البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الطب الوقائي بين الكتاب والسنة والعلم

كاتب المقال د.محمد فتحي عبد العال - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1923


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سيظل حذو الطريق القراني والهدي النبوي معينا معجزا للعالم لا تنضب ثمراته المباركة ولا ينتهي تأثره الفعال في ارساء قواعد العناية الشخصية للانسان والحيلولة بينه وبين المضار المختلفة لاهمالها عبر نظم بديع من التوجيهات والوسائل التي يسهل علي الانسان تطبيقها في حياته اليومية وهي في الوقت ذاته طاعة لله يثاب عليها قال تعالي (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )التوبة 108 فكانت الطهارة شطر الدين قال النبي صلي الله عليه وسلم: " الطُّهورُ شطرُ الإيمانِ". اخرجه مسلم وقد جعل الله الماء هو وسيلة الطهارة الاولي قال تعالي ( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ) الفرقان 48.

والماء هو الوحيد الطاهر في ذاته والمطهر لغيره قال تعالي ( وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ) الانفال 11 اذا توفر له شرط النقاء فهو وسط غير ملائم لنمو الكائنات الدقيقة وذلك لخلوه من العناصر الغذائية المطلوبة لهذا النمو فضلا عن عدم ملائمة درجة حرارة الماء لهذا النمو.ولقد كان الاسلام سباقا في التنبيه الي اهمية المياه في التطهير و الذي أنتقل بنفس الصورة الاعجازية بعد قرون الي العلم الحديث ليصبح جزءا لايتجزأ من أساليب مكافحة العدوي وتحديدا غسيل اليدين (hand hygiene ).

حيث اصبح وجوبيا بعد اكتشاف الطبيب المجري (ايجنز فيليب سيملفيس ) لفاعلية غسيل اليدين بالماء والصابون في الوقاية من الامراض عام 1847 وذلك اثناء عمله في عيادات التوليد في فيينا حيث اكتشف تزايد الوفيات بحمي النفاس بين السيدات لعدم غسيل الاطباء لايديهم والطريف انتهاء حياته بمستشفي للامراض العقلية !!! وعلي الرغم من محاولات استخدام الكحول كبديل للماء الا انه لم يثبت نفس الفاعلية .

كما جاء القران معجزا في جعل الوضوء خمس مرات في اليوم والليلة قال تعالي﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ ) المائدة 6 وفي كل مرة يغسل العضو ثلاث مرات ليكون ملهما لاساليب مكافحة العدوي التي أخذت من هذه الروشتة الربانية تكرار غسيل العضو لمرات وتخليل الاصابع لضمان وصول الماء ونزع الخواتم الضيقة وغيرها مما اعتمد في بروتوكول غسيل اليدين hand hygiene) ) المعتمد من منظمة الصحة العالمية والمتبع في كل ارجاء العالم .

ننتقل الي المضمضة والتي تشتمل علي فوائد جمة في العناية بالفم والاسنان روى البخاري (191) ومسلم (235) عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه في وصف وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثم مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفَّةٍ وَاحِدَةٍ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثًا ) ، وبوب عليه البخاري رحمه الله بقوله : باب من مضمض واستنشق من غرفة واحدة .

وقد ربطت الدراسات الحديثة بين صحة الاسنان وامراض القلب والسكتات الدماغية ولهذا سبق الاسلام العلم الحديث في التأكيد علي أهمية العناية بالفم والاسنان فالكائنات الدقيقة تتغذي علي بقايا الطعام في الفم وبين الاسنان فتنمو وينشيء عنها افرازات تنعكس بالسلب علي رائحة الفم وصحة الاسنان وتكرار المضمضة بالفم عدة مرات في اليوم هو خير منظف ومزيل لهذه الافرازات كما أثبتت التوصيات الطبية الحديثة أن اضافة ملعقة صغيرة من الملح الي كوب من الماء الدافيء واستخدامها كمضمضة هو خيار مفيد لأي شخص يعاني التهاب الحلق أو تقرحات اللثة أو عقب تدخل جراحي بالاسنان .

وحتي تكتمل هذه العناية الالهية فقد أوصي النبي صلي الله عليه وسلم بالسواك "تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب، وما جاءني جبريل الا أوصاني بالسواك حتي لقد خشيت أن يفرض علي وعلى أمتي " اخرجه احمد في مسنده وابن ماجه كما ثبت في الصحيحين اذا قام النبي من الليل يشوص فاه بالسواك لان ركود اللعاب في الفم من شأنه ازدياد تكاثر الجراثيم .

ويعتبر السواك الصورة الاولي لفرشاة الاسنان بشكلها الحالي غير أنه يمتاز عنها بأليافه الطبيعية الطرية فضلا عن غناه بمضادات الأكسدة وبالفلوريد الذي يكافح تسوس الأسنان والطريف ان العالم عرف أول فرشاة للاسنان في الصين في نهاية القرن الخامس عشر حيث كانت قطعة من خشب البامبو وعليها شعيرات خنزير !!!غير انه وجد أن شعر الخنزير بيئة مناسبة لنمو البكتريا فضلا عن سرعة سقوطه فاتجه العالم الي الياف النايلون وبهذا فقد كان للاسلام السبق في تقديم السواك كوسيلة آمنة وخالية من كل هذه المضار ..

-----------
د.محمد فتحي عبد العال
كاتب وباحث مصري


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الطب، الطب الوقائي، الوقاية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-06-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  صفحات من التاريخ الأخلاقي بمصر (2) قم للمعلم
  صفحات من التاريخ الأخلاقي بمصر (1) المواطن والكمسري
  الجديد حول كوفيد 19 : تجارب علاجية تنبئ بالنهاية
  رجل بأمة
  المفكر المستنير
  النحو الواضح
  جزاء الإحسان
  دستور الأخلاق
  كورونا حديث الساعة سين وجيم (4)
  كورونا حديث الساعة... سين وجيم (3)
  كورونا حديث الساعة... سين وجيم الحلقة الثانية
  كورونا.... حديث الساعة سين وجيم
  شهر رمضان وصناعة الأخلاق
  عبقرية الإسلام
  التعديل الجيني... مستقبل مرتقب لنهاية الفيروسات التاجية
  كورونا: أفيجان Avigan، الدواء الواعد
  هل يغدو اكسيد النيتريك طوق النجاة لتعويض النقص في أجهزة التنفس الصناعي؟
  الإعجاز الديني فيما يخص فيروس كورونا
  مضاد الطفيليات والكورونا
  عقار التهاب المفاصل وفيروس كورونا
  هل يتحول دواء التهاب البنكرياس القديم إلى طاقة أمل؟
  هل ينجح دواء الضغط الشهير في التصدي لمضاعفات كورونا؟
  كورونا.. حديث الساعة - سين وجيم
  متحف طوب قابي
  حرب القهوة
  تاريخ سطره ضريح الحب قبر الرومية
  مكتبة مكة المكرمة
  الميثولوجيا بين الأدب وحقائق الدين وحصاد العلم. قصة الطوفان أنموذجا
  قراءة في رواية سوناتا لاشباح القدس
  مسجد لا بالله

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صالح النعامي ، سامح لطف الله، د. أحمد محمد سليمان، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، أبو سمية، سامر أبو رمان ، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، يزيد بن الحسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أنس الشابي، مراد قميزة، صباح الموسوي ، أحمد ملحم، أحمد الحباسي، صلاح الحريري، سعود السبعاني، د - محمد بن موسى الشريف ، إيمى الأشقر، عراق المطيري، محمد العيادي، رمضان حينوني، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، المولدي الفرجاني، د - محمد بنيعيش، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محرر "بوابتي"، حاتم الصولي، رشيد السيد أحمد، د - صالح المازقي، خالد الجاف ، د- محمد رحال، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، د. عبد الآله المالكي، محمد الياسين، ياسين أحمد، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي، عبد الله الفقير، فهمي شراب، د. أحمد بشير، صلاح المختار، د - شاكر الحوكي ، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، كريم فارق، أحمد النعيمي، عواطف منصور، جاسم الرصيف، يحيي البوليني، سيد السباعي، فتحـي قاره بيبـان، عمار غيلوفي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فوزي مسعود ، محمد يحي، أشرف إبراهيم حجاج، أ.د. مصطفى رجب، د - عادل رضا، إياد محمود حسين ، حسن الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، عبد الله زيدان، رضا الدبّابي، محمد اسعد بيوض التميمي، نادية سعد، ماهر عدنان قنديل، محمد عمر غرس الله، إسراء أبو رمان، طلال قسومي، كريم السليتي، أحمد بوادي، د - مصطفى فهمي، عبد الرزاق قيراط ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحي الزغل، سلوى المغربي، علي الكاش، ضحى عبد الرحمن، د.محمد فتحي عبد العال، حسن عثمان، محمود سلطان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. خالد الطراولي ، سليمان أحمد أبو ستة، د- جابر قميحة، العادل السمعلي، عبد الغني مزوز، الناصر الرقيق، محمد شمام ، وائل بنجدو، رحاب اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، صفاء العربي، محمد أحمد عزوز، د. صلاح عودة الله ، الهيثم زعفان، صفاء العراقي، مصطفى منيغ، تونسي، مجدى داود، علي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رافد العزاوي، سلام الشماع،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة