البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

البيبلوثيرابي ...صيحة العصر

كاتب المقال د.محمد فتحي عبد العال - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2181


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حينما تشاهد كتابا ثم يدفعك عنوانه أو محتواه أو الاعلان عنه الي اقتناءه فهذا أمر طبيعي .الا أن شريحة من الناس قد يتجاوز لديهم هذا الامر الي حد الهوس بالكتب فلديه شراهة اقتناء مجموعة ضخمة من الكتب بنية قراءتها عند توافر الوقت وهو ما لا يحدث في غالب الاحيان فالاستحواذ لديهم في حد ذاته يخلق حالة من النشوة كما تولد لديهم روح الاقتناء بلوغا للانهاية ...-وقد يصل جنون الكتب لديهم حد التعرف علي الكتب عبر ملامسة ورقه وهناك من يسرق الكتب دون أدني شعور بالذنب وهناك من يصنع حساءا من الاوراق المغلية وهذا هو داء العباقرة ومرض المثقفين الذين يعتبرون رصيدهم في الحياة ليس مالا بل ما جمعوه من كتب وهو ما يعرف بالانجليزية بالبيبليومانيا (Bibliomania) وباليابانيه تسوندوكو(tsundoku) وتنقسم التسمية اليابانية الي (دوكو)وتعني القراءة و(تسن) وتعني مراكمة الاشياء -وقد ظهر لاول مرة في الكتابات اليابانية في القرن التاسع عشر بشكل ساخر لوصف مدرسا كان يقتني من الكتب الكثير لكنه لم يكن يقرأها ..وبحسب علماء الطب النفسي هو نوع من أنواع الوسواس القهري (OCD).

ومن أشهر من أصيب بهذا الداء من المثقفين :الشاعر اليوناني يوربيديس في القرن الخامس قبل الميلاد والمحدث الفقيه ابن الملقن والذي أصيب بالذهول ومات كمدا حينما احترقت مكتبته وفيها كتابه الاثير جمع الجوامع ...اما السير توماس فيليبس فقد وصل عدد الكتب والمخطوطات لديه علي ما يزيد عن المائة ألف...

وعلي غرار قول أبو نواس :(دع عنك لومي فإن اللوم إغراء وداوني بالتي كانت هي الداء ) فكما أن الكتب أحيانا تكون داءا ففي أحيان أخري تكون هي الدواء بما يعرف بالبيبلوثيرابي (bibliotherapy) أو التداوي بالكتب -وقد ظهر هذا المصطلح لاول مرة عام ١٩٢٠ في رواية (المكتبة المسكونة ) لكريستوفر مورلي حيث كان بطلها (ميفلن) ممارسا للتداوي بالقراءة ..وعبر الحضارات المختلفة فاليونانيين القدماء وضعوا لافتات علي المكتبات لاخبار روادها أنهم علي موعد مع شفاء الروح وكان العلاج بالقرآن الكريم خير مثال في الحضارة الاسلامية ومن التجارب في العصر الحديث كانت تجربة (بينجامين راش) في استخدام القراءة في علاج المرضي عام ١٨٠٢ وتلاها (كاتلين جونز ) وهي أمينة مكتبة مستشفي ماكلين في ويفرلي ماساشوستس والتي قامت ببرامج ناجحة في علاج المرضي المصابين عقليا عبر القراءة عام ١٩٠٤..
وفي كتاب مثير للباحثتين ( إلا برثود) و(سوزان الدركن ) من جامعة كامبريدج استغرق ربع قرن من البحث والكتابة حمل أسم (العلاج بالرواية من الهجر إلي فقدان الشهية ٧٥١ كتابا لعلاج كل ما تشكو منه) في طبعته الامريكية فيما كان اسمه في طبعته الانجليزية (العلاج بالرواية :العلاج الأدبي من الألف إلي الياء)عام ٢٠١٣ -وقد تضمن الكتاب قائمة طويلة من الروايات وكل رواية بإمكانها علاج مرض من خلال قراءتها ومن
امثلة هذة الروايات والامراض التي تعالجها :

إن كنت مصابا بالسمنة ؛ فعليك بقراءة رواية «الصرخة الآتية من بعيد» لـ ريتشارد شريدان.
أما علاج الاشتياق واللهفة الشديدة ففي مطالعة «الحرير» لـ ليساندرو باريكو.
بينما يقبع العلاج من الغضب الشديد في رواية «اصرخ يا بلدي الحبيب» لستيورات باتون.
أما آلام الأسنان؛ ففي رواية «آنا كارنينا» لتولستوي الشفاء منها .
أما مشاكل الأرق فينصح المصابين بقراءة «اللاطمأنينة» لـ فيرناندو بيسوا
ويمكن التغلب على مشكلة الفوبيا ( الخوف) برواية «مئة عام من العزلة» لـ ماركيز،

ولكبح جماح التكبر والخيلاء يمكن الاعتماد على رواية «ذهب مع الريح» لمارغريت ميتشل ..وفي رائعة (البؤساء) لفيكتور هوغو يوجد العلاج الفعال من الانفلونزا الحادة !!!!

لقد أصبح العلاج بالكتب العصا السحرية في السنوات الاخيرة فالكتب الجيدة ليس محلها ان تبقي مكتظة علي أرفف متوازية بل أن نبحث في جنبات صفحاتها عن أنفسنا فالقراءة تنمي لدينا مهارات عدة وتثقل خبراتنا بأرث القدماء وتجارب المعاصرين وخيال المفكرين مما يمكننا من قراءة حياتنا والتخطيط لمستقبلنا بشكل أفضل فضلا عن أنها تبعث في الانسان قدرة علي التحليل و الفهم لعواطف ومشاعر وسلوكيات الاخرين كما أن القراءة هي الوسيلة الفعالة للخروج من دائرة التوتر التي تقف كسبب خلف كل مرض فليس هناك ما يعدل تمضية الوقت مع خير جليس في الزمان .


----------
د.محمد فتحي عبد العال
كاتب وباحث مصري


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

البيبلوثيرابي، مقالات طبية، مقلات علمية، الثقافة الطبية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-08-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  صفحات من التاريخ الأخلاقي بمصر (2) قم للمعلم
  صفحات من التاريخ الأخلاقي بمصر (1) المواطن والكمسري
  الجديد حول كوفيد 19 : تجارب علاجية تنبئ بالنهاية
  رجل بأمة
  المفكر المستنير
  النحو الواضح
  جزاء الإحسان
  دستور الأخلاق
  كورونا حديث الساعة سين وجيم (4)
  كورونا حديث الساعة... سين وجيم (3)
  كورونا حديث الساعة... سين وجيم الحلقة الثانية
  كورونا.... حديث الساعة سين وجيم
  شهر رمضان وصناعة الأخلاق
  عبقرية الإسلام
  التعديل الجيني... مستقبل مرتقب لنهاية الفيروسات التاجية
  كورونا: أفيجان Avigan، الدواء الواعد
  هل يغدو اكسيد النيتريك طوق النجاة لتعويض النقص في أجهزة التنفس الصناعي؟
  الإعجاز الديني فيما يخص فيروس كورونا
  مضاد الطفيليات والكورونا
  عقار التهاب المفاصل وفيروس كورونا
  هل يتحول دواء التهاب البنكرياس القديم إلى طاقة أمل؟
  هل ينجح دواء الضغط الشهير في التصدي لمضاعفات كورونا؟
  كورونا.. حديث الساعة - سين وجيم
  متحف طوب قابي
  حرب القهوة
  تاريخ سطره ضريح الحب قبر الرومية
  مكتبة مكة المكرمة
  الميثولوجيا بين الأدب وحقائق الدين وحصاد العلم. قصة الطوفان أنموذجا
  قراءة في رواية سوناتا لاشباح القدس
  مسجد لا بالله

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- جابر قميحة، أبو سمية، د - صالح المازقي، صفاء العربي، محمود فاروق سيد شعبان، فتحي الزغل، د - محمد بنيعيش، أشرف إبراهيم حجاج، حسن عثمان، فتحي العابد، د - عادل رضا، كريم فارق، إسراء أبو رمان، محمود سلطان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد عمر غرس الله، محمد الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، يزيد بن الحسين، محمد اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، الهادي المثلوثي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد بشير، حسن الطرابلسي، نادية سعد، منجي باكير، د. مصطفى يوسف اللداوي، العادل السمعلي، د- محمد رحال، محرر "بوابتي"، إيمى الأشقر، د. عبد الآله المالكي، كريم السليتي، رافد العزاوي، سيد السباعي، مصطفى منيغ، د- هاني ابوالفتوح، عبد الرزاق قيراط ، فوزي مسعود ، مصطفي زهران، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عزيز العرباوي، جاسم الرصيف، حاتم الصولي، فتحـي قاره بيبـان، سامر أبو رمان ، إياد محمود حسين ، صباح الموسوي ، صفاء العراقي، أحمد بوادي، علي الكاش، صلاح الحريري، أحمد النعيمي، عمار غيلوفي، رضا الدبّابي، صالح النعامي ، رافع القارصي، عبد الله الفقير، ياسين أحمد، د- محمود علي عريقات، عبد الله زيدان، محمد العيادي، أ.د. مصطفى رجب، د - مصطفى فهمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، الناصر الرقيق، أحمد الحباسي، محمد الياسين، صلاح المختار، يحيي البوليني، وائل بنجدو، د - شاكر الحوكي ، سلوى المغربي، أحمد ملحم، د.محمد فتحي عبد العال، محمود طرشوبي، محمد أحمد عزوز، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رشيد السيد أحمد، الهيثم زعفان، عراق المطيري، علي عبد العال، تونسي، عواطف منصور، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - المنجي الكعبي، ماهر عدنان قنديل، خالد الجاف ، المولدي الفرجاني، د. صلاح عودة الله ، د - الضاوي خوالدية، خبَّاب بن مروان الحمد، سليمان أحمد أبو ستة، د. عادل محمد عايش الأسطل، رمضان حينوني، عمر غازي، محمد يحي، مجدى داود، محمد شمام ، طلال قسومي، د. طارق عبد الحليم، سلام الشماع، حسني إبراهيم عبد العظيم، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أنس الشابي، مراد قميزة،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة