البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حرية اختيار اللباس.. الحكومات الغربية وانتهاك حق المسلمات بالحشمة

كاتب المقال إيراسموس   
 المشاهدات: 1549



حتى في القرن الحادي والعشرين، لا تزال بعض القضايا السياسية والثقافية حاضرة في مختلف الدول الديمقراطية ولا يمكن أن تُطوى بسهولة. قد يجد القرار السياسي أو القضائي حلاّ لبعض القضايا بشكل مؤقت، لكن المشاعر المتضاربة قوية للغاية على نحو يمكن أن يجعل الأشخاص يستشيطون غضبا. ومن بين هذه القضايا الشائكة قضية لباس المرأة المسلمة، والدور الذي تلعبه الدولة في تحديد قواعده.

فعلى سبيل المثال، تضع فرنسا قواعد صارمة لتنظيم الملابس الدينية والدين بشكل عام، مقارنة بأي ديمقراطية ليبرالية أخرى. وخلال صائفة 2016، أصدرت العديد من السلطات المحلية قرارا يحظر البوركيني، وهو نوع من ملابس السباحة الذي يغطي كامل الجسم تفضل بعض النساء المسلمات ارتداءه. بعد أسابيع من المشاهد السيئة على الشواطئ، قضت المحكمة الإدارية العليا في البلاد بأن قانون الحظر هذا فرض قيودا غير مقبولة لقمع الحرية الشخصية.

خلال الأسابيع الأخيرة، انتقل الجدل حول ارتداء البوركيني إلى حمامات السباحة العمومية، وبالتحديد تلك الموجودة في مدينة غرونوبل. بعد أن حظر رئيس مجلس البلدية ارتداء هذا النوع من اللباس، تحدت مجموعة من المتظاهرات قرار الحظر من خلال ارتداء البوركيني مما جعلهن يتعرضن للمضايقة. وتجدر الإشارة إلى أنه وقع إغلاق مسبحين بشكل مؤقت. كما تناولت الصحافة الوطنية الفرنسية هذه القضية كما لو كانت مؤامرة إسلامية شريرة تستهدف الجمهورية العلمانية في فرنسا.

في ألمانيا، قضت المحكمة الدستورية الفيدرالية سنة 2015 بأن أي "حظر شامل" على المعلمات المحجبات، اللاتي يرتدين غطاء الرأس مع ترك الوجه مكشوفًا، في المدارس الحكومية يمثل إساءة للحرية الدينية. وفي حال وقع فرض حظر في ظلّ ظروف معيّنة، فيجب أن تتوفر مبررات جيدة لذلك. ولكن، أدى هذا الأمر إلى فتح الطريق أمام الجدالات القانونية داخل الولايات الفيدرالية في ألمانيا، حيث أن كل ولاية تريد أن تفرض أسلوبها الخاص في مسائل تتعلق بالثقافة والتعليم.

في هذا السياق، أيدت محكمة في مدينة بافاريا، في وقت سابق من هذه السنة، قرار حظر ارتداء الحجاب من قبل القضاة والمدعين العامين. أما في برلين، التي يهيمن عليها الفكر العلماني، برّرت محكمة محلية قرارها بفرض حظر على المعلمات المحجبات بأن الأطفال في هذا السن المبكر يحتاجون إلى مربّين محايدين.

في هذه الأثناء، أعرب الكثير من المسلمين في بريطانيا عن شعورهم بالقلق الشديد من أن يصبح بوريس جونسون رئيسًا لحزب المحافظين ورئيسًا للوزراء، ولا يعزى ذلك إلى القوانين التي يخطط لتمريرها، وإنما بسبب مواقفه التي عبّر عنها في تعليقاته حول لباس المرأة المسلمة. وفي مقال كتبه في آب/ أغسطس الماضي، قال جونسون إن ارتداء النساء للبرقع الذي يغطي وجوههن أمر "سخيف"، لأنه يجعلهن "شبيهات بصناديق الرسائل". وفي الأيام الأخيرة، عبّر جونسون بشكل مبهم عن أسفه بشأن الأشياء التي كتبها على مدى العشرين أو الثلاثين سنة الماضية والتي، في حال أُخرجت من سياقها، قد تؤدي إلى ارتكاب جريمة.

مع ذلك، لم يدعو جونسون إلى فرض حظر عام على الملابس التي تغطي الوجه، مشيرا إلى أن الجامعات والشركات يجب أن تكون قادرة على وضع قواعدها الخاصة لما يجب ارتداؤه في الحرم الجامعي أو في مكان العمل، لكنه عارض فرض قيود على طريقة لباس الأشخاص في الشارع. فمثل هذا القيد يسيء إلى التقاليد الأنجلوسكسونية للحرية الشخصية، بما في ذلك الحق في أن تكون غريب الأطوار.

أما بالنسبة للولايات المتحدة في ظلّ حكم دونالد ترامب، يُعد الإيمان بالحرية الدينية قويا كفاية لحماية مرتديات الحجاب. وفي وقت سابق من هذه السنة، جرى تعديل القوانين حتى تتمكّن المشرعة المنتخبة حديثًا، إلهان عمر، من الحصول على مقعد في الكونغرس رغم ارتدائها للحجاب. وفي سنة 2015، برّرت المحكمة العليا قرارها هذا بحادثة تعرّضت لها امرأة مسلمة محجبة حُرمت من الحصول على وظيفة في متجر لبيع الملابس بسبب غطاء الرأس. وقد سمح هذا بخلق مناخ ودّي أكثر بالنسبة للمسلمين مقارنة بما قامت به محكمة العدل الأوروبية سنة 2017، التي أكّدت أن حظر الملابس الدينية في مكان العمل قد يكون قانونيا في بعض الأحيان. (صدر هذا القرار حين أرادت شركة بلجيكية من موظفة الاستقبال أن تنزع حجابها)

من جهة أخرى، أوضحت مرتديات الحجاب الأمريكيات أن وصول ترامب إلى الحكم كان له تأثيرات متباينة على حياتهن اليومية، حيث زاد السلوك العدائي ضد المسلمين بالنسبة لبعض المواطنين الذين كانوا بالفعل يعانون من رهاب الأجانب. في المقابل، أشار الناخبون المعارضون للرئيس ترامب إلى أنهم يرحبون بوجود النساء المسلمات المحجبات في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن هذه الصورة شبه الإيجابية ليست شائعة في جميع أنحاء البلاد. ففي الأيام الأخيرة، أثارت الناشطة الحقوقية الباكستانية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، ملالا يوسفزي، جدلا.

في فرنسا، التقط الصحفيون صورة للناشطة الباكستانية رفقة وزير التعليم في مقاطعة كيبك الكندية جان فرانسوا روبيرج. وقد طرح الصحفي سؤالا للوزير الكندي حول ما إذا كانت يوسفزي، التي نجت من محاولة اغتيال حينما كانت في الخامسة عشر من العمر، سيُسمح لها بالتدريس في هذه المقاطعة الناطقة بالفرنسية، التي أصدرت قانونا في 16 حزيران/ يونيو بعد عدة سنوات من الجدال يمنع الموظفين الحكوميين من ارتداء رموز دينية بشكل واضح في مكان العمل. أجاب روبيرج أنه يتشرّف بأن تدرس يوسفزي في كيبك، لكن ينبغي عليها أن تتخلّص من غطاء الرأس أولاً، مع العلم أن رئيس الحكومة، فرانسوا ليغولت، يدعم موقفه.

أكّد بعض منتقدي القانون الجديد في كيبك أن هذه الحادثة استُخدمت كنوع من الدعاية، حيث انتشرت على نطاق واسع في الشرق الأوسط وتركيا وغيرها من الدول ذات الأغلبية المسلمة، مشيرين إلى أن الغرب في حاجة إلى البحث عن عيوبه الخاصة قبل تلقين العالم الإسلامي دروسا.

حيال هذا الشأن، أوضح الكاتب التركي مصطفى أكيول، الذي ألّف العديد من الكتب حول الإسلام، والزميل في معهد كاتو في العاصمة واشنطن، أن هذه القصة البطولية ستجعل حياته أصعب، حيث قال: "أقضي وقتي في محاولة إقناع إخواننا المسلمين بأن الديمقراطية الليبرالية تمنحهم كل الحرية التي يحتاجونها لممارسة عقيدتهم، لذلك لا حاجة لاستمرار الحكم الإسلامي". وأضاف أكيول: "كلما فرضت دولة غربية قواعدها الثقافية الخاصة على المسلمين، يصبح الفوز أكثر صعوبة".

كيف يمكن وضع حدود؟ أكّد جوناثان لورانس، وهو بروفيسور في كلية بوسطن التي تمثّل سلطة على الإسلام الأوروبي، أنه ينبغي التمييز دائما بين وضع قواعد اللباس بالنسبة لممثلي الدولة وبين المواطنين العاديين. قد يكون الأمر معقولا وأحيانا غير منطقي بالنسبة لحكومة تملي قواعدها الخاصة لفرض لباس الموظفين الحكوميين. ولكن، هذا الأمر مطروح بالتأكيد في دولة ليبرالية. لذلك، يبدو أن حظر ملابس السباحة، التي لا تسبب أي ضرر واضح، قرار ينم عن تعصّب. ومن المثير للقلق أن 42 بالمئة من الفرنسيين يؤيدون مثل هذا الحظر في حمامات السباحة.

من بين الأسباب التي تجعل المشكلة مربكة للغاية بالنسبة لكندا هي أن البلاد تنظر إلى نموذجين مختلفين وقديمين، ألا وهما النموذج الفرنسي والأنجلوسكسوني. في السابق، كان التوجه الديني لمقاطعة كيبك كاثوليكيا أكثر مقارنة بنظيرتها فرنسا، لكنها حاليا تتسابق لتقليد والتفوق على بلاد الغال في اعتناقها للعلمانية، ومن المحتمل أن تتخطى الحدود. وفي حال أرادت المعلمات المحجبات في كيبك الهجرة إلى المقاطعة المجاورة الناطقة باللغة الإنجليزية، أونتاريو، فسيكن بالتأكيد موضع ترحيب كبير.

بغض النظر عن المواقف المتضاربة التي يتخذها القضاة والسياسيون والزعماء الدينيون، هناك دائمًا أمل في أن يعتاد الناس الذين نشأوا في مجتمعات متنوعة على حقيقة أنه في هذه القضايا الحساسة، يمكن أن تكون الخيارات المختلفة شرعية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الحجاب، الخمار، فرنسا، الحشمة، التعري، محاربة الإسلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-07-2019   المصدر: ذي إيكونوميست / نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، رمضان حينوني، صفاء العربي، الناصر الرقيق، وائل بنجدو، أ.د. مصطفى رجب، محمد الياسين، نادية سعد، رشيد السيد أحمد، علي الكاش، أحمد الحباسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. عبد الآله المالكي، فهمي شراب، رافع القارصي، محمد اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، أحمد ملحم، سيد السباعي، فتحي الزغل، أبو سمية، ضحى عبد الرحمن، د - عادل رضا، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، مجدى داود، طلال قسومي، مصطفى منيغ، سعود السبعاني، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد محمد سليمان، خالد الجاف ، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، سامر أبو رمان ، حسن الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، منجي باكير، صفاء العراقي، محمود طرشوبي، مراد قميزة، محمد شمام ، يزيد بن الحسين، صباح الموسوي ، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد النعيمي، حسن عثمان، محمد الطرابلسي، د - الضاوي خوالدية، سلوى المغربي، عراق المطيري، الهادي المثلوثي، عبد الرزاق قيراط ، د- محمود علي عريقات، الهيثم زعفان، عمر غازي، عبد الله الفقير، محمود سلطان، د - محمد بن موسى الشريف ، المولدي الفرجاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عزيز العرباوي، محمد عمر غرس الله، د. أحمد بشير، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، خبَّاب بن مروان الحمد، عمار غيلوفي، د - صالح المازقي، د - محمد بنيعيش، عبد الله زيدان، كريم السليتي، د - مصطفى فهمي، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، د- محمد رحال، أنس الشابي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بوادي، رافد العزاوي، د- هاني ابوالفتوح، عواطف منصور، رحاب اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، سامح لطف الله، العادل السمعلي، محمد العيادي، د. طارق عبد الحليم، حاتم الصولي، إيمى الأشقر، صالح النعامي ، صلاح المختار، صلاح الحريري، حميدة الطيلوش، كريم فارق، محمود فاروق سيد شعبان، محمد يحي، فتحي العابد، تونسي، سلام الشماع، ماهر عدنان قنديل، يحيي البوليني، إسراء أبو رمان، رضا الدبّابي، فتحـي قاره بيبـان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة