حرب القرصنة تشتعل ضد مواقع الإنترنت "الإسرائيلية"، والتونسيون كالعادة غائبون

   المحرّر: بوابتي


         




بالتوازي مع الحرب التي تشنها القوات اليهودية بفلسطين ضد سكان غزة، فإنه تدور حرب أخرى على الشبكة العنكبوتية، تختلف إلى حد بعيد من حيث اتجاهاتها ونتائجها عن الحروب التي اعتادها المسلمون ضد أعدائهم.

ففيما تعود المسلمون والعرب خاصة منهم على الهزائم في هذا العصر الكالح، فإنهم يقومون بانتصارات في حرب الإنترنت هذه، وفيما تعودوا على تلقي الضربات فإنهم يقومون بالهجومات في هذه الحرب، وفيما تعودوا ان يقدموا ضحايا أكثر من أعدائهم فإنهم في هذه الحرب يوقعون خسائر أكثر من التي يتلقونها.

وحرب قرصنة المواقع ليست بجديدة، وهي من لوازم تواجد المواقع ذاتها، وتختلف الدواعي التي تدفع القائمين لعمليات القرصنة، فمنهم من تحركه دواعي التحدي لإثبات الكفاءة التقنية وعجز الموقع المستهدف، ومنهم من يدفعه حب المغامرة فقط، ومنهم من تحركه اهداف التحيّل والمردود المادي، ولكن هناك قراصنة آخرون، تحركهم أهداف عقدية وسياسية من حيث انهم يقصدون الإنتصار لقضاياهم ضد من يرونهم معتدين على قضاياهم ومبادئهم وبلدانهم، وهم المعنيون في موضوعنا الحالي.

ويقوم بدور المهاجمين في هذه المعارك الافتراضية، خبرات وكفاءات إسلامية تتوزع خاصة مابين جنسيات تركية ومغربية وسعودية وفلسطينية بالإضافة لبعض الآخرين الأقل شهرة، ولم يبرز اسم تونس في خضم هذه الأنشطة، وهو غياب لا يتصور أن مصدره انعدام الكفاءات التونسية أو عجزها، ولكن لربما يمكن تفسيره بالمقابل بحقيقة انعزال التونسي عموما عن قضايا أمته الإسلامية وعدم الانتصار لها وتفضيله دور المتفرج من بعيد، وذلك نتيجة السياسات التي وقع إخضاع التونسيين لها منذ الاستقلال والتي قصد منها اقتلاعهم من جذورهم وإلحاقهم بالغرب عموما.

وليس بجديد ذكر كون ألاف المواقع "الإسرائيلية" وقع مهاجمتها في المدة الأخيرة، وتم إلحاق أضرار بها، تختلف من حيث درجاتها، فمنها من تم تعطيله فقط، ومنها تلك التي تمت السيطرة عليها والقيام من ثمّ بتحوير محتويات صفحاتها الأولى وعرض محتويات تندد بالعدوان اليهودي ضد الفلسطينيين.

ولعل الجديد الذي يستحق أن يشار إليه هو بروز نواة عربية بالتحديد لقراصنة ذوي أهداف "نبيلة" إن صح التعبير، بمعنى قراصنة عرب يستهدفون مواقع نصرة لقضاياهم، وقد أطلق هؤلاء موقعا لهم، يلتقون من خلاله وينسقون عملياتهم وهو موقع arabic-m.com.

وكما هو معروف للمتبعين، فان اكبر موقع عالمي مختص بمتابعة أخبار القرصنة والاختراقات وارشفتها هو موقع zone-h الذي يتواجد بلغات عديدة منها العربية في فترة ما، ويبدو ان المخترقين العرب بمتابعتهم لهذا الموقع تبين لهم انه تحكمه أهداف مشبوهة ولعله ينتصر لليهود، فكان أن وقع استهداف موقع zone-h نفسه من طرف القراصنة العرب، وهذا انجاز كبير والحق يقال، أن يستهدف اكبر موقع معني بتتبع عمليات القرصنة، ذلك انه يفترض ان مثل هذا الموقع يقف ورائه خبراء في الميدان، واذا به يقع في يد قرصان عربي يسمى "الدكتور حايل Dr.HAiL" ويبدو انه من جنسية سعودية.

وقد تم ذكر هذا الخير على الموقع العربي arabic-m المعني بعمليات القرصنة وهو المقابل تقريبا لموقع zone-h، ويفضل هذا الموقع إطلاق اسم آخر على عملياتهم، فبدل كلمة قرصنة، يقولون بكلمة اختراق، وبدل قراصنة يقولون مخترقون.

ويحوي موقع الاختراقات العربية تأريخا لما يزيد عن 15 ألف اختراق، ومنها اختراق موقع zone-h، كما تم عرض صورة لعملية الاختراق هذه.

وقد تأكد كاتب هذا المقال من عملية الاختراق فعلا، حيث تأكدت من أن موقع zone-h كان معطلا الأسبوع الفارط، وقد عاد هذا الموقع للعمل الآن، ولكن الغريب والذي ينزع بعض المصداقية عن موقع zone-h، هو كونه لم يذكر في فهرسة عمليات الاختراق التي تعرض لها هو نفسه عملية الاختراق هذه الأخيرة، ويمكن التأكد من ذلك بإدخال اسم النطاق في محرك البحث الداخلي المتعلق بإحصاء عمليات الاختراقات، حيث يوضح موقع zone-h أن آخر عملية اختراق تعرض لها كانت بتاريخ 8 من الشهر التاسع 2008 وتعلقت بالمنتدى، والحال ان هذا الموقع كان معطلا في اخر سنة 2008 وبداية 2009 وتم عرض صورة لعملية اختراقه على الموقع العربي arabic-m.

الروابط:

الموقع العربي arabic-m المعني بعمليات الاختراق
موقع zone-h المعني بعمليات القرصنة على مستوى العالم
صورة اختراق موقع zone-h على الموقع العربي arabic-m



 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
 
 11-01-2009