البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

كيف نجح تنظيم الدولة في ترتيب صفوفه واستئناف هجماته في ليبيا؟

كاتب المقال شمس الدين النقاز - تونس   
 المشاهدات: 2453



بعد غياب طويل، أعلن الفرع الليبي لتنظيم الدولة الإسلامية عن نفسه من جديد، لكن هذه المرة، ليس من عاصمته سرت، التي خسرها لصالح قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الليبية أواسط شهر ديسمبر الماضي، بل من على خطوط المواجهة مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

إعادة الإعلان جاءت هذه المرة عن طريق إصدار مرئي للمكتب الإعلامي لـ"ولاية برقة" بعنوان "فما وهنوا لما أصابهم"، أراد تنظيم الدولة من خلاله لملمة جراحه وطمأنة أنصاره وتوجيه رسالة لخلاياه المنتشرة في أماكن متفرقة من الأراضي الليبية مفادها "إننا عائدون وللأسرى محررون وللمدن فاتحون".

الإصدار الجديد وعلى غرار الإصدارات السابقة، كان دعويًا بالأساس رغم احتوائه على مشاهد لعمليات قتالية دارت الشهر الماضي، فالبداية كانت بإظهار حواجز أقامها مقاتلو التنظيم للتثبت من هويات أصحاب السيارات في إحدى المناطق النائية، أعقب ذلك نشر مقطع لصلاة عيد الأضحى بمسجد ذات الصواري في منطقة التسعين شرق مدينة سرت.

بعد ذلك، أظهر الفيديو الجديد مقاطع توثق عمليات قتالية ضد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر أبرزها هجوم على بوابة منطقة الفقهاء جنوب البلاد، بالإضافة لعملية انتحارية نفذها المكنى "أبو فرج الأنصاري" على حاجز تفتيش بمدخل منطقة النوفلية في شهر أغسطس/ آب الماضي.

في سياق منفصل عن العمليات القتالية، كشف إصدار تنظيم الدولة الإسلامية عن طريقة العيش الجديدة لمقاتليه في الصحراء والوديان صعبة التضاريس تزامنًا مع وجود أسلحتهم وسياراتهم، في تحد لطائرات حكومة شرق ليبيا التي عجزت عن القضاء على مسلحي التنظيم الذين يتجولون بحرية بين منطقتي هراوة والتسعين.

الفيديو الجديد لـ"ولاية برقة" ليس الوحيد الذي أعلن فيه تنظيم الدولة استئناف الحرب من جديد، فأواخر شهر أغسطس الماضي، نشرت وكالة أعماق الإخبارية فيديو يظهر إقامة مسلحي التنظيم لحواجز على الطريق الرابط بين منطقتي الجفرة الواقعة جنوب سرت وبوقرين، كما عرض الفيديو عناصر ملثمة تستوقف سيارات المواطنين وتدقق هوياتهم الشخصية بحثًا عن "جواسيس".

في الفيديو، أعلن التنظيم أيضًا اختطاف مواطنين ليبيين هما "الصغير مصباح الماجري" نائب رئيس مفوضية الانتخابات، و"محمد أبو بكر" أحد قادة حرس المنشآت النفطية بفرع أوباري، والذي أظهرت صوره المعروضة تعرضه للضرب والتعذيب، بعد اختطافه من قبل مجهولين في طرابلس قبل شهرين.

من نافلة القول التذكير هنا بأن التوزع الجغرافي لمقاتلي تنظيم الدولة الذي أعقب انحيازهم من مدينة سرت، لم يكن اعتباطيًا بل كان محكمًا ومستندًا على قراءة دقيقة لخريطة ليبيا الجديدة، حيث تعتبر المناطق التي ينتشر فيها المسلحون استراتيجية بفضل بعدها عن المركز واقترابها من قوات العدو في نفس الوقت.

وفق تقارير إعلامية واستخبارية، يتوزع مسلحو تنظيم الدولة داخل ليبيا على 5 مناطق، هي وادي زمزم واحة الكفرة والعوينات أو سردليس وسبها وأوباري، وهو ما مكنه من تشتيت انتباه خصميه الرئيسيين، فلا قوات اللواء خليفة حفتر نجحت في حصاره، ولا قوات البنيان المرصوص استطاعت ملاحقة المقاتلين المنسحبين من مدينة سرت.

صحيح أن هذا الانتشار الذي فرضته طبيعة المعركة لم يكن مَطمحًا لتنظيم الدولة الإسلامية الذي وقع الآلاف من مقاتليه وعائلاتهم قتلى وأسرى في حربهم ضد حفتر والسراج، بل كان مفروضًا عليه نظرًا لتغير تكتيكات الحرب وتحولها من كلاسيكية إلى معارك كر وفر قد تؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار الطرف المقابل مع طول المدة وارتفاع الخسائر.

ليس من السهل على تنظيم الدولة تعويض فشله الكبير في ليبيا بعد أن خسر مواقعه في مدن مهمة على غرار بنغازي ودرنة وسرت وصبراتة، لكن في نفس الوقت ليس صعبًا على الجهاديين استعادة بعض مما خسروه نتيجة تواصل الانقسامات السياسية في البلاد، وعجز قوات الشرق والغرب على حسم المعركة ضد عدو متحرك يصعب رصده.

إن الوضع الأمني في ليبيا غير مستتب، وتنظيم الدولة يراهن على تصاعد حدة الخلافات بين الأطراف السياسية المتنازعة، كما يمني النفس في أن تحدث مواجهات مسلحة بين الشرق والغرب حتى يستطيع التوغل في الداخل والتجنيد والتعبئة لكي ينجح في إعادة ترتيب صفوفه والأخذ بثأره من "هادمي الخلافة".

من المؤكد أن تنظيم الدولة الإسلامية يُعد العدة لاستئناف نشاطه القتالي في ليبيا، لكن بحذر شديد خاصة مع محدودية العنصر البشري الذي لا يتجاوز في أحسن الأحوال ألف مقاتل، فمعارك سرت لن تغادر مخيلة ساكني الصحراء، نظرًا لحجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها "جنود" و"رعية البغدادي" طيلة 6 أشهر من القتال.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ليبيا، الثورة الليبيبة، الثورة المضادة، الجماعات الجهادية، تنظيم الدولة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-09-2017   المصدر:نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد عمر غرس الله، رمضان حينوني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مراد قميزة، سلوى المغربي، وائل بنجدو، ضحى عبد الرحمن، صالح النعامي ، كريم فارق، خالد الجاف ، عزيز العرباوي، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، محمود طرشوبي، حاتم الصولي، د. عبد الآله المالكي، محمد الطرابلسي، د - عادل رضا، د. خالد الطراولي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. أحمد محمد سليمان، عواطف منصور، ياسين أحمد، عمر غازي، رشيد السيد أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود فاروق سيد شعبان، المولدي الفرجاني، فوزي مسعود ، علي عبد العال، سفيان عبد الكافي، إسراء أبو رمان، مجدى داود، صفاء العربي، العادل السمعلي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد أحمد عزوز، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بنيعيش، أحمد الحباسي، حميدة الطيلوش، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، فهمي شراب، سيد السباعي، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفي زهران، د. أحمد بشير، د - المنجي الكعبي، محمود سلطان، أحمد النعيمي، صفاء العراقي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد شمام ، سعود السبعاني، محرر "بوابتي"، د- هاني ابوالفتوح، د - شاكر الحوكي ، منجي باكير، نادية سعد، يحيي البوليني، أ.د. مصطفى رجب، محمد اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، ماهر عدنان قنديل، محمد العيادي، عبد الله زيدان، فتحـي قاره بيبـان، أبو سمية، صباح الموسوي ، إيمى الأشقر، عبد الرزاق قيراط ، د. صلاح عودة الله ، علي الكاش، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، صلاح المختار، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامح لطف الله، د- جابر قميحة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، خبَّاب بن مروان الحمد، د - الضاوي خوالدية، د - صالح المازقي، سلام الشماع، طلال قسومي، حسن الطرابلسي، عبد الغني مزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمد رحال، عراق المطيري، مصطفى منيغ، أنس الشابي، أحمد ملحم، محمد الياسين، الناصر الرقيق، كريم السليتي، يزيد بن الحسين، فتحي الزغل، د - مصطفى فهمي، حسن عثمان، صلاح الحريري، الهيثم زعفان، سامر أبو رمان ، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي العابد، رافد العزاوي، د- محمود علي عريقات، محمد يحي، رافع القارصي، د. كاظم عبد الحسين عباس ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة