البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الفيلم و السفارة أخر حلقات مسلسل غباءنا القديم

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6795


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


صدق صاحب القول حينما قال " يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوّه " فالجاهل كثيرا ما يرتكب حماقات قد تؤدي به إلى مساوئ الأمور في الخاص والعام و الجهل كما يعرّف ليس عدم معرفة القراءة و الكتابة بل هو عدم الوعي بمتطلبات الواقع الذي يفرض على العاقل قراءته قراءة متأنية و معمّقة حتى يتسنى له إتخاذ القرار الصحيح فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان لا يحسن القراءة و لا الكتابة و مع ذلك كان اعلم الناس و كان ذو عقل راجح و حكيم يحسب لكل شيء مهما صغر حجمه ألف حساب و قد تعلمنا من خلال سيرته الشريفة أن الجهل لا ينجلي عن عقل الإنسان بمجرد قراءة كتاب أو إثنين بل بالكثير من الإنصات و التحلّي بالخلق السمح الكريم في المعاملة و هو ما تجلّى في قول الله تعالى " و إنك لعلى خلق كريم" و في حديثه الشريف "الدين المعاملة" و كذلك حديث " أدبني ربي بأحسن تأديبي".

صحيح أن الغيرة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و الذبّ عن عرضه الشريف هو من صميم ديننا الحنيف و عقيدتنا السمحاء و لا يختلف فيه أحد لكن يبقى السؤال الكبير هنا هو كيف يكون ذلك؟
فهل بمشاهد الحرق و التخريب و السرقة و الإعتداء على أملاك الأخرين ننتصر لرسول الله صلى الله عليه و سلم أكيد لا لأن ما حدث أمام السفارة الأمريكية لا يعدو أن يكون حلقة جديدة من ذاك المسلسل القديم الذي ألفناه منذ مئات السنين و هو مسلسل الغباء العربي الإسلامي حيث أن هذه الشعوب العربية و الإسلامية أو البعض منها ألفت لعب دور الكومبارس الذي يتم إستدعاءه في كل حلقة عنوانها التدمير أو الإساءة لصورة من الصور الجميلة في أوطاننا فيقوم بلعب دوره بكل إتقان ثم يعود دون أن يحصل على أجرته بل على العكس يكون قد ساهم بشكل ما في تمويل هذا المسلسل و دعونا نستذكر البعض من الحلقات الحديث من هذا المسلسل.

فأولى الحلقات كانت مع الكاتب الإيراني سلمان رشدي الذي كتب "أيات شيطانية" حتى صدرت الفتاوى بقتله و هو ما جعل الرجل أشهر الشخصيات في العالم و أيبح رمزا لحرية الفكر و كان يمكن لأصحاب هذه الفتاوى التي لم تقدم و لم تؤخر أن يرفعوا دعوى ضد هذا الشخص و كفى أما الحلقة الثانية فكانت مع ممثلة صومالية مغمورة تدعى رشيدة قيل أنها مثلت فيلم يسيء للإسلام و كالعادة إنهالت الفتاوى من كل حدب و صوب ثم مع ذاك النائب الهولندي المتطرف و أيضا القس الأمريكي جونز المعادي للإسلام و كلها في إعتقادي معارك خسرناها بسبب الغباء و عدم قدرتنا على التحكم في أعصابنا حتى نتمكن من إدارة الصراع على النحو الصحيح.

هذا كان خارجيا أما محليا فكانت البداية مع فيلم "لاربي لا سيدي" لزائرة إسرائيل نادية الفاني و كذلك الفيلم الإيراني "برسيبوليس" إضافة لما عرض من لوحات في معرض العبدلية و كان في كل مرة تخرج الجماهير متوعدة بالثأر ممن تعدى على مقدساتنا لكن للأسف الشديد كنا في كل مرة نتحول من ضحايا نطلب حقنا إلى مجرمين مطلوبين للعدالة بسبب ذاك الغباء الذي أدى بالعديد منا للإعتداء على المقار الأمنية و على الأملاك الخاصة و العامة خاصة في حادثة العبدلية و كان الخاسر الأكبر هو نحن الشعب التونسي لأن من أنتجوا أو عرضوا هذه الأفلام لم يتضرروا من أي شيء بل صنعنا منهم نجوما دون أن نعلم و تبقى حادثة السفارة الأمركية أخر حلقات هذا الغباء فالمتضاهرون هم تونسيون و كذا أعوان الأمن و ما تم حرقه و تخريبه هو أملاك الشعب التونسي أما الأنكى من كل ذلك هو أن القتلى تونسيون أيضا إذن هذه الحلقة الجديدة كانت مؤلمة و تراجيدية إلى أبعد حد ّ.

ربما يكون ما حصل إنذارا قويا لنا بأنه علينا مراجعة العديد من الأمور أهمها التصدي لهذه المجموعات التي تقوم بتجنيد شبابنا و دمغجته لإستعماله كوقود في معارك وهمية لن نجني منها سوى الدمار فحربنا الحقيقية الأن هي ضد البطالة و عدونا الرئيسي هو الفقر و نصرة رسولنا صلى الله عليه و سلم تتثمل في العمل بجد على النهوض بوطننا للمساهمة في مرحلة ثانية من النهوض بأمتنا العربية و الإسلامية إنه فعلا تحدي كبير لكن ليس مستحيلا خصوصا على شعب كان و لازال له من الإرث الحضاري و الثقافي ما يمكنه من إمتصاص الصدمات مهما كان حجمها و القليص من حجم تأثيرها على سير حياته الطبيعية.

بقي أن نشير أنه من المفارقات أن الدول التي شهدت إنفلاتات أمنية في أعقاب نشر بعض اللقطات من الفليم المسيء للرسول عليه الصلاة و السلام هي بلدان الربيع العربي بالإضافة للسودان و كأني بأصحاب هذا العمل الحقير حققوا ما أرادوه و هو التشويش على هذه البلدان و ربما إدخالها في فوضى مقصودة و حتى تعكير علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية هذا المعلوم أما ما خفي كان أعظم .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الفيلم المسيئ للنبي، الإساءة للنبي، التهجم على الإسلام، مقتل السفير الأمريكي بليبيا، حرق السفارة الامريكية بتونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-09-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أبو سمية، عبد الله زيدان، سعود السبعاني، يحيي البوليني، د. أحمد بشير، فهمي شراب، محمود فاروق سيد شعبان، د.محمد فتحي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، مجدى داود، ماهر عدنان قنديل، عبد الله الفقير، أحمد الحباسي، عزيز العرباوي، د - محمد بنيعيش، أنس الشابي، عراق المطيري، كريم فارق، جاسم الرصيف، نادية سعد، د - مصطفى فهمي، د. طارق عبد الحليم، عبد الغني مزوز، مصطفي زهران، إيمى الأشقر، مصطفى منيغ، خالد الجاف ، د - عادل رضا، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي العابد، رافد العزاوي، أ.د. مصطفى رجب، عواطف منصور، محمد الياسين، حاتم الصولي، د - صالح المازقي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عمار غيلوفي، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، وائل بنجدو، أحمد بوادي، سليمان أحمد أبو ستة، سيد السباعي، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صباح الموسوي ، سلام الشماع، إسراء أبو رمان، إياد محمود حسين ، محمود سلطان، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الرزاق قيراط ، رافع القارصي، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، د. عبد الآله المالكي، علي الكاش، رشيد السيد أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن عثمان، العادل السمعلي، الناصر الرقيق، سلوى المغربي، صلاح المختار، عمر غازي، حسني إبراهيم عبد العظيم، الهادي المثلوثي، محمد أحمد عزوز، طلال قسومي، د- محمود علي عريقات، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، تونسي، محمد العيادي، أشرف إبراهيم حجاج، مراد قميزة، رضا الدبّابي، المولدي الفرجاني، أحمد ملحم، د- جابر قميحة، رمضان حينوني، محمد شمام ، أحمد النعيمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم السليتي، د- هاني ابوالفتوح، منجي باكير، د. خالد الطراولي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، فوزي مسعود ، علي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، محمد الطرابلسي، سامر أبو رمان ، صالح النعامي ، فتحي الزغل، د. صلاح عودة الله ، الهيثم زعفان، رحاب اسعد بيوض التميمي، صفاء العراقي، د- محمد رحال، د - المنجي الكعبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، يزيد بن الحسين، حسن الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، ضحى عبد الرحمن، حميدة الطيلوش، محرر "بوابتي"، د. أحمد محمد سليمان، سفيان عبد الكافي، صفاء العربي، ياسين أحمد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة