .

يعترف الاخوان و حركة النهضة ذاتا أنها لم تشارك فى الثورة و بقيت على الحياد لأنها لم تكن مقتنعة بالنجاح و هذا ما يقوله الرئيس المؤقت السابق محمد المرزوقى فى شهادته على العصر بقناة الجزيرة التضليلية، هذه الامتناع الموثق على لسان كبار قيادات النهضة و الاخوان له مبرراته و يخضع لاعتبارات معينة من أهمها ان النهضة لم تكن يوما الى جانب المعاناة الحقيقية لأغلب الشعب التونسى حتى تفهم حجم المعاناة و الحقد و الاحتقان بل كــــان لها و لأبنائها مشروعهم الخاص و هو انشاء دولة الخلافة بمن حضر و دون وجود مكان لهؤلاء الزنادقة الفجرة الكفار من بقية الاغلبية الشعبية الذين يستحقون فى الوقت المناسب ان يحولوا تراب الوطن من اجل عقابهم و الانتقام منهم الى زنزانة تشبه معتقل قوانتنامو، فالثورة التى قام بها الشعب كانت النهضة بعيدة عن اسبابها و اهدافها و حقائقها المرة و طلباتها المستقبلية و لذلك لم تقم بتحقيق مطالب الشعب بمجرد وصولها للحكم بل اكتفت باقتطاع التعويضات الخيالية لأبنائها دون غيرهم و تركت الشعب يواجه خزائن فارغة و مصاعب اقتصادية مرعبة ... هذه بعض الحقائق و للحديث بقية .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، حركة النهضة، راشد الغنوشي، رابعة، نظام الإنقلاب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-10-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ضحى عبد الرحمن، حميدة الطيلوش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محرر "بوابتي"، د - عادل رضا، ياسين أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، د.محمد فتحي عبد العال، صلاح الحريري، سيد السباعي، خالد الجاف ، عبد الغني مزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد أحمد عزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، حاتم الصولي، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامر أبو رمان ، د - محمد بنيعيش، علي الكاش، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، مصطفى منيغ، العادل السمعلي، سلوى المغربي، صالح النعامي ، د. خالد الطراولي ، الهادي المثلوثي، د- هاني ابوالفتوح، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، سليمان أحمد أبو ستة، د - مصطفى فهمي، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، صفاء العراقي، د. أحمد بشير، عراق المطيري، د - شاكر الحوكي ، د. طارق عبد الحليم، محمد عمر غرس الله، رافع القارصي، تونسي، كريم السليتي، المولدي الفرجاني، د- محمد رحال، محمود سلطان، سعود السبعاني، د - صالح المازقي، علي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمار غيلوفي، أحمد الحباسي، محمود طرشوبي، عبد الله زيدان، فتحي الزغل، فهمي شراب، محمود فاروق سيد شعبان، سلام الشماع، أبو سمية، فتحي العابد، محمد شمام ، عبد الله الفقير، أحمد بوادي، نادية سعد، محمد الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د. مصطفى رجب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الناصر الرقيق، طلال قسومي، سامح لطف الله، رضا الدبّابي، د. أحمد محمد سليمان، د- جابر قميحة، د - الضاوي خوالدية، أنس الشابي، صباح الموسوي ، رمضان حينوني، مراد قميزة، إياد محمود حسين ، مصطفي زهران، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، منجي باكير، مجدى داود، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد النعيمي، إيمى الأشقر، د. عبد الآله المالكي، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد ملحم، محمد العيادي، إسراء أبو رمان، صفاء العربي، د - المنجي الكعبي، فوزي مسعود ، يحيي البوليني، حسن عثمان، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، كريم فارق، د. صلاح عودة الله ، رشيد السيد أحمد، يزيد بن الحسين، جاسم الرصيف، وائل بنجدو، د- محمود علي عريقات، محمد الياسين،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة