د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2251
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
رئيس الحكومة المترشح لرئاسة الجمهورية لا يَنِي يكرر هذه الأيام أثناء حملته الانتخابية أنه رجل براغماتي، ويترجم هذه الكلمة بواقعي.
ويظهر أن جنسيته الثانية أقوى من جنسيته الأولى لغة وثقافة وسياسة. فمثلاً لا يدري أن براغامتي لا تعني واقعي، بل تعني في العربية نفعي، والنفعيون هم أصحاب نظرية الغاية تبرر الوسيلة. والنفعية نظرية لا تلقي بالاً للأخلاق وللقيم الدينية لتحقيق المرء مصالح نفسه، فهي لذلك في ثقافتنا فكرة مذمومة، وإن كان مهدها إمبريالي أمريكي ولا معاداة لنا لأمريكا لأجل نظرياتها.
ومن هنا الخوف على صاحب الجنسية الثانية أن يتولى السلطة في بلده الأصلي، لأن هذه الغلبة تترجمها أعماله في الحكم وفي معالجة الأشياء، فيكون منه الانحراف عن مقومات جنسيته الأصلية، دون أن يدري.
وإذا كان يكرر علينا صباح مساء، وفي كل ظهور له بعد التفويض في مهامه بالحكومة، أنه رجل واقعي وسيتصرف في السلطة العليا إذا وليها مثلما يتصرف كرئيس حكومة لإنجاز سياساته، وإذا تساءلنا كيف كان يتصرف، يخبرنا هو نفسه أنه كان يلجأ الى اتخاذ الأوامر والقرارات من القوانينالتي يبعث بمشاريعها الى مجلس النواب، والتي قال إنه يقبع الى الآن أكثر من تسعين منها في انتظار دورها.
ومن هنا نفهم كيف تؤسس جنسية ثانية غالبة، لرجل دولة، في مدى احترامه لدستور بلاده وقوانينها المتخلفة في وعيه الباطني، إذ لو كان في بلده الثاني على رأس مثل هذه السلطة التي يتولاها والسلطة التي يتطلع اليها لناله من التتبع ما ناله.
-----------------
تونس في ٣ سبتمبر ٢٠١٩
----------------
وقع تحوير العنوان الأصلي للمقال كما وردنا
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: