البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

كشف المستور في فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي 3/3

كاتب المقال علي الكاش - العراق / النرويج    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3856


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


((شكرا سيدي الإمام الجليل آية الله الخميني فقد أوصلتني إلى مكانة وشهرة لم أكن احلم بهما في يوم من الأيام، لك الفضل الأول والأخير بهما، وأنا مدين لك طوال عمري)). المحب لك دائما وأبدا - سلمان رشدي

6. سلمان رشدي ومبدأ خالف تعرف

رشدي يأخذ بمبدأ خالف تعرف، ففي روايته (أطفال في منتصف الطريق) انتقد العادات والتقاليد في الهند بطريقة بليدة وجارحة لشعبه. وصب جام غضبه على انديرا غاندي رئيسة وزراء الهند حينذاك بسبب خطتها لتنظيم النسل في البلاد. فأقامت عليه دعوى قضائية وكسبتها. وبسسب تهجمه على بلده والاسلام ـ لا غيره ـ منحته بريطانيا العجوز جائزة بوكر وقد اعتذر رشدي لأنديرا غاندي ولشعبه عما لحق بهما من ضرر فصرح لاحقا’ إن الهند أصبحت دولة كالصين، دولة شمولية’. كما تضامن رشدي مع الغرب في حملته الظالمة على الحجاب فقد جاء في رواية آيات شيطانية’ جاءت الأنباء بأن مومسات الحجاب اتخذت كل واحدة منهن اسم زوجة من أزواج (ماهوند) مما زاد من شبق ذكور المدينة’. ويقصد زوجات النبي (ص).

من ثم إعتذر في نهاية عام1999 للمسلمين عما سببه من أذى لمشاعرهم بحجة قلة معرفته بالتأريخ الإسلامي وكان عذره سخيفا فمن جهة أن تخصصه الجامعي في التأريخ الاسلامي ينفي جهله التام كما ذكر ومن جهة أخرى يلاحظ في الرواية تفاصيل مهمة ودقيقة عن حديث الغرانيق وصلح الحديبية ومصرح حمزة، وتفاصيل عن أمهات المؤمنين ومسائل أخرى مما يدحض عذره ويسفه إعتذاره، بالطبع إن صح إعتذاره.

ولو إفترضنا جدلا جهله بالإسلام فما عذره بأن يسبغ أسماء امهات المسلمين على بغايا وبنفس العدد والمواصفات ولاسيما خديجة وعائشة؟ وهل جاء الإسلام ‘ لتنظيم الفساء وطرق ممارسة الجنس’ كما ورد في روايته؟ أم كان أفضل نظام وشمولية لتنظيم الحياة البشرية والعلاقات الإجتماعية بإعتراف أبرز كتاب الغرب ممن لا يصلح ان يكون رشدا نعالا بأقدامهم؟

هذا ليس رأينا كسلمين فحسب بل رأي من يفوقون رشدي علم ومعرفة وشهرة مثل كارل ماركس وليو تلستوي وبرناد شو وتوماس كارليل ولامارتين صاحب المقولة الشهيرة’ إن الإسلام هو المسيحية المطهرة’. وكارين أرمسترونج القائل’ وجدت النبي محمد شخصية مثالية ولديه دروس مهمة ليست فقط للمسلمين، وإنما للعالم كله’.

ذكر الشاعر الفرنسي لامارتين’ إن حياة مثل حياة محمد وقوة كقوة تأمله وتفكيره وجهاده ووثبته على خرافات أمته وجاهلية شعبه، وشدة بأسه في لقاء ما لقيه من عبدة الأوثان، وإيمانه بالظفر، وإعلاء كلمته ورباطة جأشه لتثبيت أركان العقيدة الإسلامية، كل ذلك يدل على أنه لم يضمر خداعا أو العيش على باطل، إنه فيلسوف وخطيب ورسول ومشرع وهادي الإنسان الى العقل، وناشر العقائد المعقولة الموافقة للذهن واللب، ومؤسس دين لا فريه فيه، ولا صور ولا رقيات، ومنشيء عشرين دولة على الأرض، وفاتح دولة روحية في السماء، تمتليء بها الأفئدة’. (المستشرقون والإسلام/272).

كما ذكر ويل ديوارنت’ إذا حكمنا على العظمة، بما كان لعظيم من أثر في الناس، قلنا ان محمدا كان من أعظم عظماء التأريخ، فقد تولى مسؤولية رفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في مهمته نجاحا لم يدانيه فيه أي مصلح في التأريخ كله. إستطاع في جيل واحد ان ينشيء دولة عظيمة’. (قصة الحضارة2/4/6).

7. مخلفات الخميني ورشدي

كانت الضجة الجديدة التي إفتعلها حملة مشاعل الديقراطية والتعايش السلمي. وسقوط أحد هذه المشاعل على طاولة مفاوضات حوار الأديان وحرقها بالكامل، من خلال إنتاج فيلم سينمائي ضخم بعنوان(براءة المسلمين) يسيء لشخصية النبي محمد(ص) ويظهره كشخص مغرم بالنساء ويستغل الأطفال جنسيا، ويسيء كذلك للمسلمين عامة، حيث يشبه الإسلام بمرض السرطان الذي لا حلٌ له سوى الإستئصال. وقد بدأ الهجوم الجديد بعد الهدنة التي تلت حروب رسوم الكريكاتير المسيئة. وقد أثار الفيلم الحمية والغيرة على الدين في ليبيا وإنتقل إلى بقية الدول العربية مسدلا الستار على مسرحية حوار الأديان.

الفيلم المسيء كان من تأليف وإخراج الصهيوني( سام باسيل) وهذا ما أكدته صحيفة أيديعوت أحرونوت الصهيونية، وصحيفة وول ستريت جورنال الامريكية. وقد جمع باسيل اكثر من خمسة ملايين دولارا من متبرعين ومتطرفين صهاينة لغرض تحويل عمله القصصي الى فيلم سينمائي. ووجه كلمة بهذه المناسبة قبل إن يختفي في مكان مجهول أسوة بنظيره سلمان رشدي ذكر فيها إن فيلمه’ هو رسالة للعالم لكشف عيوب الإسلام’.

كان من المتوقع أن تظهر الشرارة المخفية تحت رماد نسخ القرآن الكريم التي أحرقها القس المعتوه (تيري جونز) وتتحول إلى لهيب مستعر في هذه الفترة بالتحديد. أي بالتزامن مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فاليهود تعرف من أين تؤكل الكتف وهم أذكى شعوب العالم قاطبة في إستغلال عواطف الشعوب وكسب الشفقة والتعاطف الدولي مع أية قضية تخصهم. وكان القس الحاقد جونز من أبرز المروجين للفيلم ودعمه بشكل كبير، لأن الحاقد للحاقد ولي حميم. هذا القس العدواني عنصر فعال في كل عمل يسيء للإسلام. ولم يُطرد من حاضرة الفاتيكان إلى حظيرة الخنازير كأبسط إجراء لإسترضاء العالم الإسلامي.

إجتاحت عاصفة الإحتجاجات أجواء ليبيا واليمن ومصر ووصلت الى دول أخرى وستمتد لدول أخرى، وقد اخترق المتظاهرون حصون السفارات الامريكية في بلدانهم، وقُتل السفير الامريكي في ليبيا (كريستوفر ستيفنز) وإثنين آخرين. وقد أرسل الرئيس الليبي مصطفى ابو شاقور رسالة إعتذار لنظيره الامريكي عن الحادث المؤسف وهو إجراء بروتوكولي لا إعتراض عليه ويستلزم مراعاته في العلاقات الدولية. لكن يا ترى هل سيعتذر الرئيس اوباما لأكثر من مليار مسلم عن الإساءة التي لحقت بهم؟

كل ما سمعناه عنه هو إتصاله بالرؤساء العرب الذين إشتدت التظاهرات في بلدانهم للإطمئنان على أعضاء البعثات الدبلوماسية الامريكة فقط معربا عن استيائه من التعدي على المقدسات ومستدركا بنفس الوقت بأن هذا لا يبرر العدوان على الأشخاص والممتلكات (الامريكية) هكذا بكل وقاحة كإنما الفيلم أنتج في كوكب المريخ وليس في بلده الديمقراطي وهو يعلم جيدا بأن الإستعدادات لإنتاجه بدأت منذ عام، ولم يحرك ساكنا لوقفه بحجة حرية التعبير والديمقراطية الزائفة، التي ما تزال فلسطين العراق وافغانستان وسوريا يدفعوا ثمنها من دماء أبنائهم الزكية.
علاوة على تصريح ضعيف من قبل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي وصفت الفيلم بأنه’ مقرف ومدان، ويبدو إن هدفه هو السخرية الشديدة والإساءة إلى دين عظيم وإثارة الغضب’. مستدركة أيضا بأن حكومة بلادها لا علاقة لها بالفيلم على العكس من الموقف الرسمي الامريكي كان الموقف الرائع للمثلة الامريكية (انجلينا جولي) عندما هزت أكتاف علماء الدين المسلمين لتوقظهم من نومهم وتهمس بإذنهم (هيا إنهضوا ودافعوا عن دينكم) لقد ظهرت بالحجاب عن قصد في التلفاز لتدافع عن الإسلام ضد اعدائه من أبناء جلدتها ووصفت الفيلم بأنه’ حرب على الإسلام وإساءة كبيرة لأكثر من مليار مسلم’ وطالبت بمعاقبة المنتجين.

من الجدير بالإشارة إنه سبق اعتذرت دول أوربا للكيان الصهيوني عن المحرقة النازية لليهود (أسطورة الهولوكوست). وقدم قداسة البابا يوحنا بولص الثاني اعتذارا رسميا بشخصه لحكومة الكيان الصهيوني خلال زيارته عام2001.

أليس هذا العالم المسيحي نفسه مديناً للدول العربية والإسلامية بالاعتذار عن جبل من الممارسات العدوانية ضدهم؟ إبتداءا من الحروب الصليبية مرورا بالحربين الكونيتين، وما تلاها من تقسيم ظالم للعالم العربي وإستعماره ونهب خيراته وقتل أبنائه وتدمير هياكله الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. ونتائجه المدمرة من نهب كنوزه الحضارية، علاوة على ما خلفه من فقر وجهل وتناحر مذهبي وعنصري ومشاكل حدود وغيرها. مرورا بوصف الإسلام بالعنف والإرهاب وإعلان الحرب عليه. ومن زرع السرطان الصهيوني في فلسطين الى إحتلال العراق وإفغانستان وتقديم البلدين على طبق من ذهب لنظام إسلامي متطرف في إيران وتدمير سوريا واليمن وغيرها. وما تزال مستمرة، حملة شعواء للسخرية من رمز الإسلام النبي محمد(ص) من خلال الأفلام والرسوم والقصص، حيث نشرت مواطنة المخرج باسيل وهي الفنانة (تاتينا سوسكن) لوحاتها المسيئة للرسول الكريم. واستمرت عدوى الرسوم المسيئة تنتقل من فنان لآخر بتشجيع خفي من الحكومات الأوربية والماسونية العالمية. وأصابت العدوى أحد الرسامين المتجولين الذي تلقفت لوحاته صحيفة جيلاندس بوست ونشرتها في عددها الصادر في 30/9/2005 وتسلمت الصحيفة جائزة فكتور العالمية لدفاعها عن حرية الرأي تصوروا مدى الحقد على الإسلام وإستذكروا تكريم الملكة البريطانية الشمطاء اليزابيث للضال سلمان رشدي صاحب( الآيات الشيطانية)

وقد دافع رئيس الحكومة الدنماركية حينها (انسنو غاسموسن) ورئيس وزرائه (اندرس فوغ راسموسن) عن الصحيفة على أساس’ أن حرية التعبير ليست محلا للنقاش’. وكان الرد العملي على كلامه’ إن حرية مقاطعة البضائع الدنماركية ليست محلا للنقاش’. وتلقفت الصور صحيفة ماغازنيت النرويجية، ونشرتها مع إطلالة عيد الأضحى المبارك بقصد مغرض كأنها تهنئ العالم الإسلامي والمسلمسن في النرويج بهذه المناسبة (يأتي المسلمون بالمرتبة الثانية بعد المسيحيين في النرويج).

وتلاها كاتب يُقطر حقد ونذالة يدعى (كرايك ونن) الذي نشر كتابه ( نبي الخراب) وقد شبه فيه النبي محمد(ص) بقطاع الطرق وتجاوزت الصفاقة حدودها لتشمل رجال الدين أنفسهم. ومنهم قائد الكنيسة المعمدانية القس (جيري فاينز) الذي وصف النبي محمد(ص) ب’العنف والإرهاب’ خلال الاجتماع السنوي للكنيسة الذي عقد في ولاية ميسوري. كما حُرقت نسخ من القرآن من قبل القس المعتوه( تيري جونز). وفي بلاد اوباما الديمقراطية أعلنت صحيفة ( هوستن برس) الامريكية والصادرة في تكساس عن إنتاج فيلم اباحي جديد بعنوان( الحياة الجنسية للنبي محمد). ثم فاحت الرائحة النتنة هذه المرة من السويد- قبلة العالم بالحرية والديمقراطية- من فنان يتغذى فكره الممسوخ من مزابل الفن منافساً الكلاب السائبة، فقد أمسك الصعلوك (لارس فيلكس) ريشته القذرة ليرسم صورة برأس إنسان وجسد كلب مشبهاً به الرسول الكريم؟ وقد عرض لوحاته المخزية مع حرمة شهر رمضان الكريم بالطبع لم تكن صدفة وقد بيعت لوحاته بأسعار مرتفعة فهم يبنون شهرتهم وثروتهم من الإساءة لغيرهم.

الرحلة الأخيرة تجلت برمي نسخ من القرآن في حظيرة للخنازير (لاحظ خنازير)، وإتخاذ القرآن الكريم كهدف للرمي من قبل جنود المارينز في العراق. وإنتهكات وفضائح سجن أبو غريب التي يندي منها جبين الإنسانية، وأخيرا وليس آخرا فيلم سام باسيل. وهناك الآلاف من الممارسات العدوانية للولايات المتحدة وأوربا ضد العالم العربي والإسلامي، ممارسات تتواضع أمامها خجلا (اسطورة الهولوكوست). فقد ألحقت ضررا كبيرا بالعرب والمسلمين وهم يستحقون عنها ليس الإعتذار فحسب بل التعويض أيضا.
لكن لا تعويض ولا إعتذارللعرب والمسلمين لماذا؟

لأن النظم العميلة الحاكمة والدول الضعيفة لاتستحق الإعتذار. والعبد ذليل دائما وأبدا، والسيد محترم دائما وأبدا الإعتذار للكبار فقط. الإعتذار لمن يستحقونه فعلا هكذا يتعاملون معنا بكل عنجهية وغطرسة، ويستخفون بمشاعرنا وقيمنا العليا لِم لا وأنظمتنا الحاكمة تتمسح بأحذيتهم وتنظفها بألسنتها. لم يبقِ حكامنا لشعوبهم كرامة وكبرياء.

على الرغم من كون نجوم هذه الممارسات العدائية كانوا من العالم المسيحي لكن العالم الإسلامي حمل الحكومات مسئوليتها فقط، ولم يسحب المسئولية على الدين المسيحي؟ فأي من العالمين هو المتسامح وغير العنصري، نحن أم هم؟
على العكس منا، تُحمل الولايات المتحدة ودول أوربا الإسلام مسئولية العنف والإرهاب الذي تقوم به بعض الحركات المتطرفة المحسوبة على الإسلام. متجاهلين حقيقة إن القرآن الكريم يحث على السلام والحب والمودة. ومتجاهلين أيضا إن معظم الحركات الإسلامية المتطرفة قد ترعرت في حضن العالم المسيحي نفسه، من تنظيم القاعدة والأخوان المسلمين وحزب الدعوة الإسلامية وبقية الأحزاب الدينية والأنظمة الحاكمة في العالم العربي. إنها صناعة من إنتاج الغرب أو من تجميعه
لا أفهم لماذا لايفكر الشعب الامريكي والأوربيون بهذه الطريقة:
لماذا لايقوم الفنانون المسلمون بإخراج أفلام مسيئة للسيد المسيح(ع) أو كتابة قصص أو رسم لوحات مسيئة له كما يفعل فنانونا؟
لماذا لا يقوم علماء الدين المسلمون بحرق نسخ من الكتاب المقدس في الساحات العامة كما يفعل قساوستنا؟
لماذا يحترمون نبينا وديننا ولا نحترم نبيهم ودينهم؟
لماذا يحظر قانوننا تكذيب الهولوكوست وإهانة السامية ولا يحظر إهانة الإسلام؟ اليست تلك هي العنصرية بأبشع صورها؟
لماذا أقامت الكنيسة الأوربية الدنيا وأقعدتها وطلبت من المواطنين مقاطعة فيلم (شفرة دافنشي) بعد أن تعرض للسيد المسيح بصورة سيئة؟ وسكتت عن الإساءات المستمرة لنبي المسلمين؟
هل يعلم الأوربيون بأن معظم الدول الإسلامية قاطعت هذا الفيلم لأنه لم بجرح مشاعر المسيحيين فحسب بل مشاعر المسلمين أيضا
لماذا لا تتبنى دول أوربا دعوة الأمين العام للأمم المتحدة عام 2004 لوضح حد لتنامي ظاهرة الإساءة للأديان؟ كما فعلوا مع الكيان الصهيوني عندما أخرجوه من خانة العنصرية.
لماذا لا يقوم المسلمون بإنتاج فيلم يعبر عن إكذوبة المحرقة النازية؟ وكيف ستكون ردة فعل الولايات المتحدة والغرب لو أنتجوه فعلا؟
إذن مَن يسئ لمَن نحن أم هم؟
ونحن من جانبنا نسأل الغرب: أليست مثل هذه الإساءات من شأنها أن تغذي الحركات الإسلامية المتطرفة؟ حيث تجد فيها فياغرا منشطة لردة فعل عنيف تجاه دول الغرب. فهم يزرعون بذرة الإرهاب ويشكون أشواكها عندما تَزهر.
أليست هذه الممارسات المسيئة من شأنها أن تدفع المسلمين إلى كراهية امريكا والغرب، وتزيد الهوة بينهما، وتنسف مصداقية حوار الأديان؟
ألا يخشى الأمريكان والغرب أن تنعكس هذه الأفعال المشينة على علاقة المسلمين بالمسيحيين؟ خصوصاً المسيحيين الذين يعيشون في الدول العربية والإسلامية.
إلا يعرف الغرب بأن دماء المسيحيين الذين قتلوا في العراق ومصر وغيرها. وآخرها مقتل السفير الامريكي في ليبيا. ليست سوى ردود فعل عنيفة لأعمالهم المسيئة للإسلام؟
وتزامنا مع إساءة الصهيوني باسيل للنبي محمد(ص) جاءت إساءة ثانية للنبي (ص) وهذه المرة من جارة تسمي نفسها (الجمهورية الإسلامية) ويحكمها رجال دين إنها إساءة موجعة لأنها صادرة من دولة تدعي الإسلام جهرا وتحاربه سرا.
ومثلما تزامن فلم باسيل مع احداث( 11 سبتمبر) كذلك تزامن عرض الفيلم الإيراني الذي يحمل عنوان(محمد صلى الله عليه وسلم) في نفس الفترة أهي صدفة؟

الفيلم من إنتاج المخرج الفارسي مجيد المجيدي. ويعتبر أول عمل فني ينتج في دولة إسلامية يجسد شخص الرسول(ص) الذي حُرِم تجسيده حيا من قبل العلماء المسلمين والمؤسسات الدينية كافة. صُورالفيلم في مدينة كرمان جنوب شرق إيران وتم بناء مدينة تتوسطها الكعبة المشرفة. ولم تكن هناك بالطبع أية ردة فعلة من قبل المراجع الدينية والآيات والحجج التي تمتليء بهم حاويات قم ومشهد والنجف وكربلاء. أما الحكومة الإيرانية فهي كما معلوم تقدم الدعم والتسهيلات لكل من يسيء للإسلام. ولم نسمع يوما إنها عاقبت رجل دين أو فنان وشاعر وكاتب ممن أساء للإسلام ما عدا قضية سلمان رشدي بسبب سخريته من الخميني وثورته البائسة، وليس دفاعا عن الإسلام كما توهم البعض كما أوضحنا. وقد حذر الشيخ الأزهري حسن الشافعي من عرض الفيلم، مطالبا نظرائه علماء الدين في إيران بالتصدي له ولا نعرف هل الشيخ الشافعي يعيش على الأرض أم خارجها؟ وهل هو جاد في دعوته أم يضحك علينا، أم على نفسه؟

لماذا لا يطلع الشيخ على المصادر الصفوية التي تدرس في الأزهر بعد إعترافه بالمذهب الإمامي؟ الا توجد في مكتبة الأزهر مراجع الصفويين كاصول الكافي للكليني، والبحار للمجلسي، والتهذيب للطوسي، والاحتجاج للطبرسي، وروضات الجنات للخوانساري، وتفاسير الفرات والعياشي والقمي؟ ليعرف موقف هؤلاء المراجع الصفويين من النبي محمد(ص) والإسلام عموما؟
ألم يقرأ الشيخ كتابي الخميني ا(لحكومة الإسلامية وكشف الإسرار) ليعرف أن مصير تحذيره مكب النفايات؟

-------
علي الكاش
مفكر وكاتب عراقي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سلمان رشدي، الخميني، التكفير، إيران،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-10-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  عمر الفاروق في عيون الشرق والغرب 1 ـ 2
  النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/13 الأخيرة
  النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/12 ما قبل الأخيرة
  النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/11
  النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
  النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/9
  النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
  النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/7
  الجسد يقصف الروح في أربيل
  ­النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/6
  النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/5
  النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
  النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
  النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/2
  النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
  هادي العامري واوهام المدمنين
  شيعة العراق وأزمة المواطنة
  مجموعة (يقودنا حمير) البريطانية من أولى بهذه التسمية؟
  يا محور المقاومة: في القلب غصة
  الفساد سائب الأطراف ولا حدود له
  الى أبطال غزة في غزوة طوفان الأقصى
  خاطرة: الى شهداء عرس الحمدانية والى ذويهم
  وصيتا الخميني والخامنئي لعبيدهم في العراق
  القول ما قاله سماحة الكاردينال ساكو بشأن فاجعة عرس الحمدانية
  معنى الساسانية وعلاقته بالدولة الفارسية 2 ـ 2
  معنى الساسانية وعلاقته بالدولة الفارسية 1 ـ 2
  الفتاوى الثلاث المقدسة التي دمرت العراق
  الطفولة من ضحايا الديمقراطية
  هل يجرؤ المرجع الأعلى على إتخاذ هذه الخطوة؟
  ممارسات عاشوراء بين الدين والسياسة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  20-10-2016 / 11:15:41   كريم
ايران دولة عنصرية

إيران دولة عنصرية. في إيران يشتمون العرب و يقولون : اكلي الجرادة ، اكلي الضب ، بدو حفاة ، عرب بطن و تحت البطن
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، سفيان عبد الكافي، حسني إبراهيم عبد العظيم، فوزي مسعود ، د. صلاح عودة الله ، المولدي الفرجاني، تونسي، الهيثم زعفان، أحمد ملحم، مجدى داود، محمود سلطان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الله الفقير، أنس الشابي، سامر أبو رمان ، إياد محمود حسين ، سلام الشماع، رمضان حينوني، محمد العيادي، د - محمد بن موسى الشريف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، صلاح المختار، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد محمد سليمان، د - المنجي الكعبي، سامح لطف الله، يزيد بن الحسين، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، فتحي العابد، د- هاني ابوالفتوح، د - شاكر الحوكي ، محمد عمر غرس الله، نادية سعد، رضا الدبّابي، صالح النعامي ، علي عبد العال، أبو سمية، خالد الجاف ، محمد يحي، ياسين أحمد، إيمى الأشقر، سعود السبعاني، د. أحمد بشير، مصطفي زهران، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود طرشوبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، حميدة الطيلوش، د - مصطفى فهمي، حسن عثمان، د. عبد الآله المالكي، عواطف منصور، د- محمد رحال، رشيد السيد أحمد، محمد شمام ، د- محمود علي عريقات، د.محمد فتحي عبد العال، فهمي شراب، منجي باكير، عزيز العرباوي، سيد السباعي، محمد اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، محمد الياسين، جاسم الرصيف، مراد قميزة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محرر "بوابتي"، ماهر عدنان قنديل، أحمد بوادي، صفاء العراقي، رافع القارصي، صلاح الحريري، محمد الطرابلسي، د - صالح المازقي، الناصر الرقيق، العادل السمعلي، د- جابر قميحة، علي الكاش، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الغني مزوز، د - عادل رضا، عمار غيلوفي، مصطفى منيغ، د. خالد الطراولي ، وائل بنجدو، صفاء العربي، الهادي المثلوثي، عراق المطيري، فتحي الزغل، ضحى عبد الرحمن، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله زيدان، أحمد النعيمي، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، عبد الرزاق قيراط ، أ.د. مصطفى رجب، سلوى المغربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رافد العزاوي، طلال قسومي، محمد أحمد عزوز، أحمد الحباسي، حاتم الصولي، د - محمد بنيعيش، فتحـي قاره بيبـان، خبَّاب بن مروان الحمد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة