البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

فقْد خاشقجي ولعبة الأمم

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2507


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الرجل كان له وجودٌ أمام قنصلية بلاده بإسطنبول وسجّلت كاميرات المراقبة دخوله دون أن تسجل أي ظهور له بعد ذلك، وربما تم ايقافها بغية عدم الكشف عن أدنى حركة له أو حوله داخل المبنى أو خارجه لإخفاء الشبهة بما حصل له في الأثناء قبل أن يشتهر خبر فقده في العالم وينتشر بعد تلك اللقطة الفريدة وهو داخل بثبات الملزوم بقضاء شؤونه في قنصلية بلاده بتركيا.

فالاختفاء من ذاته أما حالته على الصحيح فهي فقْد. والفقد كالاغتيال السياسي يُتحوّط له بالسرية التامة. وكم من اغتيال تموت أركانه الجنائية قبل أن تموت لوعة أصحابه، من أهل الحق في الكشف عن جُناته أو فاعليه الأصليين. كاغتيال كيندي واغتيال الحريري وبلعيد والبراهمي عندنا.

ورب فَقْد يؤول أمره الى اغتيال فاضح، وهو ما لا نتمنّاه وَقَعَ في حالة السيد خاشقجي، المستمر وجوده الى الآن طي الخفاء.

وأعظمُ الرُّزء أن تلتبس الحقيقة بطول الوقت، فتُصاغ السيناريوهات المختلفة لإخراج قتله أو تعذيبه أو احتجازه سليماً معافى تحت طائلة التحقيق لدى عدالة بلاده، أو ربما لدواع أمنية يُخشى على معرفة مكانه وما جرى له حقيقة لأسباب سياسية او حقوقية مقبولة في المعاملات الدبلوماسية بين الدول أو الاتفاقيات والمعاهدات الثنائية.

وتجِدُ السلطاتُ في هذا البلد أو ذاك من الأطراف الضالعين في مسؤولية هذا الاختفاء أو المناط بعهدتهم التحقيق في الجريمة إذا ثبت قتله، ضالّتَها منها لتظفر بأوفر نصيب من الاستفادة منها؛ حتى لَيصدُق القول بأنّ كل اغتيال، أو جريمة سياسية أدنى من الاغتيال، لا بد أن يكون وراءها مستفيدٌ، وليس بالضرورة أن يكون عينَ المستفيد من ارتِكابها أو الضالع بالمشاركة فيها، ولكن لأن الأحداث السياسية إذا تجاوزت أكثر من طرفين في حبْكها تصبح بالضرورة مشاعة وبإمكان كل واحد أن يستفيد من ريحها لمركبه.

ولذلك ترى ترامب لا يتأخر عن التفكير أولاً في مصالح أمريكا من وراء تشديد العقاب على ما حدث للسعودية مع مواطنها الصحافي خاشقجى حتى في صورة بقائه على قيد الحياة، دون أن يكون لا يهمّه أمر الكشف عن الحقيقة، كاملِ الحقيقة لأسباب إنسانية ولكن أيضاً لأسباب سياسية.

والمتوقع أن تشتغِل تركيا، الى جانب حرصها على معالجة القضية حقوقياً وانسانياً وسيادياً مع المملكة العربية السعودية التي كم راعتْ مُوادعتها لأسباب استراتيجية بالمنطقة هي وإيران لوزنهما الإقليمي، بترتيب شؤونها المعقدة مع الإدارة الامريكية في قضايا كثيرة، منها حبس القس الأمريكي ومنها القضية الكردية على حدودها، فضلاً عن مطالبتها بغولن لمحاكمته على الانقلاب الفاشل ضدها الذي تتهمه وأطرافٍ أخرى بتدبيره.

وكم حادثة بسيطة في التاريخ ولّدت انقلابات في موازين الدول وهدّت عروشاً لم تكن لتهُدّها كاسحات الألغام، وحروباً لم تكن لتُشعِل نارَها سَطَواتُ الدول بعضها على بعض. وليس للحادثة وقَعَ كل ذلك ولكن لأن النار التي بالكمون في علاقات الدول، لحدّة ما تخشاه على نفسها من أعدائها، تَقْتدِحُها علبة كبريت بل عود من أعوادها أحياناً.

فالتقليل من العداوات، برَدّ الحقوق الى أصحابها واحترام النفس البشرية التي تقتل إلا بالحق، كفيلٌ بخفض نسبة التوجّس والتطاول بين الدول والظلم والعدوانية.

فلو كُتب لخاشقجى أن يُخفَى الى الأبد ولا يبقى له وجود مادي - لا قدر الله - من أجل أن تُحلّ بعض مشكلات الشرق الأوسط - أو أقلّها - لتَغنمَ قضايا الحق والعدل وتنكسرَ شوكة المتآمرين على قضايا الأمة، الذي هو أحد أبنائها، والتي يُدافعها من جهةٍ الإرهابُ المستقوي بالإسلام، ومن جهة غطرسة الإرهاب المضاد للإسلام وأكل أموال أتباعه بالباطل، لكفانا الله بفقده عزاء.

والله تعالى في سائر الديانات قال يا أيها الناس لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل، وعبارته في القرآن الكريم (الآية ١٨٨ من سورة البقرة) : (( وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)).

وعلى رأي إخواننا في الشيعة في الدعاء للغائب: اللهم فرّج كربته وردّ غيبته.

تونس في ١٢ أكتوبر ٢٠١٨


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

جمال خاشقجي، آل سعود، السعودية، مقتل خاشقجي، إغتيال جمال خاشقجي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-10-2018  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  على هامش الانتخابات الرئاسية القادمة صدور كتابين تاريخيين في طبعة جديدة
  حل الدولتين في مأزق النقض
  فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عراق المطيري، د- محمد رحال، ماهر عدنان قنديل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. صلاح عودة الله ، العادل السمعلي، المولدي الفرجاني، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بوادي، محمود فاروق سيد شعبان، صفاء العربي، الناصر الرقيق، رحاب اسعد بيوض التميمي، حميدة الطيلوش، إياد محمود حسين ، عبد الغني مزوز، د - شاكر الحوكي ، د - عادل رضا، محمد اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ضحى عبد الرحمن، يحيي البوليني، وائل بنجدو، رافد العزاوي، رافع القارصي، صلاح المختار، رضا الدبّابي، د - صالح المازقي، كريم السليتي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الهادي المثلوثي، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله زيدان، د. مصطفى يوسف اللداوي، إسراء أبو رمان، د - المنجي الكعبي، عزيز العرباوي، د. خالد الطراولي ، د. عبد الآله المالكي، محمد شمام ، محمد يحي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود سلطان، أحمد النعيمي، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، أنس الشابي، علي الكاش، أحمد الحباسي، أحمد ملحم، فتحي العابد، محمد العيادي، مصطفى منيغ، د - محمد بنيعيش، سلام الشماع، عبد الرزاق قيراط ، منجي باكير، صلاح الحريري، حاتم الصولي، صالح النعامي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، نادية سعد، سامر أبو رمان ، د- هاني ابوالفتوح، د. طارق عبد الحليم، عمار غيلوفي، سليمان أحمد أبو ستة، طلال قسومي، رمضان حينوني، د. عادل محمد عايش الأسطل، مجدى داود، إيمى الأشقر، محرر "بوابتي"، د- جابر قميحة، محمد أحمد عزوز، د. أحمد بشير، تونسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، د - الضاوي خوالدية، محمد الطرابلسي، فهمي شراب، يزيد بن الحسين، الهيثم زعفان، خالد الجاف ، د - مصطفى فهمي، فتحـي قاره بيبـان، محمد عمر غرس الله، حسن الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، محمد الياسين، صفاء العراقي، سعود السبعاني، سيد السباعي، كريم فارق، سامح لطف الله، ياسين أحمد، صباح الموسوي ، عبد الله الفقير، فتحي الزغل، جاسم الرصيف، أبو سمية، عواطف منصور، فوزي مسعود ، مراد قميزة، سلوى المغربي، حسن عثمان، محمود طرشوبي، عمر غازي، علي عبد العال، سفيان عبد الكافي، رشيد السيد أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة