البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مصير أعوان الانقلاب في تونس

كاتب المقال نور الدين الغيلوفي - تونس   
 المشاهدات: 1375



الواقفون خلف قيس سعيّد صنفان: صنف الدراويش الذي يرون فيه نبيًّا مخلّصًا، وهؤلاء فاقدون للعقل والتمييز. ومن عاد إليه عقله منهم انسحب في صمت رغم يأسه من الطبقة السياسية السائدة بلا استثناء.

وصنف الذين يبحثون عن مساعد لهم على الخلاص من خصومهم السياسيين، وهؤلاء اختاروا لعقولهم أن تستقيل لتقودهم انفعالاتهم، ولو نظروا مليًّا لعلموا كثيرًا من الأمور، ولا يزال النظر ممكنًا لهم لو كانت الغلبة فيهم للعقلاء منهم.

الخوف ليس من قيس سعيّد، فهو قبل غيره يدرك أنه لا يستطيع بنفسه شيئًا، ولا يستطيع حتى بغيره، وليس من قواتنا العسكرية والأمنية، فتلك قد بيّنت أنها تشهد تطورًا باتجاه أن تكون مؤسسات جمهورية، إذ ليس في مصلحتها أن تكون أداة للبطش بالشعب لصالح أي طرف، إنما الخوف من هؤلاء الذين اختاروا أن يصطفوا خلف الرجل نكاية بخصومهم السياسيين. من جانب هؤلاء وحدهم قد تؤتى الديمقراطية وينتكس المسار وتُغدر الثورة.

قيس سعيّد شخص شعبوي انقلابي يستثمر في أوجاع الناس وفي ما يرافق الانتقال إلى الديمقراطية من صعوبات، ليلعن السياسة والسياسيين وليلبس جلباب المنقذ، غير أنه لمّا أدرك عجزه وبدأت شعبيته في التآكل بدأ في استدراج بعض السياسيين الذين حوّلتهم أحقادهم الأيديولوجية إلى كائنات غريزية لا تعرف خفض الجناح لشركائها في الوطن، وتحوّل المنافسون لديهم إلى أعداء وصار الصراع معهم صراعًا وجوديًّا يحكمه النفي، ولو كان الصراع سبيلًا إلى المجهول.

لهؤلاء أقول: ليس الحل في مساعدة المنقلب على تنفيذ انقلابه. لن تكونوا شركاء بل ستكونون أدوات يتخلّص منها بعد استعمالها. الانقلابيون في التاريخ لم يستثنوا أنصارهم من الاستبعاد والتصفية للاستئثار بالسلطة والثروة والسلاح. لا أحد من الزعماء الذين جاؤوا إلى السلطة بالانقلاب أخذته الرأفة بمن انقلب معه. لا تذهبوا بعيدًا وانظروا إلى شركاء السيسي في انقلابه: لن يخرج مصير داعمي قيس سعيّد، لو مرّ إلى انقلابه، عن مصير داعمي السيسي، وهم ثلاثة أصناف:

صنف المنافسين الذين كانوا شركاء في الانقلاب من المدنيين، من قبيل السياسيين حمدين صبّاحي ومحمد البرادعي وممدوح حمزة والروائي علاء الأسواني والأستاذ الجامعي حسن نافعة ووزير الخارجية في عهد مبارك وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، ابحثوا عن هؤلاء وأمثالهم لن تجدوا لهم حضورًا خارج صفحات التواصل الاجتماعي التي تحمل أسماءهم، بل إن بعضهم انتهى به الأمر إلى السجن بتهمة الإرهاب من قبيل ممدوح حمزة.

صنف المشاركين من العسكريين والأمنيين، مثل وزير الداخلية محمد إبراهيم ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي ورئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمود حجازي صهر السيسي.

صنف الإعلاميين الذين اختاروا أن يكونوا طبولًا للسيسي يدافعون عن نظامه ويهاجمون ناقديه بشراسة لافتة. قيس سعيّد سيستعمل حلفاءه حتى يتخلص من خصومه، كما فعل السيسي وجميع الانقلابيين، ويستولي على الدولة، ثم لن يتردد في الرمي بهؤلاء الحلفاء في سلة المهملات ليعودوا، في أحسن الأحوال، إلى سالف عهدهم في زمن الاستبداد من الأكل والثرثرة، وستنساهم ساحات الوغى الإعلامي كأن لم يكونوا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، قيس سعيد، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-04-2021   المصدر: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أشرف إبراهيم حجاج، صلاح المختار، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، حسن الطرابلسي، محمود طرشوبي، أ.د. مصطفى رجب، أحمد الحباسي، أحمد ملحم، جاسم الرصيف، حسني إبراهيم عبد العظيم، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، مصطفي زهران، د. صلاح عودة الله ، عمر غازي، أبو سمية، عمار غيلوفي، عبد الرزاق قيراط ، د.محمد فتحي عبد العال، كريم السليتي، أنس الشابي، فتحي الزغل، محمد شمام ، رحاب اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، محمد الياسين، يزيد بن الحسين، إياد محمود حسين ، د- محمد رحال، رضا الدبّابي، صالح النعامي ، محمود سلطان، المولدي الفرجاني، محمد اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، د- هاني ابوالفتوح، محرر "بوابتي"، علي عبد العال، العادل السمعلي، د. أحمد محمد سليمان، سيد السباعي، د. خالد الطراولي ، رافع القارصي، رمضان حينوني، منجي باكير، د. عادل محمد عايش الأسطل، ياسين أحمد، طلال قسومي، الناصر الرقيق، د - صالح المازقي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفى منيغ، د. عبد الآله المالكي، عزيز العرباوي، أحمد النعيمي، د - الضاوي خوالدية، عبد الغني مزوز، تونسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله الفقير، سامر أبو رمان ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- جابر قميحة، إسراء أبو رمان، الهادي المثلوثي، محمد عمر غرس الله، كريم فارق، د - محمد بن موسى الشريف ، د - شاكر الحوكي ، سامح لطف الله، مراد قميزة، د- محمود علي عريقات، محمد يحي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد العيادي، رشيد السيد أحمد، صباح الموسوي ، د - محمد بنيعيش، د - المنجي الكعبي، د. طارق عبد الحليم، حاتم الصولي، يحيي البوليني، إيمى الأشقر، سعود السبعاني، فتحـي قاره بيبـان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن عثمان، د. أحمد بشير، د - عادل رضا، خبَّاب بن مروان الحمد، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العراقي، محمود فاروق سيد شعبان، عراق المطيري، سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، رافد العزاوي، د. مصطفى يوسف اللداوي، فوزي مسعود ، مجدى داود، أحمد بوادي، فتحي العابد، عبد الله زيدان، محمد أحمد عزوز، علي الكاش، وائل بنجدو، حميدة الطيلوش، نادية سعد، د - مصطفى فهمي، صفاء العربي، سلوى المغربي، الهيثم زعفان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة