البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الأخوة الليبيون

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3970


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الحرب تدق على الأبواب لدى الاخوة في ليبيا وهم من قبل في حرب بينهم، ولكن حربهم هذه حرب إخوة على استحقاقاتهم للحكم بعد الثورة، كل ينازع على نصيبه الأوفر، فمن الطبيعي والسلاح مكدس أن يتقاتلوا بالسيوف إذا لم يبق غيرها.

هم ضيوف علينا وإن أرادوا هم أهل الدار ونحن الضيوف. والصحيح أننا وإياهم أهل بيت واحد وشعب واحد ومصير واحد، والحرب التي تطرق أبوابهم هي حرب تطرق أبوابنا أيضاً.

وما كان أغناهم بحرب عن حرب بينهم منذ سنتين. حرب لفض خلافاتهم! وهذا ما لم نعهده إلا تحت غطاء الأمم المتحدة حين تزعم أنها فشلت بوساطاتها الكثيرة في حل النزاعات الداخلية والإقليمة. ولعها تعلة كالماضي لتنفيذ سياسات الأقوياء للبطش بالضعفاء في جبة إقرار السلم والأمن في العالم. أو بحجة محاربة الإرهاب، وهي جديدة، للتوهيم من خطره المتعاظم على جميعنا.

فما أسعدنا بضيافتهم على كل حال لولا هذه الحرب الظالمة التي تلوح في أفقهم. وقدرنا نحن الشعوب أن نترك لحكوماتنا التصرف بما يناسبها كل في بلده، ونكبر على ما يفرقنا من أحداث مهما تكن مؤلمة، ونتواسي بهذا الربيع العربي الذي كاد اسمه يغالط رسمه.

هذه الحرب الخارجية وكأنها تجيء كلما حالف النصر فريقاً من الفرقاء لتحرمه من الغلب على خصمه، أو تكون على وشك أن تصفو النفوس فتكدرها لغايات مريبة. لأن النزاع على السلطة في كل مكان ومن قديم الزمان. ضرورة أن السلاح كفيل أحياناً بحسم الخصام، والإذعان للأمر الواقع بانتظار الدالة لانتصار المغلوب بقوة الحق أو حق القوة لتولي السلطة. طبعاً بطريقة سلمية، طالما القتال من أجل السلطة مجراه الوحيد في الثورات.

الخشية إذن من أن هذه الحرب غايتها كسر شوكة الطرف الأقوى في ساحة المعارك لصالح الانتهازيين المعولين على الدعم الأجنبي. وليس من دولة أو أمة ترضى لنفسها التنكر لتضحيات شهدائها وأبطالها من أجل حقها بثورتها في التقدم والقوة.
وهزيمة الليبي لأخيه الليبي بحرب عليه من الخارج، جريمة وطنية لا تغتفر. وصاحبه لن يُسلم شعبه نفسه للانقياد اليه.

فالأمل أن يتحدى الليبيون هذه الحرب القادمة، بجمع كلمتهم على حكومة.. سموها إن شئتم حكومة التحدي، لتكون في جوهرها تحدياً لهذه الحرب ذاتها وفي مظهرها كياسة واقتدار على التعاطي مع كافة الحساسيات الدولية وامتصاص الصدمات. فيَرهبها كل صاحب أطماع وتقوى في وجه كل تهديد.

فإن لم تكن حكومة.. لكثرة اللغط حول حقائبها، فليقدّموا عليهم أحدهم كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، على رأس سلطة ممثلة لجميعم دون تمييز. فما أحوجهم الى ذلك اليوم، حتى بحكم النظم السياسية المقررة، ليخرجوا من الفتنة المستشرية الى نظام ديمقراطي تشاركي، تكون قد انسبطت أسباب الأمن والاستقرار له سلفاً.

إذن فهم بهذه الحرب بين نارين نار المقاومة الداخلية لكل حكم عميل ونار الأجنبي الذي سيتشفّى من استعصائهم عليه بذريعة مصالحه.

وكان ينبغي أن يجدوا من إخوانهم وأصدقائهم المخلصين من يمسح جراح حربهم، ويؤلف بينهم دون هؤلاء المبعوثين الأمميين الذين يجمعونهم على تفريق الكلمة ليهددوهم بالأخير بحرب على حربهم، أو تكون عليهم الكرة مقاطعين من الغذاء والدواء.

فلتكن المدة التي قضيتموها في المراشقة باللسان والسنان كافية لتفويت الوقت على الحلفاء - كما يسمون جميعهم أنفسهم بالنسبة اليكم - بالتدخل لحسم معارككم بحرب شاملة، فقد باتوا اليوم بهذا التأخير أخشى ما يكونون خوفاً من تورطهم في بلادكم دون كسبها.

قد تكون الأقدار أرادت ذلك بكم بغير تدبير منكم ولكن لا تفوتوا الفرصة عليكم للانقلاب على تدبيرهم. واعتبروه لطفاً من الله يشفع لكم لضغوط الخارج عليكم دون استخلاص إنجاز ثورتكم من فكيه. والجراح تدمل. فلا تهِنوا وأنتم الأعلون بهمتكم وشعبكم وخيراتكم. وفكروا جيداً فيما أنتم فيه ساعون.

ومهما يكن من ضيافتكم فهي من حق الضيافة، فلا تجعلوها من حق الحرب التي طلبها سفهاؤكم أو قصّرتم في غلق الأبواب دونها لجعلنا في غير بيت دائم لضيافتكم باعتزاز. طبعاً عدى ما يكون من الشيوخ والنساء والأطفال والمرضى والعجز، فنحن كما عهدتمونا نتقاسم وإياكم الماء وخبز الشعير.

ولأنتم أهل التضحيات اللازمة. ولتضحية دون أخرى: تضحية الكرام أو سقوط اللئام. فعسى أن يحفظ التاريخ لكم هذه اللحظة بانقلابكم إلباً على أعدائكم قبل أن يأكلوكم بحرب لا هوادة فيها.

-------
تونس في 10 فيفري 2016


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ليبيا، الثورة الليبيبة، التدخل الغربي في ليبيا، الجماعات المسلحة بليبيا، داعش يليبيا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة
  من وحي قلم الشيخ محمد الصادق بسيس
  تطبيق نظرية الإعجاز على الشعر
  مباحثاتي مع المستشرق الانجليزي بوزوورث

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
منجي باكير، ماهر عدنان قنديل، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، محمد يحي، رضا الدبّابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فهمي شراب، صلاح المختار، د - محمد بنيعيش، إياد محمود حسين ، د - مصطفى فهمي، أحمد بوادي، رافد العزاوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إيمى الأشقر، جاسم الرصيف، علي الكاش، حميدة الطيلوش، محمود سلطان، الهيثم زعفان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي عبد العال، د - المنجي الكعبي، سعود السبعاني، فتحي العابد، د- محمود علي عريقات، يحيي البوليني، أحمد الحباسي، د- محمد رحال، محمد عمر غرس الله، مجدى داود، سلوى المغربي، سيد السباعي، د - محمد بن موسى الشريف ، الناصر الرقيق، رحاب اسعد بيوض التميمي، صالح النعامي ، العادل السمعلي، نادية سعد، عزيز العرباوي، د. أحمد بشير، خبَّاب بن مروان الحمد، وائل بنجدو، أنس الشابي، د. صلاح عودة الله ، سامر أبو رمان ، يزيد بن الحسين، مصطفى منيغ، حسن الطرابلسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - الضاوي خوالدية، د - صالح المازقي، رافع القارصي، عبد الله الفقير، خالد الجاف ، صفاء العربي، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الغني مزوز، حاتم الصولي، رشيد السيد أحمد، عبد الله زيدان، فتحي الزغل، ضحى عبد الرحمن، محمود طرشوبي، فوزي مسعود ، إسراء أبو رمان، عراق المطيري، محمد اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، محمد الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، د - عادل رضا، عبد الرزاق قيراط ، عمار غيلوفي، محمد شمام ، فتحـي قاره بيبـان، كريم فارق، أحمد ملحم، مصطفي زهران، سليمان أحمد أبو ستة، أبو سمية، محمد أحمد عزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أشرف إبراهيم حجاج، محمود فاروق سيد شعبان، حسن عثمان، تونسي، سامح لطف الله، د- جابر قميحة، سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، د. عبد الآله المالكي، رمضان حينوني، الهادي المثلوثي، المولدي الفرجاني، محمد الياسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، مراد قميزة، د. أحمد محمد سليمان، طلال قسومي، صباح الموسوي ، محمد العيادي، عواطف منصور، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، ياسين أحمد، د - شاكر الحوكي ، أحمد النعيمي، د- هاني ابوالفتوح، د. طارق عبد الحليم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلام الشماع، كريم السليتي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة