البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

نصف نساء تونس عوانس: المجتمع التونسي يتجه نحو التفكك بخطى حثيثة

كاتب المقال بوابتي   
 المشاهدات: 16435


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تظهر كل المعطيات أن المجتمع التونسي يتجه بخطى حثيثة نحو التفكك، فتونس تحوز على أعلى نسب الطلاق عربيا، وتونس يعمها الانحلال الأخلاقي بكل أنواعه تقريبا (انتشار الزنا والتشجيع عليه، تزايد ظاهرة الإنجاب خارج مؤسسة الزواج، التمرد على مؤسسة الزواج من طرف الأبناء ومن طرف الزوجة...)، وها ان بعض المعطيات الاخرى جاءت لتزيد من دواعي الفزع الذي لابد وان يصيب كل تونسي مسؤول، كيف لا وقد بينت الاحصائيات ان نصف النساء التونسيات من الاتي بسن الزواج، هن عوانس (1).

والغريب انه رغم هذه المؤشرات الخطيرة والي جعلت من بلادنا أنموذجا سيئا على مستوى العالم الإسلامي، فانك بالمقابل لا تلاحظ أي بوادر جدية من طرف الجهات المسئولة لمعالجة الأمر، بل انه يعمل بالمقابل على مواصلة انتهاج نفس الأساليب التي كانت وراء الإيصال للحالة التي نحن عليها.

فالقوانين المنظمة للأحوال الشخصية التي سنت منذ نصف قرن والتي اقتبست في جزء كبير منها من فرنسا، لاتزال هي هي لم تراجع، والحال ان هذه القوانين جزء من عوامل تفكيك الأسرة، كما ان منظومات قوانين الطفل ذات الأصول الغربية والتي فرضت علينا منذ سنوات، هي أيضا لازالت سيفا مسلطا على الأولياء من حيث أنها تمنعهم من تربية أبنائهم، وهي تمثل عاملا إضافيا في إشاعة الفوضى داخل الأسرة التونسية.

وبالإضافة للبعد التشريعي، فلازالت نفس عمليات التغريب والإلحاق بالغرب ماضية بتونس على أشدها بكل المستويات وبكل الوسائل، فالتعليم لازال بكل أطيافه مختلطا مما يكرس واقع التطبيع من الفساد منذ بواكير التكوين النفسي لدى الطفل ويجعله غير قادر من بعد على استيعاب مفاهيم كالتعري والشرف والحشمة والعفة وغيرها، ثم ان التعليم لدينا ذو محتوى لايكاد يحيل للإسلام البتة الا بأقدار ضعيفة رفعا للعتب ولا تأثير لها، وتعج محتويات التعليم التونسي بالتشجيع على التسيب والتعري وتعلي من رموز الفسق والتمرد على القيم عموما، وتقدم صورا شائهة عن تاريخنا وحضارتنا الاسلامية، فتاريخنا باغلب المناهج التونسية تاريخ صراع وحروب وتمردات وفشل يعقب الفشل، مما ينتهي بأن يعمل على تنفير الطفل التونسي من هذا الارث الحضاري ويسهل من بعد عمليات الحاقه بالغرب كما ارادها واضعو مجمل المناهج التونسية ايام الهالك محمد الشرفي، كما انه يسمح للتعليم الأجنبي ان يساهم بقدر كبير في فرض حالة التمزق والانبتات الثقافي على أبنائنا من دون أدنى تدخل من سلطات الإشراف، حيث وصلت الأمور ان يقع إجبار التلميذ التونسي على دراسة المناهج الفرنسية بالمدارس الخاصة التونسية، ويتم ذلك منذ المراحل الأولى للتعليم الابتدائي

ثم إن وسائل الإعلام تعج بدورها بما كل مايشجع على تكريس حالة الضياع التي يشهدها المجتمع التونسي، ومن علاماتها التمرد على الأسرة ومكوناتها والاستهانة بالآباء وازدرائهم، كما يقع تقديم كل ما من شانه أن يعلي من رموز الفسق والمنحرفين من خلال مصطلحات مضللة كفنانين او من خلال برامج الواقع، من ذلك انه يتم الترويج للعلاقات خارج مؤسسة الزواج عن طريق الاحتفاء والتعاطف مع بعض رموزها عوض تسفيههم والحط من قيمتهم

و أما وسائل التثقيف الجماهيري كالمهرجانات، فإنها لا تفتأ تقدم كل ما من شانه ان يرسخ مبادئ الانحلال والتمرد على الاسرة، والترويج لرموز الانحراف ممن يقدم على إنهم قدوات للشباب، في شكل فنانين وماشابههم.

----------------
أنظر
(1)في تونس.. متحررة بدرجة عانس


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الطلاق، تفكك المجتمع، العنوسة، الأسرة، الطفل، المرأة، حقوق المرأة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-05-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - محمد بن موسى الشريف ، عواطف منصور، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - مصطفى فهمي، إسراء أبو رمان، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الغني مزوز، د.محمد فتحي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم، رحاب اسعد بيوض التميمي، عزيز العرباوي، د- جابر قميحة، يحيي البوليني، د. خالد الطراولي ، مصطفي زهران، حسن الطرابلسي، العادل السمعلي، سيد السباعي، محرر "بوابتي"، د - محمد بنيعيش، أحمد بوادي، محمود طرشوبي، محمد العيادي، نادية سعد، المولدي الفرجاني، أحمد النعيمي، محمد يحي، عمار غيلوفي، مراد قميزة، محمود سلطان، د - الضاوي خوالدية، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد شمام ، خالد الجاف ، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد بشير، صالح النعامي ، كريم السليتي، حسن عثمان، عمر غازي، رمضان حينوني، سعود السبعاني، طلال قسومي، إيمى الأشقر، فتحي العابد، يزيد بن الحسين، سفيان عبد الكافي، عبد الله الفقير، حميدة الطيلوش، محمد الياسين، د. أحمد محمد سليمان، حاتم الصولي، محمد اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، د- محمود علي عريقات، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد الحباسي، سلوى المغربي، أحمد ملحم، ضحى عبد الرحمن، منجي باكير، عبد الله زيدان، الهيثم زعفان، علي الكاش، عراق المطيري، صفاء العراقي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافد العزاوي، محمد أحمد عزوز، الهادي المثلوثي، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، د - شاكر الحوكي ، سامح لطف الله، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، سلام الشماع، د- هاني ابوالفتوح، تونسي، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، إياد محمود حسين ، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، د. صلاح عودة الله ، رضا الدبّابي، د - عادل رضا، فوزي مسعود ، عبد الرزاق قيراط ، أبو سمية، د. عبد الآله المالكي، علي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، سامر أبو رمان ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العربي، ماهر عدنان قنديل، كريم فارق، مجدى داود، صلاح الحريري، الناصر الرقيق، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، جاسم الرصيف، د- محمد رحال، ياسين أحمد، رافع القارصي، فتحي الزغل،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء