البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

سراب الذكريات

كاتب المقال د.محمد فتحي عبد العال - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1787


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حديث الذكريات:
في حياة كل منا ذكريات تبقي محفورة داخلنا وصور تحفظها عيوننا وحنين آخاذ داخل صدورنا وأشواق وإن أخفتها كلماتنا نضحت بها مآقينا إنه أرث الماضي الجميل حيث الحب البريء والصداقة الحميمة وذكريات الطفولة والدراسة واجتماع العائلة وأماكن اتيناها وارتحلنا عنها ...انها عزاءنا الوحيد أحيانا حينما نقف عاجزين أمام تحديات واقعنا فيأخذنا الحنين إلي خزينة ذكرياتنا بحثا عن ما نسري به عن أنفسنا وإن لم نجد فأننا نجد أنفسنا بلا شعور منا ننسج هذه القصص ونغزل خيوطها شيئا فشيئا لتعوضنا عن قسوة الحياة أننا لا نغير التاريخ ولكن فقط ندفع عن أنفسنا قسوة الحياة ..كلنا مررنا بهذا ولكننا ربما لم نتوقف عندها للحظات من التأمل فكلما استرجعنا واحدة من ذكرياتنا فأننا في حقيقة الأمر نعيد تشكيلها علي نحو قد يكون مغايرا لحقيقتها أحيانا وهذا هو سراب الذاكرة أو تشوهات الذاكرة ..

سراب الذاكرة:
كانت أول أشارة لهذا المصطلح في كتاب علم النفس لإدوارد فيشنر عام ١٩٢٨ وكذلك لدي سيجموند فرويد وإن لم يستخدم مصطلح سراب الذاكرة حيث أعتبر أن ذكريات الطفولة المليئة بالقمع تختبيء في حالة اللاوعي ثم تعود لتطفو علي الحياة مرة أخري بشكل يصعب تمييزه عن الأوهام في مرحلة متأخرة من العمر. كما أشار إلى وجود نوعين من تشوهات الذاكرة :الأول هو اعتلال الذاكرة على نحو لا يمكنها من التفرقة بين الذكريات الحقيقية والوهمية والنوع الثاني هو الذكريات الحاجبة وفيها يحدث أحلال ذكرى محل أخرى بما يواريها عن الوعي...

أنواع الذاكرة :
تنقسم ذاكرة الانسان الي نوعين :الذاكرة قصيرة المدي (الفورية ) immediate memory والتي تحمل كمية قليلة ومؤقتة من المعلومات وهي ذاكرة عملية كأن يري المرء مشهدا جميلا وتمر به رائحة ذكية أو أن يتذكر نتيجة أهداف مباراة حتي تتغير ..
والذاكرة طويلة المدي long term memory وتنقسم الي قسمين هما :
الذاكرة ا للاواعية والمتعلقة بالمهارات الحركية مثل قيادة السيارة وتعلم بعض الفنون كالعزف علي البيانو .
والذاكرة الواعية حيث حفظ المعلومات الشخصية واليوميات التي نعيشها و تتضمن الذاكرة الوقائعية (خاصة بالوقائع والاحداث كالحصول علي أول شهادة دراسية ) والذاكرة الدلالية (الحقائق والمعلومات العامة مثل الجزائر عاصمة الجزائر ).

بداية الأكتشاف :
وقد كان اكتشاف هذه الانواع من الذاكرة عام ١٩٥٣ حينما أزيلت أجزاء من المخ مسؤولة عن الذاكرة لمريض مصاب بالصرع يدعي هنري مولاسون .ومن بعدها أصبح مولاسون مادة خصبة لدراسة الذاكرة فقد كان بأستطاعته تذكر ما مر به منذ إحدي عشر عاما الا أنه لا يمكنه استرجاع ما حدث له خلال عامين قبل العملية !!! وعلي الرغم من احتفاظه بالذاكرة طويلة الأمد الا أنه يستطيع لعب الشطرنج بمهارة لكن لا يمكنه تذكر متي تعلمها ؟!!..

السؤال الذي يتبادر الي اذهاننا :متي يحدث التغيير في ذكرياتنا ؟ بالطبع الاجابة خلال نومنا فذاكرة الأحداث قصيرة الأمد تخزن في منطقة من الدماغ تسمي hippocampus ( الحصين ) بينما تخزن الذاكرة طويلة الأمد في neocortex (القشرة الدماغية )
وخلال النوم يحدث ترسيخ ودمج الذكريات والأفكار عبر انتقالها من الحصين إلى القشرة الدماغية وتعرف هذه العملية بتوطيد أو تصلد الذاكرة memory consolidation في الدماغ إذ أن خيوط النوم المغزلية sleep spindles والمرتبطة بتوطيد الذاكرة وهي نوع من موجات الدماغ تحدث بشكل مغزلي أثناء مراحل النوم الأولى المعروفة بعدم وجود أحلام أو عدم وجود حركة سريعة للعينين وكلما زادت هذه الموجات زادت قدرة المرء علي التذكر في اليوم التالي ..ولإن التمثيل الذهني للحدث عادة ما يتشكل في اليوم التالي لحدوثه بعد أعادة بناءه وصياغته أثناء النوم فهذا يفسر ما يصيبنا أحيانا من سراب الذاكرة .

رؤيتين لحادث واحد ..وهم أم حقيقة ؟!:
لذلك فلا تتعجب من رؤيتين مختلفتين لشخصين حول حدث واحد وكلاهما علي حق فهناك اختلافات فردية قوية في كيفية تذكر الناس وقدرتهم المتفاوتة في نقل التفاصيل فكل شخص يسلط الضوء علي الأشياء التي تهمه وفق ميزان خاص للتقييم يختلف من شخص لإخر حول أهمية الأحداث وفق فائدتها .
لقد صدمنا العلم في أعز ما نملكه من ذكريات كانت بمثابة الجوهر الذي نرتكن عليه دوما ..

---------
د.محمد فتحي عبد العال

--------
المراجع :
١-مقال سراب الذاكرة..ماذا الذي ينتقيه الدماغ للاحتفاظ به وكيف ؟ للباحثة فلانتينا شيرنشيفا
٢- كتاب سراب الذاكرة للباحثة جوليا شاو


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الذكريات، الذاكرة، الذكريات،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-09-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  صفحات من التاريخ الأخلاقي بمصر (2) قم للمعلم
  صفحات من التاريخ الأخلاقي بمصر (1) المواطن والكمسري
  الجديد حول كوفيد 19 : تجارب علاجية تنبئ بالنهاية
  رجل بأمة
  المفكر المستنير
  النحو الواضح
  جزاء الإحسان
  دستور الأخلاق
  كورونا حديث الساعة سين وجيم (4)
  كورونا حديث الساعة... سين وجيم (3)
  كورونا حديث الساعة... سين وجيم الحلقة الثانية
  كورونا.... حديث الساعة سين وجيم
  شهر رمضان وصناعة الأخلاق
  عبقرية الإسلام
  التعديل الجيني... مستقبل مرتقب لنهاية الفيروسات التاجية
  كورونا: أفيجان Avigan، الدواء الواعد
  هل يغدو اكسيد النيتريك طوق النجاة لتعويض النقص في أجهزة التنفس الصناعي؟
  الإعجاز الديني فيما يخص فيروس كورونا
  مضاد الطفيليات والكورونا
  عقار التهاب المفاصل وفيروس كورونا
  هل يتحول دواء التهاب البنكرياس القديم إلى طاقة أمل؟
  هل ينجح دواء الضغط الشهير في التصدي لمضاعفات كورونا؟
  كورونا.. حديث الساعة - سين وجيم
  متحف طوب قابي
  حرب القهوة
  تاريخ سطره ضريح الحب قبر الرومية
  مكتبة مكة المكرمة
  الميثولوجيا بين الأدب وحقائق الدين وحصاد العلم. قصة الطوفان أنموذجا
  قراءة في رواية سوناتا لاشباح القدس
  مسجد لا بالله

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ضحى عبد الرحمن، د- هاني ابوالفتوح، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سفيان عبد الكافي، د. صلاح عودة الله ، وائل بنجدو، صباح الموسوي ، صلاح الحريري، رافع القارصي، إياد محمود حسين ، فتحي الزغل، رافد العزاوي، نادية سعد، ماهر عدنان قنديل، عواطف منصور، سعود السبعاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، مجدى داود، كريم السليتي، د.محمد فتحي عبد العال، منجي باكير، د- محمود علي عريقات، إسراء أبو رمان، العادل السمعلي، د- محمد رحال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رمضان حينوني، محمد الطرابلسي، د. أحمد بشير، الهيثم زعفان، حسن الطرابلسي، د- جابر قميحة، سامح لطف الله، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمار غيلوفي، الناصر الرقيق، مصطفي زهران، حسن عثمان، عبد الله الفقير، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، أحمد الحباسي، رشيد السيد أحمد، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، د - صالح المازقي، فوزي مسعود ، ياسين أحمد، سامر أبو رمان ، تونسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، د - شاكر الحوكي ، د. أحمد محمد سليمان، عراق المطيري، د - الضاوي خوالدية، صالح النعامي ، أشرف إبراهيم حجاج، سلوى المغربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد الياسين، المولدي الفرجاني، يزيد بن الحسين، أحمد النعيمي، جاسم الرصيف، محمد العيادي، إيمى الأشقر، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد أحمد عزوز، محرر "بوابتي"، د - محمد بن موسى الشريف ، سليمان أحمد أبو ستة، د - مصطفى فهمي، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بوادي، عمر غازي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سيد السباعي، سلام الشماع، حاتم الصولي، علي الكاش، صفاء العربي، رضا الدبّابي، د. خالد الطراولي ، عبد الله زيدان، عزيز العرباوي، أحمد ملحم، أبو سمية، د. عبد الآله المالكي، أنس الشابي، مراد قميزة، محمود طرشوبي، فتحـي قاره بيبـان، محمد يحي، فهمي شراب، أ.د. مصطفى رجب، عبد الغني مزوز، محمد عمر غرس الله، د - عادل رضا، كريم فارق، يحيي البوليني، صلاح المختار، محمود سلطان، د. طارق عبد الحليم، طلال قسومي، محمد شمام ، فتحي العابد، د - محمد بنيعيش، حميدة الطيلوش، صفاء العراقي، محمد اسعد بيوض التميمي، علي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود فاروق سيد شعبان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة