البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لمحات (21): حول التداول المؤقت للسلطة

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2036


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تنازع الصلاحيات أمر مفروغ منه في الدستور، ووضع له المحكمة الدستورية كآلية لفض النزاعات التي قد ترقى الى الإساءة الى صورة الدولة أو تهدد استقرارها.

وفي الأيام التي نخوض فيها بصورة استثنائية انتخابات لخلافة رئيس الجمهورية المتوفى قبل انتهاء عهدته بشهور، هي بالضبط شهور تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية للعهدة الخمسية القادمة، نخوضها وأفئدتنا في أيدينا.

فكونها انتخابات رئاسية مبكرة، أي سابقة لأوانها وسابقة في ترتيبها، باعتبار أنها في العادة كانت تُجرى بعد التشريعية. وكونها انتخابات أصبحت بتقديمها مضغوطاً عليها بالتشريعية وبالمدة المحددة بالتسعين يوماً في الدستور، انخرط فيها الجميع وهو أقل استعداداً وتحضيراً لها كما لو كانت في أوانها.

فلم يكن بد من ظهور إخلالات في تنظيمها عملياً لم ترق الى حد الآن من حسن الحظ الى المخالفات التي يعاقب عليها القانون أو تهدد الاستقرار.

لكن ما جدّ أخيراً، في يومين متتاليين، من تصريحات لاثنين من أبرز المرشحين، أحدهما رئيس حزب من أهم الأحزاب، والآخر وزيراً من وزراء السيادة ولكنه مستقل. أثار الهلع في الأوساط، الى حد الخشية من تصاعد التوتر بما ينذر بإدخال الاضطراب في النفوس وانعكاسه سلبياً على المسار الانتخابي ككل.

وكأنما كلمة رئيس الدولة المؤقت في يوم افتتاح الحملة لم تمنع من وقوع المحظور، وهو الكشف من جانب ومن آخر في حوارات مع الرجلين، كل على قناة تلفزية خاصة، على تفاصيل أحداث جدت يوم الخميس المسمى بالأسود، وفي مناسبة مشابهة قبلها بشهر تقريباً، حين أُطلقت إشاعة وفاة الرئيس، أو قُربها، أو عجزه في أضعف الأحوال عن ممارسة مهامه واحتمال تَعيّن التفويضُ بها لرئيس الحكومة. من شأن هذه التفاصيل إدانة بعض التصرفات في دائرة السلطة التنفيذية، أو تأويل بعض التحركات لمنع كل مباغتة أو إجراء غير دستوري، أو استعجال في غير محله أو توقع متقدم من باب المحاكمة على نوايا. وهذه التصرفات أو التحركات سواء في دائرة الرئيس المريض وهو في المستشفى العسكري تحت سلطة وزير الدفاع، أو في دائرة السلطة التنفيذية برئاسة رئيس الحكومة أو في مجلس نواب الشعب، في تنازع أو على الأقل في تباحث بين المجلس وبين رؤساء الكتل، وبين رئيس المجلس نفسه الغائب يومها في نقاهة وبين نائبه الأول.

ولقرب الرجلين من تلك الأحداث كشفت تصريحاتهما، وإن في إطار الحملة الانتخابية، عن خفايا ألقت بظلالها على المشهد السياسي ليس فقط في تلك الأيام، وإنما ألقت الضوء في الوقت نفسه على سلوكيات سابقة، أقل ما يقال فيها أنها تنبئ على تصيّد كل طرف من الأطراف أو الأحزاب، المتنازعة على السلطة بينها وبين الوزراء المستقلين وبين خصومها المباشرين، تصيّد الفرصةَ السانحة للإمساك بزمام الأمور كلّ أكثر من غيره حتى لا يفوّت عن نفسه الدفاع عن شرعيته الدستورية من الانتهاك لحساب بعض الأطراف المناوئة.

وكما بينت لنا التجربة التي مررنا بها بسلام بعد انتقال السلطة، للرئيس المؤقت للجمهورية بشكل دستوري، لا غبار عليه رغم غياب المحكمة الدستورية لتجاوز تلك التوترات السابقة أو أية حركة مشكوك في دستوريتها، فإننا في هذه الانتخابات السابقة لأوانها لاختيار رئيس من بين أكثر من عشرين مرشحاً نبدو أحوج لليقظة والحذر، لأنه هو التداول السلمي للسلطة. ولأن كل ما سبقه والأحداث التي قبلها كانت إرهاصات للتداول وليست التداول ذاته للرئيس المؤقت، لأن هذا لا يسمى تداولاً بل مجرد انتقال وقتي لمهام رئيس الدولة بانتظار صاحب المنصب نفسه، الفائز في انتخابات رئاسية انتخاباً حراًً عاماً مباشراً وفق الدستور والمنتظر بعد الانتخابات الرئاسية لو تمت في أوقاتها العادية.

فالانتخابات السابقة لأوانها تحمل في ذاتها بذرة خاصة غير بذرة الانتخابات العادية.

----------
تونس في 5 سبتمبر 2019

----------------
وقع تحوير العنوان الأصلي للمقال كما وردنا
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإنتخابات، الإنتخابات الرئاسية، الإنتخابات التشريعية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-09-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة
  من وحي قلم الشيخ محمد الصادق بسيس
  تطبيق نظرية الإعجاز على الشعر
  مباحثاتي مع المستشرق الانجليزي بوزوورث

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. خالد الطراولي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود سلطان، سيد السباعي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود طرشوبي، أحمد الحباسي، عواطف منصور، ياسين أحمد، صباح الموسوي ، سليمان أحمد أبو ستة، د- محمد رحال، سلوى المغربي، علي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، صالح النعامي ، حاتم الصولي، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، عمار غيلوفي، الهيثم زعفان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن الطرابلسي، المولدي الفرجاني، محرر "بوابتي"، محمد يحي، يزيد بن الحسين، رافع القارصي، د - مصطفى فهمي، أبو سمية، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، علي الكاش، د - محمد بنيعيش، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بن موسى الشريف ، فهمي شراب، عمر غازي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلام الشماع، سفيان عبد الكافي، رضا الدبّابي، د - صالح المازقي، صلاح المختار، د- هاني ابوالفتوح، مجدى داود، كريم فارق، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. صلاح عودة الله ، الهادي المثلوثي، د. عبد الآله المالكي، وائل بنجدو، نادية سعد، عبد الغني مزوز، صفاء العربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - الضاوي خوالدية، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، فتحي الزغل، محمد الياسين، د. أحمد بشير، رشيد السيد أحمد، د- محمود علي عريقات، رافد العزاوي، حميدة الطيلوش، عراق المطيري، حسن عثمان، أ.د. مصطفى رجب، محمد شمام ، طلال قسومي، سامح لطف الله، تونسي، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، الناصر الرقيق، د - المنجي الكعبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - عادل رضا، مصطفى منيغ، أحمد النعيمي، د. طارق عبد الحليم، مراد قميزة، العادل السمعلي، محمد عمر غرس الله، د. أحمد محمد سليمان، أنس الشابي، رمضان حينوني، محمد العيادي، عبد الله زيدان، د.محمد فتحي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، صفاء العراقي، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، مصطفي زهران، د- جابر قميحة، عبد الرزاق قيراط ، محمد اسعد بيوض التميمي، عزيز العرباوي، محمود فاروق سيد شعبان، جاسم الرصيف، أحمد ملحم، سعود السبعاني، فوزي مسعود ، محمد الطرابلسي، منجي باكير، إياد محمود حسين ، أشرف إبراهيم حجاج، د - شاكر الحوكي ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة