البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

كلمة العدد (54) من مجلة "ذوات"

كاتب المقال سعيدة شريف - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2056


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تعد "الطائفية" من أشد المعضلات التي استشرت في المجتمعات العربية الإسلامية خلال السنوات الأخيرة، بسبب الصراعات العرقية والإثنية المتزايدة، وبسبب المصالح السياسية المتضاربة لمجموعة من الأطراف والجهات، التي تعطي لهذه النزاعات الطائفية لبوسا دينيا، حتى تبلغ أهدافها السياسية وطموحاتها في السلطة والانتشار، كما تعتبر "الطائفية" لدى باحثي العلوم السياسية أحد أبرز مؤشرات عدم الاستقرار في الدول.

يندرج مفهوم "الطائفية" ضمن مفاهيم علم الاجتماع عامة، وعلم الاجتماع السياسي خاصة، ويقصد به التعصب لطائفة معينة ومحاباتها على حساب بقية الطوائف، وقد يحيل أيضا إلى التنوع في المعتقدات والممارسات الدينية، و"الطائفية" كما يقول الدكتور طه جابر العلواني: "مفهوم مشتق من جذر متحرك، فهو مأخوذ من (طاف، يطوف، طواف، فهو طائف)، فالبناء اللفظي يحمل معنى تحرك الجزء من الكل دون أن ينفصل عنه، بل يتحرك في إطاره وربما لصالحه لقوله تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)".

يثير مصطلح "الطائفية" عدة قضايا؛ فالسياق الدلالي الذي احتضن هذا المصطلح في الثقافة العربية مختلف عن نظيره الغربي؛ ففي اللغة العربية لا توجد لمصطلح "طائفة" أية حمولة سلبية، فهو يعني الجماعة أو العصبة أو الفرقة من الناس، عكس الثقافة الغربية التي يحيل فيها مصطلح SECTARISME بالفرنسية على التبعية، وهو معنى سلبي يستعمل للتنديد بمواقف لا تقبلها الحضارة الإنسانية، وهو المعنى الذي أصبح للأسف يغلب على استعمال مصطلح "الطائفية" في الأدبيات العربية، خاصة بعد ثورات "الربيع العربي"، وتلبس الطائفي بالديني والإثني والسياسي، خاصة بعد الصراعات والحروب والتطاحنات التي شهدتها العراق وسوريا ومجموعة من البلدان العربية التي عانت وما تزال من تعصب الحركات الإسلامية المتشددة، ومن توجهاتها التي تتعارض مع الدولة المدنية وحقوق الإنسان والديمقراطية.

الطائفية ظاهرة معقدة تتداخل فيها العديد من الأطراف، فهي تعبير صارخ عن الهدر الوطني، وشرخ مقومات استقراره، وتفسخ بناه المجتمعية، ومهما اختلفت المقاربات في تناول هذا الموضوع وتنوعت رؤى أصحابها، فإنها تجمع على أن الخطاب الطائفي خطاب تعصب بامتياز، قد يتعداه إلى الغلو الذي لا رجعة فيه، والذي يصل إلى إقصاء الآخرين، وهي بهذا نتاج للعصر الحديث وتداعياته السياسية والفكرية والدينية، ولا نخفي سرّا إن قلنا إن "الطائفية المذهبية" هي أخطر أنواع الطائفية، لأنها تقوم على تراكمات ترتبط بالسياسة والقبيلة، وتأخذ طابع القداسة، وتجعل صراعاتها مع الطوائف الأخرى صراعا عقديا مصيريا.

وفي محاولة لاستقصاء أبعاد الظاهرة الطائفية، وتفكيك مصطلحاتها وبُناها المعرفية وحدود ممارساتها في الواقع العربي المثقل بحمولات مدمرة بالنظر إلى الحالة التي وصل إليها الوضع في عدد من الدول التي فعلت فيها الطائفية أفاعيل الحروب والأزمات والدمار، خصصت مجلة "ذوات" ملف عددها (54) لموضوع "الطّائفية.. من الديني إلى السياسي" الطائفية، باعتبار عاملي الدين والسياسة هما العنصران الأكثر إسهاما في خلق المجال العام للطائفية، كي تنشأ وتنمو في مجتمعات مصابة بالجشع السياسي أو الطموح الديني المضلِّل. ويتضمن الملف، الذي أعده الباحث والكاتب الأردني مروان العياصرة، أربع مساهمات بحثية لباحثين عرب، تختلف زاوية النظر بينهم إلى الظاهرة الطائفية، تبعاً لمحددات علمية، وأحيانا لمحددات متصلة بالمكان الذي يتم دراسة الظاهرة في سياقة السياسي والديني، الأولى مساهمة الباحث الأردني الدكتور جمال الشلبي، بعنوان "تحولات الطائفية في العالم العربي من العقيدة الدينية إلى التجاذبات الدولية"، والثانية للباحث السوداني جهاد حسين بعنوان "حزب الله والعنف الطائفي المقدس، مقدمة حول العنف الديني"، والثالثة للباحث والكاتب السوري نبيل علي صالح تحت عنوان "المسألة الطائفية في الاجتماع الديني والسياسي العربي: مقاربة في البنية والمآلات العملية"، ثم المساهمة الرابعة للباحث والأكاديمي العراقي الدكتور إحسان محمد التميمي، بعنوان "الطائفية السياسية والعنف في العراق: قراءة وصفية". أما حوار الملف، فهو مع الباحث المصري الدكتور عمار علي حسن، الذي قال إن أفضل طريقة للولوج إلى الحديث حول الطائفية هي ردّها إلى أولياتها في التاريخ، من خلال طرح أسئلة: كيف نشأت؟ ولماذا انطلقت؟ وما هي الأفكار الأساسية الحاكمة لها؟ ومن هم الرجال الذي عملوا على تعميقها في الواقع المعيش؟ وما مستوى تأثير أفكارهم القديمة على اللاحقين من أتباع الطائفة؟، باعتبارها أسئلة مفتاحية لفهم هذه الظاهرة المتنامية، معتبرا أن النشأة النظرية للطائفية بدأت حين انزلق التعدد في الآراء والاتجاهات والتصورات الاعتقادية أو الدينية إلى تعصب أعمى.

وبالإضافة إلى الملف، يتضمن العدد (54) من مجلة "ذوات" أبوابا أخرى، منها باب "رأي ذوات"، ويضم ثلاثة مقالات: "كيف تراجع العقل الفقهي؟" للباحث اليمني عبد الله القيسي، و"الرّواية المحرمة وسوسيولوجيا التلقي" للكاتبة والباحثة المصرية د. مروة مختار، و"الحجاب وعقدة الذّكورة المتضخمة" للكاتب السوري رسلان عامر؛ ويشتمل باب "ثقافة وفنون" على مقالين: الأول للناقد والكاتب المغربي د. بوزيد الغلى بعنوان "قيم البداوة في مواجهة التغير الاجتماعي في رواية "إمارة البئر" لمحمد سالم الشرقاوي"، والثاني للباحث اليمني محمد فائد البكري، بعنوان "التعبير بالمرأة في مجموعة "نصف امرأة مؤقتا"".

ويقدم باب "حوار ذوات"، لقاء مع المخرج المغربي محمد الشريف الطريبق، المخرج الذي أثار الانتباه إلى موهبته وعمق رؤيته الفنية والفكرية منذ أفلامه القصيرة الأولى، وفي فيلميه الطويلين، وهي أعمال تضافر فيها إتقان اللغة السينمائية مع مرجعية قوية صقلها عبر تنشئته كمشاهد عاشق للسينما. الحوار من إنجاز الإعلامي المغربي نزار الفراوي. أما "بورتريه ذوات" لهذا العدد، فقد خصصناه لعالم الاجتماع العراقي الراحل الدكتور علي الوردي، الذي كان من الأوائل الذيم تنبهوا لخطر الطائفية، وخصصوا لها كتابات متميزة. البورتريه تحت عنوان "الطّائفية بعيون علي الوردي: جمر يرقدُ تحت رماد الإنكار" بقلم الباحث الأردني نادر رزق.

وفي باب "سؤال ذوات"، يستقرئ الكاتب والإعلامي الأردني مروان البطوش، آراء مجموعة من الكتاب والباحثين العرب حول موضوع الملف، من خلال سؤال: هل يمكن القضاء على الطائفية التي اجتاحت المجتمعات العربية والإسلامية؟، وفي "باب تربية وتعليم" يتناول الباحث التربوي التونسي الدكتور مصدق الجليدي موضوع "الأحقاب المعاصرة للتربية الحديثة، من بناء المعنى إلى الانعطاف الإستيتيقي"، فيما يقدم الباحث المغربي عبد الرحيم رجراحي، قراءة في كتاب "نقد المفاهيم" لعبد الله العروي، وذلك في باب كتب، والذي يتضمن أيضاً تقديماً لبعض الإصدارات الجديدة لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، إضافة إلى لغة الأرقام، المخصصة لأحدث تقرير للبنك الدولي حول "المرأة، أنشطة الأعمال والقانون 2019: عقد من الإصلاحات"، والذي يؤكد أن النساء عبر العالم لا يحصلن سوى على ثلاثة أرباع ما يتمتع به الرجال من حقوق قانونية على مستوى العالم، وهو ما يعوق قدرة النساء على الحصول على فرص عمل أو إنشاء الأعمال، واتخاذ قرارات اقتصادية، تصب في مصلحتهن ومصلحة عائلاتهن.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مجلة "ذوات"، الطائفية، مجلات فكرية، مجلات ثقافية، المغرب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-04-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
العادل السمعلي، أنس الشابي، سامر أبو رمان ، سامح لطف الله، محمد الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، ضحى عبد الرحمن، محمد شمام ، حاتم الصولي، أحمد بوادي، أحمد ملحم، الناصر الرقيق، د - الضاوي خوالدية، أحمد النعيمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم السليتي، عواطف منصور، د. طارق عبد الحليم، د- جابر قميحة، يحيي البوليني، إياد محمود حسين ، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، حميدة الطيلوش، د - عادل رضا، سعود السبعاني، مجدى داود، عمار غيلوفي، مراد قميزة، د. صلاح عودة الله ، سفيان عبد الكافي، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، د.محمد فتحي عبد العال، منجي باكير، الهادي المثلوثي، عراق المطيري، محمود سلطان، عبد الرزاق قيراط ، علي الكاش، د. عبد الآله المالكي، أبو سمية، مصطفي زهران، فوزي مسعود ، أ.د. مصطفى رجب، إسراء أبو رمان، محمد العيادي، د - صالح المازقي، حسن عثمان، فهمي شراب، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الله زيدان، د. خالد الطراولي ، د- محمد رحال، وائل بنجدو، محمود طرشوبي، أحمد الحباسي، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، عبد الله الفقير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ماهر عدنان قنديل، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي عبد العال، عمر غازي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سيد السباعي، رافد العزاوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صفاء العراقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ياسين أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الياسين، جاسم الرصيف، صباح الموسوي ، د- محمود علي عريقات، سلام الشماع، محمد أحمد عزوز، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، تونسي، طلال قسومي، د - محمد بنيعيش، سلوى المغربي، إيمى الأشقر، د - شاكر الحوكي ، كريم فارق، رضا الدبّابي، عبد الغني مزوز، يزيد بن الحسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، نادية سعد، صفاء العربي، عزيز العرباوي، محمد يحي، سليمان أحمد أبو ستة، رافع القارصي، د - مصطفى فهمي، صالح النعامي ، صلاح الحريري، فتحي العابد، د. أحمد محمد سليمان، خالد الجاف ، رمضان حينوني، حسن الطرابلسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي الفرجاني، صلاح المختار، د. أحمد بشير، محمود فاروق سيد شعبان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة