البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

وزارة الثقافة التونسية.. الديمقراطية ذريعة للتطبيع

كاتب المقال العربي الجديد - تونس   
 المشاهدات: 3345


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من المستغرب أن يكون ردّ فعل وزارة الثقافة التونسية هو الحياد تجاه مشاركة الصهيوني الفرنسي من أصل تونسي ميشيل بوجناح في "مهرجان قرطاج"، الذي يجاهر ويفخر بأنه داعم للجيش الإسرائيلي ويصف نفسه بـ "الصهيوني" كلما سنحت الفرصة.

رغم واقعة التطبيع الصريح الذي لم نعهده سابقاً من قبل مؤسسات ثقافية تونسية، فاجأتنا وزارة الثقافة ببيانها الذي أصدرته أوّل أمس، وأعلنت فيه أنها "تلتزم بعدم التدخّل في المضامين والمحتويات التي يتفق حولها أعضاء الهيئات والجمعيات المديرة للتظاهرات والمهرجانات الدولية والوطنية والجهوية".

كانت حجّة الوزارة أفظع من خيارها البقاء على الحياد، فمما يعدّ تلاعباً بالكلمات والقرارات أن يربط البيان بشكل مباشر بين الحريات التي جاءت مع ثورة الياسمين في 2011 وبين حرية إدارة قرطاج في القرار بخصوص مشاركة بوجناح، وورد في البيان أن موقف الوزارة يأتي "تفعيلاً لمبادئ 17 ديسمبر 2010 / 14 يناير 2011 والتي نادت بالقطع مع أساليب الماضي وتغوّل الإدارة الثقافية في أخذ القرار وتفعيل الشراكة مع الشخصيات الثقافية والمجتمع المدني في إدارة مثل هذه التظاهرات".

تحدّث البيان أيضاً عن "تفعيل الديمقراطية التشاركية والحرص على إشراك الكفاءات والمجتمع المدني في اتخاذ القرار وصنعه مركزياً وجهوياً". وكأن قرار التطبيع مع "إسرائيل" وداعميها من عدمه بات شأناً شخصياً بعد 2011، تقرّر بخصوصه كل جهة كما تشاء، تحت شعار الديمقراطية التشاركية!

إذا كان الحال هكذا، فلن يكون مستغرباً إذن أن تفتح أي جهة كانت الباب على مصراعيه لأي صهيوني فاشي بحجة أن الحريات التي جاءت بها الثورة تسمح بهكذا.

وكان الأسبوع الماضي قد شهد رسائل وبيانات من جهات عدّة رافضة لمشاركة بوجناح، من بينها رسالة "حملة مقاطعة إسرئيل" في تونس التي وُجهت إلى الوزارة وإدارة المهرجان، تدعوهما إلى أخذ موقف من التطبيع وإلغاء الحفل.

كما وجّه "الاتحاد العام التونسي للشغل" دعوة مماثلة طالب فيها بـ "إلغاء عرض الكوميدي ميشيل بوجناح على مسرح قرطاج الأثري ومن كل المسارح التونسية لمواقفه الصهيونية ولمناصرته لكيان عنصري فاشي ووقوفه إلى جانب السفاح شارون وقيادته مظاهرات داعمة فضلاً عن تهافته الفني وخواء المضامين التي يقدمها".

بدوره أصدر أحزاب سياسية بيانات أكدت أنه "لا يمكن أن تشفع له أصوله التونسية ولا ديانته اليهودية للتغطية أو التستّر عن ميولاته الداعمة لجيش الاحتلال وجرائمه في حق العزّل من أبناء الشعب الفلسطيني".

الوزارة لم تنس أن تختتم بيانها بأن "مناصرة القضية الفلسطينية تعدّ من ثوابت السياسات التونسية بما فيها الثقافية ولم تدخر أي جهد لمزيد من دعم التعاون الثنائي بين تونس وفلسطين والتأكيد على حضور المثقفين والمبدعين الفلسطينيين للمشاركة في أغلب التظاهرات التي تنظّمها الوزارة"، وكأن حضور المثقّف الفلسطيني هو الرد الموازي على حضور الكوميدي الصهيوني!

من المستغرب أن يكون ردّ فعل وزارة الثقافة التونسية هو الحياد تجاه مشاركة الصهيوني الفرنسي من أصل تونسي ميشيل بوجناح في "مهرجان قرطاج"، الذي يجاهر ويفخر بأنه داعم للجيش الإسرائيلي ويصف نفسه بـ "الصهيوني" كلما سنحت الفرصة. رغم واقعة التطبيع الصريح الذي لم نعهده سابقاً من قبل مؤسسات ثقافية تونسية، فاجأتنا وزارة الثقافة ببيانها الذي أصدرته أوّل أمس، وأعلنت فيه أنها "تلتزم بعدم التدخّل في المضامين والمحتويات التي يتفق حولها أعضاء الهيئات والجمعيات المديرة للتظاهرات والمهرجانات الدولية والوطنية والجهوية". كانت حجّة الوزارة أفظع من خيارها البقاء على الحياد، فمما يعدّ تلاعباً بالكلمات والقرارات أن يربط البيان بشكل مباشر بين الحريات التي جاءت مع ثورة الياسمين في 2011 وبين حرية إدارة قرطاج في القرار بخصوص مشاركة بوجناح، وورد في البيان أن موقف الوزارة يأتي "تفعيلاً لمبادئ 17 ديسمبر 2010 / 14 يناير 2011 والتي نادت بالقطع مع أساليب الماضي وتغوّل الإدارة الثقافية في أخذ القرار وتفعيل الشراكة مع الشخصيات الثقافية والمجتمع المدني في إدارة مثل هذه التظاهرات". تحدّث البيان أيضاً عن "تفعيل الديمقراطية التشاركية والحرص على إشراك الكفاءات والمجتمع المدني في اتخاذ القرار وصنعه مركزياً وجهوياً". وكأن قرار التطبيع مع "إسرائيل" وداعميها من عدمه بات شأناً شخصياً بعد 2011، تقرّر بخصوصه كل جهة كما تشاء، تحت شعار الديمقراطية التشاركية! إذا كان الحال هكذا، فلن يكون مستغرباً إذن أن تفتح أي جهة كانت الباب على مصراعيه لأي صهيوني فاشي بحجة أن الحريات التي جاءت بها الثورة تسمح بهكذا. وكان الأسبوع الماضي قد شهد رسائل وبيانات من جهات عدّة رافضة لمشاركة بوجناح، من بينها رسالة "حملة مقاطعة إسرئيل" في تونس التي وُجهت إلى الوزارة وإدارة المهرجان، تدعوهما إلى أخذ موقف من التطبيع وإلغاء الحفل. كما وجّه "الاتحاد العام التونسي للشغل" دعوة مماثلة طالب فيها بـ "إلغاء عرض الكوميدي ميشيل بوجناح على مسرح قرطاج الأثري ومن كل المسارح التونسية لمواقفه الصهيونية ولمناصرته لكيان عنصري فاشي ووقوفه إلى جانب السفاح شارون وقيادته مظاهرات داعمة فضلاً عن تهافته الفني وخواء المضامين التي يقدمها". بدوره أصدر أحزاب سياسية بيانات أكدت أنه "لا يمكن أن تشفع له أصوله التونسية ولا ديانته اليهودية للتغطية أو التستّر عن ميولاته الداعمة لجيش الاحتلال وجرائمه في حق العزّل من أبناء الشعب الفلسطيني". الوزارة لم تنس أن تختتم بيانها بأن "مناصرة القضية الفلسطينية تعدّ من ثوابت السياسات التونسية بما فيها الثقافية ولم تدخر أي جهد لمزيد من دعم التعاون الثنائي بين تونس وفلسطين والتأكيد على حضور المثقفين والمبدعين الفلسطينيين للمشاركة في أغلب التظاهرات التي تنظّمها الوزارة"، وكأن حضور المثقّف الفلسطيني هو الرد الموازي على حضور الكوميدي الصهيوني!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، التطبيع، إسرائيل، مهرجان قرطاج، بوجناح، بقايا فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-07-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عواطف منصور، فوزي مسعود ، د - عادل رضا، مراد قميزة، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي الزغل، أحمد بوادي، يزيد بن الحسين، محمد عمر غرس الله، عبد الرزاق قيراط ، رافد العزاوي، نادية سعد، سيد السباعي، د - مصطفى فهمي، كريم فارق، سفيان عبد الكافي، حسن عثمان، صباح الموسوي ، ماهر عدنان قنديل، د- هاني ابوالفتوح، محمود فاروق سيد شعبان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سعود السبعاني، أحمد الحباسي، صالح النعامي ، رمضان حينوني، د. خالد الطراولي ، حاتم الصولي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمار غيلوفي، ياسين أحمد، محمد الطرابلسي، عبد الله زيدان، د. عبد الآله المالكي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، إسراء أبو رمان، حسن الطرابلسي، أشرف إبراهيم حجاج، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الله الفقير، مجدى داود، أبو سمية، د- جابر قميحة، إيمى الأشقر، ضحى عبد الرحمن، محمود طرشوبي، حميدة الطيلوش، رافع القارصي، د. صلاح عودة الله ، خالد الجاف ، محمد أحمد عزوز، صلاح المختار، سلام الشماع، طلال قسومي، الهادي المثلوثي، منجي باكير، فتحـي قاره بيبـان، الهيثم زعفان، سامح لطف الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي الكاش، محمد شمام ، د - الضاوي خوالدية، محرر "بوابتي"، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، سامر أبو رمان ، محمود سلطان، سليمان أحمد أبو ستة، علي عبد العال، مصطفى منيغ، أحمد ملحم، عزيز العرباوي، المولدي الفرجاني، إياد محمود حسين ، أحمد النعيمي، تونسي، عبد الغني مزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، مصطفي زهران، د- محمد رحال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د.محمد فتحي عبد العال، د - المنجي الكعبي، عراق المطيري، أ.د. مصطفى رجب، جاسم الرصيف، د - صالح المازقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد الياسين، عمر غازي، د. أحمد بشير، سلوى المغربي، يحيي البوليني، محمد يحي، وائل بنجدو، صفاء العراقي، د. طارق عبد الحليم، رضا الدبّابي، فتحي العابد، محمد العيادي، العادل السمعلي، أنس الشابي، صلاح الحريري، صفاء العربي، كريم السليتي، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، رشيد السيد أحمد، د - شاكر الحوكي ، فهمي شراب،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة