البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أحزاب خلف الباب

كاتب المقال مصطفى منيغ - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3503


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إن الأحزاب السياسية المغربية التي تتوصل بالدعم المالي المحسوب بملايين الدراهم من وزارة الداخلية ، لا يمكن لها الإنفراد بجعل قراراتها السياسية مهما كان موضوعها أو حجمها محط استقلالية تامة ، إلا في حدود ترضاها بالتوافق الجهة المانحة لتلك الأموال ، وكل اجتهاد ينأى عن هذه الحقيقة يعتبر انحرافا بيِّناً عن مصارحة الشعب المغربي الذي أصبح في غالبيته لا يثق في تلك الأحزاب أصلا، وبخاصة منذ المسرحيات المعروضة عليه بشكل مضحك للغاية، يتستر خلف أدوارها بتعاليل غير مقبولة ، مَن يربط تشكيل الحكومة بعجز توفير أغلبية تمهد بذلك تحمل مسؤولية تدبير الشأن العمومي كما ينص عليه دستور 2011.

إذا كانت تلك الأحزاب في ادعاءاتها المستمرة بمناسبة أو دونها ، بكونها تمثل الشعب المغربي، فهي قبل غيرها، تعرف يقيناً أن الأخير تعداده ما يقارب الأربعين مليونا من البشر، في عُرف الإنسانية، المفروض أن يتمتع كل فرد منهم بحقوقه الأساسية المشروعة ومنها عدم الافتراء عليه بأمور وشعارات وهمية لا تمت للواقع بصلة .

إن وزارة الداخلية بما لها وما عليها الملقبة بأم الوزارات رغم أنف كل واحد مهما كان مستواه المتدرج في سلم الوظائف الحكومية ، لم ترد (وإن كانت تستطيع) إلحاق مجهودها المبّذول في إعداد وحصر القوائم الانتخابية إلا في أقل من نصف سكان الوطن ، وهذا وحده يقتضي التساؤل المشروع للإجابة النهائية ، هل الشعب المغربي محكوم بالتساوي بين أفراده (ومن الجنسين) تعلق الأمر بتطبيق القوانين المعمول بها مهما كان الميدان المتوفرة هيأة الأمم المتحدة على نسخ منها مترجمة للغات صاحبات "الفيتو" داخلها ، أو بتوزيع الثروات الحقيقية للمغرب الحاصل على مردودياتها وهي بالملايير من الدولارات على كل مجمع سكاني من بني "ونيف" الملتصقة بمدينة "فجيج" إلى "الكويرة" التي لنا فيها جماعة محلية تتخذ مقراً لها في مدينة "الداخلة" ، الجميع يعلم أننا ملزمون بمكاشفة بعضنا البعض بصراحة منطلقها التحاور بأدب جم وصولا لوضع مصالح الشعب المغربي العظيم فوق كل اعتبار ، فقد وصلنا من النضج مرتبة كي لا نضع أي أحد إلا في موضعه الطبيعي الذي يستحقه ، وجعل كل إقطاعي ، مهما كان الجدار التنفيذي المتكأ عليه ، أن يدرك بالتي هي أحسن أن الظرف عكس الظرف ، والعالم أصبح قرية متوسطة الحجم تتناقل بين جنباتها كل صغيرة وكبيرة لمن يتلقاها فيبسطها على مشرحة "العلم بالشيء" لفائدة موقف آت خلفه قرار الضغط السياسي أو الاقتصادي المفاجئ يكون، مهما وصل أوانه ، فعلى ذاك الإقطاعي أن لا يتخذ الشعب المغربي مطلية لتزويد المغانم ، بما يرتكب في حقه من جرائم .

الأحزاب السياسية وبها من الرجال الفضلاء والنساء الفاضلات ما يستطيعون به من وعي وحٍسٍّ ثقافي عالي، الحد من تداخل المصالح الضيقة باستمرارية الاستحواذ على المناصب بالنسبة للبعض المشارك / الغير المباشر بما يقع في الساحة السياسية رسمية كانت أو حزبية من تبادل للأدوار وتجاذب مُمَيَّع لأفكار آكل عليها الدهر وشرب ، حتى يتمخض عن ذاك التدخل الوجيه، التعامل بأسلوب جديد تتحقق به الخطوة الأولى لعهد سياسي يعطي للفرد المغربي رجلا كان أو امرأة حقه في التصويت مهما كان الحيز الذي يقطنه ، وفرصة الاطلاع بالقرائن والحجج على كل سنتيم من ميزانية الدولة كيف يُصرف ومتى صُرِفَ ومَن المستفيد من الصرف دون استثناء فكل المغاربة مهما كان مستواهم في الحكم أو خارجه أبناء تسعة .

... لا فرق بين أحزاب صغيرة وأخرى كبيرة فكلها مؤسسة بقانون واحد ، لكن في مقدورنا القول أن فيها الحزب الناجح رغم صغر حجمه ، والحزب الفاشل رغم كِبَرِ إمكانياته المادية التي يتوصل بها كدعم من وزارة الداخلية ، حتى في اطار نفس الادعاءات أنها ممثلة للشعب والشعب بريء من المعنى الشمولي لهذا التمثيل . الأحزاب الصغيرة أهم ما فيها الزعماء الذين استطاعوا مواكبة الهيمنة اللاعادلة للأحزاب المندرجة تحت لقب الكبيرة حتى وإن كانت فاشلة ، والإعلان عن أنفسهم ولو بالحضور في اجتماعات وزارة الداخلية الراعية الأمثل لهم مقابل استمرارية تفعيل مبدأ التعددية كبيت قصيد بقاء من لم يحصل حتى "على العتبةّ" في أخر انتخابات عرفها المغرب ، إذن كلامنا يستبعد مثل الأحزاب الصغيرة لأسباب سنتطرق لها مستقبلا.

إن تشكيل أو عدم تشكيل الحكومة رهين بما هو أكبر من ذلك ، بترك حرية الاختيار بيد الشعب ، الاختيار القائم على تمتع كل فرد فيه بمزايا ينص عليها القانون المختص في كل قضية على حدة ، وبعدم طمس الحقائق الواردة بشكل يتحدى الجميع تظهر تسلط سلطة حكومة الظل على كل صغيرة قبل الكبيرة في هذا البلد الذي أحرَق فيه مَن أحرق طموح الاجتهاد المشروع من أجل الخير واقتسامه بالعدل دون اكتراث بالمسافات بين "الرباط" وأدنى قرية على امتداد التراب الوطني الموحد ، ووضع نهاية بلا هوادة لألقاب وأسامي (كوزارات السيادة) التي لم يعد لها حضور ديمقراطي حيال دستور 2011 ولا معنى ، غير التأكيد أن دولة المغرب لم تصل بعد للأخذ بلوازم العيش ضمن الألفية الثالثة المعدة لإعطاء الشعوب ما تستحقه كعمود فقري لكل النظم الحاكمة وصلت مستوى من الرقي تجعل الحاكم مهما وصل شأنه التنفيذي مجرد خادم من الخدام يتوصل بأجرته المستخلصة من عرق تلك الشعوب .

--------
مصطفى منيغ
سفير السلا م العالمي
212675958539


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

المغرب، العمل السياسي، الأحزاب بالمغرب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-01-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أحزاب خلف الباب
  لتطرق الحقيقة ضمير بوتفليقة (4 من 10)
  لتطرق الحقيقة ضمير بوتفليقة (3من10)
  لتطرق الحقيقة ضمير بوتفليقة (2من10)
  الإِخبار شيء والخبر آخر
  أتفاحة بداخلها قرحة ؟؟؟
  لتطرق الحقيقة ضمير بوتفليقة (1من 10)
  تعبير لمرارة سياسة عابر
  السَّلام بالأَهَمِّ مِنَ الفَهْم
  بدعة البردعة
  باللسان أنت إنسان
  مراكش والزحف المتوحش
  للصبر حدود، كما للحياء خدود
  أفي العراق الحق زهق ؟؟؟.
  مدينة "بني ملال" بما لا يخطر على بال
  الصويرة وأَكَلَةُ المَضِيرَة
  "الدريوش" والحاضر المتوحش
  أحزاب عائشة وأخرى طائشة
  اليمن زمن الزمن
  هل القنصلية العامة للمغرب في كندا مُقَصِّرَة، أم يد الدولة لها قصيرة ؟. / الجزء الثاني
  في كندا لمدينة منتريال ثلاثة أعمدة / 3
  صَحْرَاؤُنَا شَقَاؤُهَا مِنَّا
  الصحراء بين الخضراء والحمراء
  غدًا عَدُّا وعَدَدًا
  الجامعة "لجمعة" مجموعة (2 من 2)
  الجامعة "لجمعة"مجموعة (1 من 2)
  الدَّمار من "بشار" تدمَّر (2 من 3)
  الدَّمار من "بشار" تدمَّر (1 من 3)
  المغاربة عارفون لكنهم صابرون نحن ماذا أو ماذا نحن (2 من 10)
  نحن ماذا أو ماذا نحن ؟؟؟ (1 من 10)

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يزيد بن الحسين، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، عبد الله زيدان، تونسي، د - مصطفى فهمي، رافد العزاوي، سعود السبعاني، سيد السباعي، أ.د. مصطفى رجب، د - عادل رضا، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، ماهر عدنان قنديل، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي العابد، عمار غيلوفي، مصطفى منيغ، أنس الشابي، خالد الجاف ، رافع القارصي، د- محمود علي عريقات، إيمى الأشقر، كريم فارق، عمر غازي، سلام الشماع، د. أحمد بشير، صالح النعامي ، خبَّاب بن مروان الحمد، د- هاني ابوالفتوح، صفاء العربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد محمد سليمان، رشيد السيد أحمد، طلال قسومي، نادية سعد، عبد الغني مزوز، مراد قميزة، محمد الياسين، عبد الرزاق قيراط ، العادل السمعلي، صباح الموسوي ، محمد عمر غرس الله، محمد أحمد عزوز، رضا الدبّابي، د- جابر قميحة، فتحـي قاره بيبـان، أحمد بوادي، صلاح المختار، كريم السليتي، د. خالد الطراولي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمد رحال، علي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، د. مصطفى يوسف اللداوي، علي الكاش، الهيثم زعفان، ضحى عبد الرحمن، د - محمد بنيعيش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فوزي مسعود ، مجدى داود، جاسم الرصيف، حميدة الطيلوش، د - شاكر الحوكي ، سامر أبو رمان ، د - الضاوي خوالدية، صلاح الحريري، إسراء أبو رمان، محمد يحي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، منجي باكير، المولدي الفرجاني، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، عزيز العرباوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد الحباسي، محمود طرشوبي، فتحي الزغل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، وائل بنجدو، محمد شمام ، صفاء العراقي، محمد العيادي، محمد الطرابلسي، عواطف منصور، سامح لطف الله، د - المنجي الكعبي، محرر "بوابتي"، حسن عثمان، د. عبد الآله المالكي، يحيي البوليني، سفيان عبد الكافي، ياسين أحمد، د. صلاح عودة الله ، سلوى المغربي، أحمد النعيمي، فهمي شراب، أبو سمية، عراق المطيري، إياد محمود حسين ، محمود سلطان، أحمد ملحم، حاتم الصولي، رمضان حينوني، د - صالح المازقي، مصطفي زهران، د.محمد فتحي عبد العال، الناصر الرقيق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أشرف إبراهيم حجاج،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة