تطبيقات وخدمات تقنية اتصال قريب المجال (NFC) الواعدة
المحرّر: بوابتي / مجلة الاتصالات
لا يزال دخول الأنظمة الالكترونية في حياتنا اليومية وتكاملها مع خدمات الاتصالات يوفر الكثير من الفرص الحيوية غاية الأهمية التي تسهل حياة البشر وترتقي في جودة وسرعة تعاملهم وتزيد من إنتاجهم وتؤثر في نمط حياتهم بشكل مذهل. يشكل نقل وتبادل البيانات مفصل رئيسي وجسر هام للربط بين الأنظمة وتكامل وظائفها، ولأهمية ومرونة تبادل البيانات لاسلكيا بين الأجهزة الالكترونية توفرت تقنيات لها تطبيقات مختلفة ومن تلك التقنيات Bluetooth, IrDA, WiFi, ZigBee. في هذا المقال نستعرض تقنية تعرف باسم اتصال قريب المجال أو Near Field Communication (NFC) التي تضيف لوظائف أجهزة الجوال المتعددة ليصبح محفظتك الالكترونية أو جواز عبور لك أو مفتاح سيارتك، ونركز على الأفاق الاستثمارية الواعدة لشركات الاتصالات التي توفرها هذه التقنية وذلك لارتباطها بمعاملات الجوال المالية mobile transactions
الـ NFC هي تقنية ثنائية الاتجاه تعمل بالحث المغناطيسي لنقل البيانات لاسلكيا بين جهازين الالكترونيين وذلك بوضعهما بالقرب من بعضهما بمسافة لا تزيد عن 10 سم، وطريقة عمل التقنية بأن يحتوي أحد الجهازين على شريحة RFID يقوم القارئ (الجهاز الأخر) بإرسال موجات كهرومغناطيسية تحولها الشريحة إلى طاقة كهربائية لتستلم البيانات وتقوم بتحديث الذاكرة وترسل إلى القارئ البيانات المطلوبة. تمتاز هذه التقنية بسهولتها وأمانها ولها تطبيقات مختلفة يمكن تصنيفها بشكل رئيسي كالتالي:
1. التحكم الرقمي في الدخول والخروج أو التمكين (الأمني – المواصلات – الأنظمة)
2. سحب بيانات تفصيلية من اللوحات الدعائية الذكية التي تحمل ملصق الكتروني
3. عمليات المقاصة المالية في البيع والشراء بأنواعها المختلفة على غرار بطاقات الائتمانية أو بطاقات مسبقة الدفع أو بطاقات الصراف وغيرها.
استخدمت هذه التقنية في كروت المواصلات (Oyster Card) منذ 2003 في بريطانيا كما استخدمت لنفس الغرض في كوريا وهونك كونق واليابان ولكن باستخدام أجهزة الجوال وهنالك تطبيقات متعددة وكثيرة منتشرة في العالم تستخدم هذه التقنية في تطبيقات ما يعرف بـ (m-commerce)، ومن التجارب في المنطقة ما قامت به اتصالات تيلكو وبنك المشرق في دولة الإمارات بتقديم خدمة تحويل الأموال بواسطة الجوال، كما يستخدم الجوال عوضا عن البطاقة الممغنطة لبعض الصرافات الآلية التابعة لبنك أبوظبي ومؤخرا تم عقد شراكة إستراتيجية بين بنك الإمارات دبي الوطني واتصالات الإمارات لتجربة تمكن عملاء البنك من تسديد قيمة مشترياتهم اليومية من المحال التجارية ودفع فواتير خدمات المواصلات، ويتم اقتطاع هذه التكاليف من حساباتهم المصرفية مباشرة عبر تمرير جهاز الجوال على جهاز الدفع.
معاملات الجوال التجارية تفسح المجال لقفزة نوعية في التعاملات المالية ويوفر فرصة استثمارية قيمة لشركات الاتصالات التي لها الوضع الأمثل في تشغيل الخدمة وذلك باستخدام الجوال كوسيلة لتسديد قيمة المشتريات وإدراج العمليات الشرائية في فواتير الجوال الشهري لتقوم بدور شبيه بشركات بطاقات الائتمان وذلك بتوفير قواعد بيانات لعملائها متعلقة بالحدود الائتمانية ومعدل وسلوكيات المشتركين الشرائية، كما يمكن لشركات الاتصالات بالاتفاق مع الشركاء تقليص أو إلغاء المخاطر المتعلقة بالتحصيل بربط التسويات المالية بتسديد العميل أو بشحن نقود إلكترونية إلى رصيد المستخدم بحيث يتم خصم المبلغ من رصيده عندما يلوح المستخدم بجواله أمام محطة الدفع وتعرض المبالغ المستخدمة في الفاتورة الشهرية للجوال. وفي ذات الوقت يمكن تقليص المخاطر بالتنازل عن جزء من الحصة السوقية وذلك بتطوير شبكة بين البنوك والمحصلين والمشغلين يستخدم الجوال كمحفظة الكترونية مزودة ببطاقة ائتمان و الجوال باعتباره قناة توصيل.
بالرغم من أن تطبيقات عمليات الجوال المالية التجارية لا تزال محط دراسة وتجارب ميدانية وذلك لاستكمال الجوانب التنظيمية والأمنية إلا أن عام 2008 بدء يشهد انطلاقة تطبيقات عملية كثيرة من خلال تحالفات ذات سمات تجارية وأشارت الدراسات أن حجم العمليات المالية المتوقع تنفذها عبر هذه التقنية سيبلغ 36 مليار دولار في حلول عام 2011 كما أن ثلث أجهزة الجوال ستكون مزودة بهذه التقنية خلال الثلاث سنوات المقبلة. الجدير بالذكر أن تعدد وتتابع التقنيات والخدمات المصاحبة لها ولدت حس متقدم ومتدفق جدا لدى المستهلك وغالبا ما تكون الأنظمة أو القطاعات المزودة للخدمة قاصرة عن تلبية كافة متطلباته أو متأخرة بشكل معطل ولقطاع الاتصالات المرونة والإمكانيات التي تتجاوز تلك المعوقات وتستجيب بشكل كبير لمتطلبات المستهلك ناهيك عن اتساع أفق الفرص الاستثمارية التي توفرها هذه التقنية لشركات الاتصال والتي ينبغي المبادرة في تبنيها والأخذ بزمامها حتى يتم توجيهها لما يحقق النصيب الأوفر من الحصة السوقية لاسيما بان الشركات العالمية تحرص بان يكون لها قدم في رسم المعايير والمواصفات العالمية للتقنيات والخدمات الجديدة لما يحفظ مصالحها ويحقق لها أكبر قدر من العوائد.
----------------
مقال امدنا به وكتبه
م/عدنان بن عبدالله المصلح
amosleh@stc.com.sa
الإدارة العامة للأبحاث والتطوير – شركة الاتصالات السعودية
نشر أولا ب: مجلة الاتصالات العدد (90)
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: