فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6088
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
زيادة على الدلائل التقليدية على وجود الحياة الآخرة يمكنني أن أضيف الدليل المركب التالي.
الكثير يفسر العدل الإلاهي بطريقة أراها قاصرة، فهم يقولون مثلا أن الفقير أتاه الله الصحة وراحة البال وحرمهما عن الغني، وهذا من العدل الإلاهي
لست مقتنعا بهذا المفهوم للعدل الإلاهي لأنه يمكننا وجود أحدهم أوتي كل النعم من مال وصحة وراحة بال، كما يمكننا وجود فقير يحوز كل المصائب من مرض وفقر وعذاب نفسي، فأين العدل هنا إذا أعتمدنا المفهوم موضوع النقد
ثم أساسا ما ذنب أحدهم مثلا يخلق ضعيفا ثم يرمى في أتون حرب، ثم يموت أبواه وقد يعذب ويغتصب من طرف الأشرار
هذه أسئلة وجودية يمكن طرحها ولا يروي ظمأها حتى مبدأ الايمان بالقضاء والقدر، لأن الإيمان بذلك المبدأ يعطيك مبررا للقبول ولكنه لا يقدم تفسيرا، والنظر العقلي كما أفعل لا يناقض الإيمان بالقضاء والقدر
مقابل قصور التفاسير المقدمة لمفهوم العدل الإلاهي ، أرى أنه لايمكن الخروج من الاشكال إلا بتمديد مجال زمن وجود الافراد المظلومين، وذلك يتم وجوبا من خلال وجود مجال زمني آخر لاحق لمجال زمن الدنيا، وهو المجال الذي نسميه نحن المسلمون الحياة الآخرة
ساعتها حينما يكون مجال الوجود ممتدا لحياة أخرى، يكون هناك معنى للعدل الإلاهي في الحالات المستعصية للفهم في الدنيا (فرد لا يحوز إلا على المصائب او ظالم لا يحوز إلا على النعم)، لأن ذلك المجال اللاحق يجب أن يكون مكملا للمجال الاول الدنيا، ومجموع المجالين هو الذي يجب أن يتم خلاله العدل المطلق الالاهي، أي أن النظر لقيام العدل يجب أن يعتمد المجال الكامل وليس مجالا ناقصا
إذن فالعدل الإلاهي يجب أن يفهم باستيعاب مجاله للدنيا والآخرة معا
قد يجادل أحدهم ويقول طيب مالجديد الذي أتيت به، نحن المسلمون نؤمن بالعدل الإلاهي وبالاخرة، أقول أن الفرق، أنك تؤمن باليوم الآخرة إبتداء، أما أنا فقد برهنت على وجوب وجود اليوم الآخر، ثم برهنت على أن العدل الإلاهي لايستقيم معناه إلا بتمديد مجاله لأبعاد آخرى غير مجال زمن الدنيا
هذا الفهم للعدل يمكن استعماله كمنطلق على اثبات خالق ثم يوم آخر بالنسبة للملحدين وهذه النقطة تتطلب برهنة طويلة نسبيا لا يتيحها لي المجال الان
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: