د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1113
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم (١)
وما توفيقي إلا بالله
الحمد لله ذي الفضل والإنعام٠ والجلال والإكرام٠ أهل الطَّوْل والمحامد٠ وولي الإحسان والفوائد٠ على نٍعمه التي لا يحصيها عدد٠ ولا يقوم بها أحد٠ ولا يؤدي حقّها مجتهد٠ نحمده (٢) أن هدانا لدينه المرتضى٠ وأكرمنا بنبيّه (٣) المصطفى٠ وجعلنا خير أمة أخرجت للناس إيماناً بوعده٠ وإشفاقاً من وعيده٠ وإخلاصاً بتوحيده٠ وأعطانا بالصغير من الأعمال٠ الكثيرَ من الأفضال٠ وبطاعته في الزمن القصير المعدود(٤)٠ النعيم المُقيم والخلود٠ ورضي منّا بقدر الطاقة ووسّع علينا في التوبة، وأوْسع علينا من طيّب الرزق، وحرّم علينا الخبائثَ، ولم يجعل علينا في الدين من حرَج، ولا حظَر (٦) علينا إلا ما جعل لنا منه الخَلَف رحمةً بنا ولُطفاً٠ ورأفة علينا وعطفاً٠ وصلّى الله على سيّد أنبيائه٠ وأفضل أصفيائه٠ محمّد عبده المصطفی٠ ورسوله المرتضى٠ وأمينه المُجتبَی٠ المُبتعث رحمة للعالمین٠ ومهيمناً على النبيين٠ وبشيراً ونذيراً للخلق أجمعين٠ وعلى آله الطاهرين٠ وأصحابه المنتخبين٠ وأزواجه أمّهات المؤمنین٠ صلاة تامة زاكية٠ رابحة عاديَة٠ باقيَة في الغابرین٠ خالدة إلى يوم الدين٠ وسلم تسليماً كثيراً.
ولماّ كانت الأمم الخالية٠ والقرون الماضية٠ في سالف الأزمان والدهور٠ وعلى مرور الأيام والعصور٠ تَعْرفُ فضيلةَ الخمر بعيْنها ومزيّتها على سائر المشروبات٠ وصنوف الأنبذة المتّخذات٠ فلا يجاوزها من وَجَدها منهم فيتعدّاها إلى ما لذّ طعمُه، وتضوّعت ريحتُه مِن سواها، على أن أُمماً لا يتمّ لهم قربانٌ يتقرّبون به إلى معبودهم إلّا بها. ثم اختار الله دين الإسلام على سائر الأديان والملل٠ وشرّف شریعته على عامة الشرائع والنِّحل٠ وأبان فضله٠ وأعزّ به أهله٠ وفصّل حلاله وحرامه٠ وبيّن قضاياه وأحكامَه٠ في كتاب مسطور٠ وقرآن مبین هدى وشفاء لما في الصدور٠ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حمید، نهَى فيه عن الخمر وحَرّمها٠ وجاءت السنّة بإقامة الحدود على شاربها٠ ولم يَنْهَ ذلك خلقاً من الناس عن الانهماك فيها، واغتفروا جَلْد ظهورهم، مَن في جَنْب لذّاتهم شُهْرةُ الافتضاح، لما يقتضيهم من عاداتها، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إياكم وهذه المجازر، فإنّ لها ضراوة كضراوة الخمر. فقد عَرّفك أن من ضُرِبَها(٧) واعتادها يُعوزُه الصبر عنها ولا يجد مع كثرة الأشربة العِوَض منها.
ــــــــــــــــــــــــ
التعاليق: (المحققة = سارة البربوشي. م ك : المنجي الكعبي)
م -١ ك :««الرحمن» من البسملة، وهي آية ورسمها توقيفي، ولا داعي لمخالفة الأصل وكتابتها «الرحمان». (المحققة ص٢٧
٢- م ك: عبارة الأصل «نبيه» بدون حرف الجر. وقراءتها وإن تعذرت لخطها لا يستقيم قراءتها قراءة مشكوكة دون إشارة، خاصة بإضافة الكلمة «جنة» إلى «المصطفى» !! « (المحققة ص٢٧ ).
٣- م ك: عبارة الأصل «نبيه» بدون حرف الجر. وقراءتها وإن تعذرت لخطها لا يستقيم قراءتها قراءة مشكوكة دون إشارة، خاصة بإضافة الكلمة «جنة» إلى «المصطفى»!! « المحققة ص ٧٢).
٤- م ك: هنا الوقف بعلامة الفاصلة (،) أو نحوها يكون بعد كلمة «المعدود»، لا بعد الكلمة التالية «النعيم» للسجع كما هو واضح بين الجملتين. ( المحققة ص ٧٢).
٥- م ك: «حظر» بالظاء المشالة كما في الأصل، لا «خطر» للمعنى في الكلمة. (المحققة ص٧٢ ).
٦- م ك: «مرور » كما في الأصل، لا «ممر». (المحققة ص ٧٢).
٧ - م ك: «ضَرِبَها»، كما في الأصل، لا «ضر بها » بالفصل بين كلمتين (المحققة ص ٧٢).
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: