سأقوم بمحاولة تتبع بعض أوجه متصفح الواب "سافاري" SAFARI، الذي تنتجه منظومة "آبل"، خاصة أن هذا المتصفح بدأ يبرز في خضم تنامي بروز المتصفحات المتعددة، وهو ماساعد على كسر الاحتكار الذي طالما مثلته "ميكروسوفت" بمنتوجها "انترنت اكسبلورر".
وكانت "آبل" قد أعلنت في منتصف الشهر الفارط عن الإصدار 3.2 من هذا المتصفح، علما أن "سافاري" مطروح للتنزيل مجانا، وذلك منذ بداية 2003 (الشهر الأول من 2003) حينما كان الإصدار ساعتها 1.0.2.
وغني عن القول، أن مطور الواب، يلزمه استعمال العديد من المتصفحات وذلك لغرض تجربة نتائج أعماله، حيث كما هو معروف، يحدث أن تكون بعض الخصائص المطورة، مختلفة حين عرضها من متصفح لآخر، وذلك لاختلاف محركات الواب ومحركات الجافاسكريبت التابعة للمتصفح في قراءة ومعالجة الشيفرة المصدرية للصفحات.
نظرة حول المتصفحات:
يوجد حاليا أكثر من عشرين متصفحا، يمكن أن نذكر من أهمها: Internet explorer ، Netscape، Opera، Google Chrome، Mozilla Firefox، Shiira، Konqueror، Safari، Camino، Galeon...
وتنقسم المتصفحات حسب كونها مفتوحة المصدر، أو أنها خاصة مغلقة، فمن النوع الأول يمكن أن نذكر متصفحات: Firefox و Google Chrome، أما من النوع الثاني فيمكن أن نذكر متصفحات: 'Internet explorer أو متصفح "آبل" الذي نحن بصدده: Safari.
كما يمكن تصنيف المتصفحات حسب أدوات التطوير التي ترتكز عليها، فمنها تلك المفتوحة المصدر، ومنها تلك الخاصة. وأدوات تطوير المتصفحات تعرف بما يمكن تعريبه ب"محرك العرض" (moteur de rendu /rendering engine)، وهي مجموعة من البرمجيات أو المكتبيات المنفصلة التي تؤدي دورين: احدهما متعلق بمعالجة مهام عرض الصفحات ويسمى أحيانا بنواة الواب (WebCore)، والدور الثاني مهمته معالجة دوال الجافا سكريبت، ويسمى أحيانا بنواة الجافاسكريبت (JavaScriptCore).
ومن محركات العرض (moteur de rendu /rendering engine) التي تستعمل لتطوير المتصفحات، يمكن أن نذكر: Gecko التابعة لمجموعة Fondation Mozilla، وهو المحرك الذي يستعمل لتطوير المتصفح Firefox.
أما بالنسبة لمتصفحي Safari و Google Chrome، فإنهما يستعملان محرك WebKit المرتكز بدوره على مكتبيات المصادر المفتوحة KHTML التابعة لمشروع KDE.
أما متصفح ميكروسوفت Internet explorer، فإنه بالطبع يستعمل أدوات خاصة، وهي برمجيات Trident.
بعض من خصائص متصفح Safari :
توجد العديد من الاعتبارات التي يمكن من خلالها تقييم أي متصفح، منها سرعة التصفح، والتي تعني عاملين، هما سرعة إظهار المحتويات الخام للصفحة وسرعة معالجة دوال الجافا سكريبت، كما إن من الاعتبارات أيضا، توجد مطابقة المتصفح للمعايير القياسية حين معالجته وإظهاره لمحتوى الصفحات، ثم تأتي ثالثا مجموعة من الاعتبارات الخاصة بالاستعمال وبالواجهة وبالحماية
سأعطي رأيي فقط في مايخص بعض جوانب الاستعمال، أما بالنسبة للحكم على المتصفح من الجانبين الأولين، فسأكتفي باعطاء نتائج التجارب التي عرضتها "آبل" حول متصفحها، وان كانت تلك النتائج تخص الجانب الأول فقط أي سرعة معالجة المحتويات، أما بالنسبة لمطابقة المتصفح للمعايير، فلا أتوفر حاليا عما يمكن الحكم من خلاله على هذا المتصفح.
كفاءة متصفح "سافاري" مقارنة مع منافسيه:
تعرض "آبل" معطيات إحصائية، تقول إنها أجريت على عينات تمثل متصفحات (Safari 3 وأحيانا Safari 3.1)، و Firefox 2، و Internet Explorer 7 و Opera 9، كانت أجريت في شهر مارس 2008، وهدفت التجارب لتقييم مردود العاملين سرعة معالجة المحتوى الخام للصفحة (Performances HTML)، وسرعة معالجة الجافاسكريبت (Performances JavaScript).
فبالنسبة لكفاءة معالجة المحتوى الخام (Performances HTML)، كانت النتائج بالوقت (ثانية) كما يلي:
الأول: Safari 3.1 بوقت 2.09
الثاني: Firefox 2 بوقت 3.62
الثالث: Internet Explorer 7 بوقت 4.00
الرابع: Opera 9 بوقت 5.95
أما بالنسبة للكفاءة في معالجة الجافاسكريبت (Performances JavaScript)، فكانت النتائج كما يلي:
الأول: Safari 3 بوقت 0.36
الثاني: Opera 9 بوقت 0.88
الثالث: Firefox 2 بوقت 1.50
الرابع: Internet Explorer 7 بوقت 2.18
ملاحظات حول استعمال متصفح "سافاري" وواجهته:
قمت باستعمال هذا المتصفح، كما إني استعمل بطريقة دائمة أربع متصفحات أخرى (Internet explorer، Opera، Google Chrome، Mozilla Firefox)، ولذلك أمكنني الخروج ببعض الملاحظات حول هذا المتصفح نسبة لمنافسيه، وبمكن ذكرها كالتالي:
- لا يطرح هذا المتصفح إمكانية تبديل اللغة للعربية كما يفعل Google Chrome
- لا يتوفر هذا المتصفح على امتدادات واضافات كما هو الحال لدى Firefox.
- يستعمل متصفح Safari النوافذ ذوات الأظافر، ولكن بطريقة متميزة، وهي نوافذ تعرض من الفوق للأسفل.
- يوفر هذا المتصفح إمكانية عرض الشيفرة المصدرية بطريقة بدائية، حيث لا يعرضها إلا باللون الأسود أسوة بمتصفح Internet explorer، ولكنه لا ينسق محتويات الصفحة بالألوان كما تفعل متصفحات Firefox و Opera و Chrome، بل إن متصفحي Chrome و Firefoxأبدعا في هذا الجانب، إذ يتيحان إعطاء الشيفرة المصدرية، ليس لكل الصفحة بل لما تم تحديده فقط.
- لا يقوم متصفح Safari بمعالجة جدية للمفضلات،حيث حين استيراد مفضلات، لا يتعرف الا على تلك ذات التنسيق html بينما لا يمكنه التعرف على تلك التي وقع إنتاجها بصيغ مختلفة، وهو الشيء الذي تقوم به المتصفحات الأخرى.
- كما إنه يعاني من مشكلة في ترتيب المفضلات، حيث لا يقوم بترتيبها بشكل جيد يماثل ما يفعله Opera او Firefox.
- هناك نقطة أخرى، وهي طريقة استعمال نوافذ التعديلات عموما، حيث إن التغييرات يقع تطبيقها فور اختيارها، ولا توجد أزرار للتأكيد أو الرجوع، وهذا مما يعارض أولا ضوابط استعمال البرمجيات عموما (اذ يجب اعطاء الإمكانية للمستعمل لكي يعدل عن اختياره أو وان يمضي في ذلك الاختيار)، كما انه مما يفاجئ المستعمل للمتصفحات العادية .
- أما بالنسبة للنقاط التي يتميز فيها هذا المتصفح، فهي ولا شك طريقة عرضه للمحتوى، الذي يعد –حسب رأيي- احسن من كل المتصفحات الأربع المذكورة، وان كان يشابه طريقة عرض Chrome، وربما ذلك راجع لكون المتصفحين يستعملان محرك العرض webkit.
- كما ان طريقة معالجة خلاصات RSS، ايضا متميزة، وهي على أية حال أفضل من الطريقة التي يقدمها متصفح Firefox.
27-06-2009 / 10:00:21 بن حركات