البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الإنحدار الفني في تونس

كاتب المقال عائشة الغربي - تونس   
 المشاهدات: 2537



يبدو أن مفهوم الرداءة اليوم، تجزأ وأضحى منقسما بين رداءة نوعية وأخرى دنيا، حتى أننا نحسبها درجات وأحيانا تتجاوز الجانب الواقعي والمتخيل معا، وكأنّ الرداءة بحدّ ذاتها تحولت إلى مرتبة علوية في سلم الحضيض.

ولعل الفضاء التونسي أحد النماذج العربية الذي عانق فيه الفنّ اليوميّ، و الكسل الإبداعي، وطلّق الجانب القيميّ والبعد الإنساني للمعاني، أمام موجة “البطية، وتوري نوري…”.

وتحسب هذه الفئات التي انتشلت من فضاءاتها الأصلية في “الكاباريه والحانات” إلى السوشيل ميديا ووسائل الإعلام الجماهيري لتمارس عنفها الرمزي على الجمهور، على حد عبارة الفيلسوف الفرنسي بيار بورديو.

وإذ يشفع غياب القواعد التي تنظم الميديا الاجتماعية على غرار موقع فايسبوك، فإن الميديا التقليدية تقوم على أسس قانونية وأخلاقية، مما يجعلها أمام مسؤولية اجتماعية مع جمهورها.

تفرض هذه المسؤولية على الإعلام قواعد تلتزم بها تجاه المجتمع على مستوى المضامين والمهنية والموضوعية وتجنب العنف والإثارة.

وقد ذكر، الصادق الحمامي المختص في الميديا الجديدة، أنّ الميديا الاجتماعية تقوم على مركزية الفرد وهي وفق تعبيره ” منظومات فردنة تسمح للمغمورين أن يتجلّوا في الفضاء العام وأن يحظوا بالظهور”.

وأدى هذا التمثّل لبعض الوجوه التي فرضت نفسها في الفضاء التونسي، ظهور فقاعات فنية على غرار “نرمين صفر” التي ظهرت يوم عيد الجمهورية التونسية في مقطع فيديو بملابسها الداخلية حاملة العلم التونسي.

واعتبر نشطاء على موقع فايسبوك أنّ رفعها للراية التونسية مستفز، فيما دعا البعض الآخر إلى مقاضاتها بتهمة انتهاك العلم التونسي.

ويوجد أمثلة أخرى عديدة في الساحة التونسية ممن ساهموا في انحدار المستوى الفني على غرار نجلاء التونسية بعد طردها من مصر بسبب إيحاءات جنسية في إحدى أغانيها المصورة، و”أساور” المتهمة باستهلاك مواد مخدرة ووجهت لها أحكام سجنية بسبب تزوير وثائق أو “مصطفى الدلاجي” صاحب أغنية “لا يخبش لا يدبش”.

في المقابل، اعتذرت الممثلة التونسية “عزيزة بولبيار” للجمهور بعد استيائه من حضورها في دور الأم في كليب “هي اطيح وأنا نطلعها” ل”ـهيكل علي”.

وقالت إنّها تتبرأ من ظهورها بعد أن تمّت مغالطتها من قبل صاحب الأغنية، مؤكدة أنها لم تتحصل على مقابل ماديّ.

فيما يعترف جلّ المحسوبين على الساحة الفنية أن ما يقومون به لغاية تجارية بالأساس، ولا يسعون إلا لجني المال غير معنيين بتقديم أعمال تحتوي على أي قيمة فنية تذكر.

ويحيلنا ذلك إلى رأي الكاتب الإيطالي امبرتو إيكو، الذي قال إن الميديا الاجتماعية “أتاحت حق التعبير إلى جموع من الحمقى كانوا يتحدثون في الحانة بعد أن احتسوا كأس نبيذ دون أن ينزعج منهم أحد لأنهم كانوا يصمتون كلما طلب منهم ذلك. أما الآن فإنهم متساوون في حق التعبير مع من تحصل على جائزة نوبل، إنه غزو الحمقى”.

ويتنزّل هذا الغزو عربيا وفي تونس على وجه الخصوص، في ظل سياق اجتماعي وسياسي وثقافيّ متأزم، فقدت فيه الذائقة الفنية.

وقد أكدت الفنانة جاهدة وهبة لميم في هذا الصدد، أنّ هناك هجوما عنيفا من قبل شركات تسعى أكثر إلى الاستهلاك وتسليع الفن وتتحكم في الذوق العام وما يقدم على مستوى المهرجانات، ويتحكمون في الصورة المشهدية عبر الفضائيات.

ودعت وسائل الإعلام “إلى حماية الثقافة وبالتالي حماية المجتمعات من خطر الإصابة بعمى الألوان الفنية الهابطة والمبتذلة”.

-----------
تم التصرف في العنوان الأصلي للمقال
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإعلام، الرداءة، الفن،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-07-2018   المصدر: ميم

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مجدى داود، أحمد الحباسي، عراق المطيري، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحي العابد، د. خالد الطراولي ، د.محمد فتحي عبد العال، تونسي، كريم السليتي، أحمد بوادي، صباح الموسوي ، أشرف إبراهيم حجاج، الهيثم زعفان، د- محمود علي عريقات، حاتم الصولي، فهمي شراب، د- جابر قميحة، محمد أحمد عزوز، سلام الشماع، إيمى الأشقر، فتحـي قاره بيبـان، يحيي البوليني، المولدي الفرجاني، محرر "بوابتي"، د - صالح المازقي، سامح لطف الله، مراد قميزة، د - شاكر الحوكي ، وائل بنجدو، د. صلاح عودة الله ، سيد السباعي، د - المنجي الكعبي، فوزي مسعود ، صلاح الحريري، العادل السمعلي، د. طارق عبد الحليم، أحمد النعيمي، عزيز العرباوي، رمضان حينوني، أ.د. مصطفى رجب، علي الكاش، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد بشير، محمود طرشوبي، محمد الياسين، منجي باكير، ماهر عدنان قنديل، د. مصطفى يوسف اللداوي، سعود السبعاني، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن عثمان، عبد الله الفقير، د- هاني ابوالفتوح، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، د - مصطفى فهمي، أحمد ملحم، سفيان عبد الكافي، د. أحمد محمد سليمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامر أبو رمان ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد يحي، د. عبد الآله المالكي، صفاء العربي، سلوى المغربي، محمد العيادي، إياد محمود حسين ، حسن الطرابلسي، محمد الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي عبد العال، الهادي المثلوثي، د - عادل رضا، جاسم الرصيف، فتحي الزغل، حميدة الطيلوش، محمود سلطان، صلاح المختار، عواطف منصور، محمد شمام ، عبد الغني مزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم فارق، محمد عمر غرس الله، أبو سمية، ضحى عبد الرحمن، ياسين أحمد، د - محمد بنيعيش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خالد الجاف ، عمر غازي، يزيد بن الحسين، رشيد السيد أحمد، د- محمد رحال، الناصر الرقيق، مصطفي زهران، رضا الدبّابي، نادية سعد، رافد العزاوي، مصطفى منيغ، د - الضاوي خوالدية، د. عادل محمد عايش الأسطل، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، طلال قسومي، إسراء أبو رمان، عبد الله زيدان، صفاء العراقي، سليمان أحمد أبو ستة، أنس الشابي، عبد الرزاق قيراط ، عمار غيلوفي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة