البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من إنجازات تونس الثورة: رمضان بلا ماء

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5279


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لازال حالنا كما هو فالماء الصالح للشراب منقطع منذ ما يزيد عن الشهر و إنفراج هذه الأزمة لا يبدو قريبا على الأقل وفق ما نراه على أرض الواقع نظرا لعدة أسباب أهمها عدم إكتراث المسؤولين و لامبالاتهم البادية للعيان فالسيد معتمد السواسي إذا إتصل به أحدهم يجيبه بكل بؤس حيث يقول بالحرف الواحد " ياخي كان إنتي مقصوص عليك الماء " و السيد والي المهدية يبحث بكل السبل عن تثبيت مكانه كوالي للجهة خصوصا و هو المهدد بالعزل في كل لحظة نظرا لتاريخه الحافل مع التجمع المنحل الذي قد نفرده بمقال خاص في قادم الأيام أما ممثل الشركة الوطنية لإستغلال و توزيع المياه فينطبق عليه قول الشاعر أسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي.

كان خوفنا أن نبلغ رمضان و نحن على على هاته الحالة المزرية و رغم تشاؤمنا إلا أنه كان لدينا أمل في أن تحل هذه المشكلة قبل هذا الشهر الفضيل إن لم يكن من أجلنا كتونسيين و كأناس لنا من الإنسانية التي قد تشفع لنا عند ملاك حق الحياة فمن أجل هذه الأيام المباركة التي يكثر فيها عمل الخير و التي تسلسل فيها الشياطين لكن تبقى شياطين الإنس التي ربما تكون هي من ساهمت في قطع الماء عنا كما أن هذه الأيام تعتق فيها الرقاب فمن يقوم بعتق رقابنا من هذه المصيبة التي ألمت بنا.
جاء رمضان الذي نتمنى أن يعود باليمن و البركة على وطننا الحبيب و على جميع التونسيين لكن فرحتنا به خصوصا نحن في منطقة سيدي الناصر الجنوبية من معتمدية السواسي من ولاية المهدية ليست كبيرة لأن الوضعية المزرية التي نعيشها منذ أكثر من شهر نغصت علينا هذه الفرحة بل أن المعاناة ستتضاعف في هذا الشهر الكريم نظرا لتزايد الحاجة للماء الصالح للشراب و تخيلوا أنه مع الصيام في هذه الأيام الحارة جدا فإن الناس في منطقتنا مطالبون بالتحول لمناطق أخرى للحصول على الماء الصالح للشراب حيث أن هذه المهمة تتولاها النسوة اللاتي يجلبن الماء على ظهورهن في مشهد يذكرنا بثمانيات و تسعينيات القرن الماضي إنه من عجائب الثورة التي عوضا أن تقفز بنا سنين للأمام عادت بنا دهرا إلى الوراء.

و أمام هذا الوضع الصعب لم تبادر الشركة الوطنية لإستغلال و توزيع المياه مشكورة بحل المشكل بل بادرت مشكورة بإصدار بيان قالت فيه أن تدفق الماء الصالح للشراب عاد لوضعه الطبيعي تقريبا في جميع جهات الجمهورية بإستثناء المناطق العليا في ولاية المهدية التي طبعا ليس من حقها الحصول على الماء الصالح للشراب و شركتنا العتيدة نسيت في بيانها أو تناست الحديث عن تقديم الحلول لهذه المشكلة أو على الأقل تحديد حد أقصى لمعالجة الأمر لكن بإعتبار أن ولاية المهدية كانت و لازالت و ستظل ولاية منسية فإنه ليس من حل أمام سكانها الذين يعانون من هذه المصيبة إلا أن يصبروا.

و الله الذي لا إلاه إلا هو لقد عجز اللسان عن النطق و القلم عن الكتابة خصوصا أمام هذا العجز الواضح للدولة بكل إمكانياتها عن حل مشكل بسيط مثل هذا و لا أذيعكم سرا حين أقول لكم أن اليأس و الإحباط بدأ يدب في نفسي فبعد أن كنت أحلم بأن أرى بلدي تصبح مثل سنغافورة و تايوان و ماليزيا ها أني أراها تصارع من أجل ضمان مكان لها ضمن بلدان كانت تحلم بدورها أن تضبح مثلنا لا أدري أين الخلل و أين المشكل هل أن تونس فعلا فيها من المعوقات ما يجعلنا نعاني من الأزمات الواحدة تلو الأخرى و إن كانت الأمور كذلك لماذا لا تصارحنا الحكومة بحقيقة الأوضاع حتى نقوم بالتخفيض من سقف أحلامنا و حتى نأخذ على عاتقنا حل مشاكلنا بأنفسنا فمكونات الحكومة و جميع الأحزاب المعارضة جميعها وعدت الناخب التونسي خلال إنتخابات المجلس التأسيسي بالنعيم المقيم لكن يوما بعد يوم إنقشعت سحب الوعود و لم يتحقق لا نعيم و لا هم يحزنون بل أن الإقامة الوحيدة التي حصلنا عليها هي إقامة دائمة في المشاكل و الأزمات التي تلاحقنا منذ مدة.

ما إن سقط النظام و إنتصرت الثورة حتى ذهب في ظننا أن جميع أحلامنا أو على الأقل البسيط منها سيتحقق لكن لا هذا و لا ذاك بل أصبحنا نصارع من أجل البقاء على قيد الحياة وسط هذا الزحام الشديد و لم نعد نحلم سوى بشربة ماء أو رغيف خبز يبقينا على قيد الحياة و حتى إستطلاعات الرأي خلال المدة الأخيرة تظهر مدى تشاؤم التونسي و خوفه من المستقبل و هذا طبيعي في ظل ما نشاهده و نراه فرغم عدم شكنا في إخلاص أعضاء الحكومة و تفانيهم في العمل و بذلهم لمجهودات جبارة لكن كل ذلك لم يؤت أكله إلى الآن بل أن المواطن العادي لم يرى تغييرا و لو بسيطا في واقعه الذي يعيشه يوميا لذلك أعتقد جازما أن لا الحكومة الحالية و لا القادمة ستتمكن من فعل الكثير طالما لم تتخذ قرارات ثورية تقوم بمقتضاها بتغيير جذري و شامل في مفاصل الدولة التي لازال أزلام النظام يسيطرون على أغلبها و هم يعطلون مسار الثورة بكل قواهم.

كما وعدت أهالي منطقتي في السابق أني لن أكتب عن غير مشكلتنا المتمثلة في الإنقطاع المتواصل منذ أكثر من شهر للماء الصالح للشراب مادمت لم تحل رغم أن هناك عدة أحداث أخرى وطنية و عالمية تحتاج للتحليل و التعليق إلا أني سأبقى وفيا لهذا الوعد و ها أني أعود للكتابة مجددا عن هذه المصيبة التي ألمت بنا و لم تحل إلى الآن و لا نعلم من المسؤول فندائي لكل من له مسؤولية عن هذه المشكلة و له ذرة وطنية أن يبادر بمساعدتنا خصوصا و شهر رمضان قد حل علينا و نحن بلا ماء إنها من أهم إنجازات الثورة و القادم الله وحده العالم به.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، أزمة المياه، شح المياه، الماء، المهدية، صفاقس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-07-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يحيي البوليني، عبد الله زيدان، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، فهمي شراب، د. خالد الطراولي ، د. أحمد بشير، د - المنجي الكعبي، عمر غازي، مصطفى منيغ، د - شاكر الحوكي ، أحمد النعيمي، صباح الموسوي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عواطف منصور، كريم فارق، د. عبد الآله المالكي، فتحـي قاره بيبـان، محمد يحي، د - عادل رضا، عراق المطيري، محمد الطرابلسي، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود فاروق سيد شعبان، فوزي مسعود ، حميدة الطيلوش، محرر "بوابتي"، صلاح الحريري، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، مراد قميزة، سلوى المغربي، د - محمد بنيعيش، الناصر الرقيق، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، رمضان حينوني، العادل السمعلي، صلاح المختار، سامر أبو رمان ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد محمد سليمان، تونسي، طلال قسومي، حاتم الصولي، سامح لطف الله، د - صالح المازقي، محمد أحمد عزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، جاسم الرصيف، عبد الغني مزوز، الهادي المثلوثي، محمد العيادي، سعود السبعاني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العراقي، سيد السباعي، صالح النعامي ، نادية سعد، علي عبد العال، أنس الشابي، محمد اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، د. صلاح عودة الله ، حسن عثمان، رافع القارصي، د. طارق عبد الحليم، د- محمود علي عريقات، حسن الطرابلسي، أحمد ملحم، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، ياسين أحمد، فتحي الزغل، د- جابر قميحة، ماهر عدنان قنديل، سليمان أحمد أبو ستة، رضا الدبّابي، أحمد الحباسي، د.محمد فتحي عبد العال، رشيد السيد أحمد، أبو سمية، د- محمد رحال، الهيثم زعفان، إياد محمود حسين ، خالد الجاف ، يزيد بن الحسين، رافد العزاوي، أ.د. مصطفى رجب، سلام الشماع، مجدى داود، عمار غيلوفي، محمود طرشوبي، محمد عمر غرس الله، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، محمد الياسين، محمود سلطان، علي الكاش، خبَّاب بن مروان الحمد، منجي باكير، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الرزاق قيراط ، إيمى الأشقر، عزيز العرباوي، مصطفي زهران، أحمد بوادي، إسراء أبو رمان، د - الضاوي خوالدية، محمد شمام ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة