البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

نعبد السؤال : من قتل وسام الحسن ؟

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3066


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من المؤكد أن فريق السعودية المسمى اصطلاحا بفريق 14 آذار في لبنان قد أراد أن يؤرخ اغتيال اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات اللبناني السابق لمرحلة خطيرة ثانية من تاريخ العلاقة المتأزمة مع سوريا و مع حزب الله و مع إيران بالتبعية ، مرحلة خطيرة تقارب بعضا من مرحلة ما بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري ، و مع إقرار الجميع في لبنان و في دول الجوار بأن الراحل وسام الحسن لم يكن رجلا عاديا في مسار الحياة السياسية و الأمنية اللبنانية و أن طريقة الاغتيال لم تكن عادية بالمرة فضلا عن أن المناخ السياسي لم يكن يحتمل مثل تلك العملية الإرهابية الجبانة فقد ظلت الأسئلة متعددة حول حقيقة هوية القاتل الحقيقي الذي أراد إشعال المناخ المتقلب في لبنان بعد أن أستقر خيار جماعة 14 آذار على إعادة توجيه أصابع الاتهام كالعادة و بإصرار مشبوه لفريق سياسي و جهة سياسية واحدة هي حزب الله و سوريا .

لقد شكل انتصار حزب الله على القوات الصهيونية صيف تموز 2006 انتصارا عسكريا غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، تقرير فينوغراد الصهيوني الشهير أكد هذه الحقيقة العسكرية و السياسية بوضوح ، لكن هذا الانتصار لم يكن يروق لأغلب الكيانات اللبنانية المعادية للمقاومة و في طليعتها طبعا تيار 14 آذار الملتحف بعباءة التيار العربي المتخاذل و في طليعته السعودية و مصر و الأردن ، و حتما شكل ذلك الانتصار التاريخي صدمة ذهنية و معنوية لهذه الكيانات المتآمرة على المقاومة في حين ارتفعت أسهم حزب الله و حلف المقاومة إلى السماء بحيث أصبح سماحة السيد حسن نصر الله في طليعة الأسماء التي تحتل الوجدان العربي المتعطش لانتصارات تعيد الهدوء النفسي بعد أن تفشت ظاهرة التطبيع الذهني التي تبثها فضائيات العار العربي .

جاء اغتيال وسام الحسن ليعيد خلط الأوراق من جديد ، و بالقطع لم تكن هناك مصلحة لحزب الله أو سوريا أو إيران في اغتيال الرجل رغم عديد المآخذ المهمة على طبيعة بعض ‘ المهمات’ القذرة التي كان ينفذها لصالح فريق سياسي معروف بعلاقته بالدوائر الأمريكية الغارقة في علاقتها بالصهيونية ، و بالقطع أيضا لم يكن لدى هذا الثلاثي القدرة التقنية العالية و المتطورة جدا لتنفيذ مثل هذه العمليات كما كان الحال بالنسبة لاغتيال رفيق الحريري ، و بالقطع أخيرا لم يكن فريق 14 آذار في نطاق توجهه المعلن ضد سوريا و حلفاءها قابلا بتوجيه أصابع الاتهام في غير الوجهة المسبقة التي وقع عليها خيار الاستهداف ، و عملية خلط الأوراق كانت تستهدف باغتيال وسام الحسن اغتيال حزب الله معنويا لدى جمهوره العربي و العالمي بعد انتصار تموز 2006 و هي عملية معقدة أريد من وراءها أن تشبه الاتهامات التلفيقية التي تحدثت عن تجارة الحزب في المخدرات.

لم تكن إسرائيل و فرنسا و أمريكا و دول الخليج بعيدة عن هذه العملية الإرهابية الجبانة و لا عن هذه الخطة التي أريد منها أن تصبح كرة الثلج المتحركة القادرة على تلطيخ سمعة المقاومة أمام جمهورها المتصاعد ، و بالقطع كان جميع هؤلاء ينتظرون أن يسترجع فريق الخيانة في لبنان بعض أشلاء كرامته الملطخة في وحل الخيانة بعدما قرر مساندة العدو في تلك الحرب القذرة ضد المقاومة و في مقدمة هذه الأشلاء سعد الحريري ووليد جنبلاط و فؤاد السنيورة و بقية الحلف الكتائبي المتحالف دائما مع الخيارات الصهيونية منذ احتلال فلسطين ، بطبيعة الحال ، لم يكن هذا هو الهدف الوحيد من توجيه الاتهام للمقاومة بل كانت العملية تستهدف السلم الاجتماعية الهشة في لبنان بإيقاظ الفتنة النائمة بين الشيعة و السنة و التي رأى الجميع إرهاصاتها و ارتداداتها في العراق ، و بنظرة شاملة يتأكد للجميع اليوم أن حزب الله قد تمكن رغم عديد الصعوبات المرحلية من تفادى كارثة سياسية وجودية كادت تدمر مصيره على الأرض و في الوجدان العربي و هي الأهداف الصهيونية من هذه العملية الإرهابية ضد اللواء وسام الحسن .

توقف الاغتيال في لبنان بعد اغتيال اللواء الحسن يطرح ألف سؤال عن الأسباب ، يطرح ألف سؤال عن أسباب فشل فريق التحقيق رغم مساعدة مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي فيه مع أنه لم يكن من المنطقي أن تكون أحد الجهات المتهمة و التي لها مصلحة في هذا الاغتيال هي التي تساهم في التحقيق ، خاصة أن هذه الجهات الأمريكية ترتبط بعلاقة وطيدة مع الجهات الصهيونية ، و هي قادرة على تسريب معلومات التحقيق لهذه الجهة العدو بما يؤكد بطبيعة الحال أن هناك من يسعى في لبنان و في الخارج لتوجيه الاتهام وجهة باتت معلومة دون أن ينتبه أن هذا التعاون بين كل هذه الجهات المتآمرة على المقاومة قد فضحته عديد الشواهد و الأدلة و بات الجميع على قناعة و معرفة بطبيعة الجهة التي استهدفت اللواء الحسن و التي لا يمكن أن تخرج عن العدو الصهيوني و بعض زبانيته في المنطقة العربية .

لعله من المفارقات أن فريق الاتهام قد أصر على الاتهام لغاية أن يخسر الحزب صورته الناصعة في عيون محبيه لكنه لم ينجح إلا في خلق مناخ من التوتر و الخصومة المتحركة و لعله رغم اغتيال اللواء الحسن و الوزير محمد شطح لم يستطع هذا الفريق أن ينال من عزيمة المقاومة بدليل قدرتها على الرد الموجع ضد العدو الصهيوني منذ أيام في مزارع شبعا ، و من المؤكد طبعا أن الحزب لم يكن بدرجة الغباء التي عليها أعداؤه في الداخل و الخارج ليسقط في مهمات الاغتيالات و هو القادر على الرد بعدة طرق ضد كل محاولات جره إلى عنق الزجاجة ، و عندما يكتفي الوزير نهاد المشنوق منذ أيام بالإعلان عن قرب التوصل إلى خاتمة التحقيق فمن المؤكد أن الجميع بانتظار هذه ‘ النتيجة’ حتى يتوقف البعض عن الرقص فوق الدماء .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

لبنان، السعودية، سوريا، الإغتيالات، وسام الحسن،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - محمد بنيعيش، محمد أحمد عزوز، فهمي شراب، رضا الدبّابي، د - الضاوي خوالدية، تونسي، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، عواطف منصور، د. خالد الطراولي ، عبد الله زيدان، فوزي مسعود ، صفاء العربي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يحيي البوليني، عبد الرزاق قيراط ، أشرف إبراهيم حجاج، رمضان حينوني، علي الكاش، المولدي الفرجاني، عزيز العرباوي، نادية سعد، د. عبد الآله المالكي، حاتم الصولي، عبد الله الفقير، محمود فاروق سيد شعبان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - عادل رضا، محمد الياسين، ضحى عبد الرحمن، محمود سلطان، يزيد بن الحسين، فتحي العابد، محرر "بوابتي"، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد ملحم، صالح النعامي ، مجدى داود، أحمد بوادي، العادل السمعلي، صلاح المختار، ماهر عدنان قنديل، د. طارق عبد الحليم، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، د - شاكر الحوكي ، حسن الطرابلسي، أنس الشابي، رافد العزاوي، محمد عمر غرس الله، سفيان عبد الكافي، سيد السباعي، د. أحمد بشير، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلوى المغربي، مصطفي زهران، خبَّاب بن مروان الحمد، د- هاني ابوالفتوح، إسراء أبو رمان، الهادي المثلوثي، صباح الموسوي ، د - محمد بن موسى الشريف ، رافع القارصي، ياسين أحمد، خالد الجاف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، رشيد السيد أحمد، محمد شمام ، فتحي الزغل، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، محمد الطرابلسي، أحمد الحباسي، جاسم الرصيف، أحمد النعيمي، د. صلاح عودة الله ، عمر غازي، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، سليمان أحمد أبو ستة، علي عبد العال، د- محمد رحال، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، حميدة الطيلوش، طلال قسومي، أبو سمية، حسن عثمان، إياد محمود حسين ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - مصطفى فهمي، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، د - المنجي الكعبي، كريم السليتي، سلام الشماع، فتحـي قاره بيبـان، أ.د. مصطفى رجب، محمود طرشوبي، مراد قميزة، د. أحمد محمد سليمان، صفاء العراقي، الهيثم زعفان، حسني إبراهيم عبد العظيم، عراق المطيري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد يحي، كريم فارق، إيمى الأشقر، منجي باكير، رحاب اسعد بيوض التميمي، سامح لطف الله،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة