البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

رسائل خطاب السيسي ومنشورات الجيش

كاتب المقال محمد جمال عرفة   
 المشاهدات: 3923



بصرف النظر عن القص واللزق الواضح في فيديو خطاب الفريق السيسي، والمونتاج الواضح في الفيديو ما بين ضباط واقفين، ثم جالسين بدون داع، وإضاءة وخلفية مختلفة، ما يؤكد أن الكلمة تم تركيبها على فيديوهات لا علاقة لها بمكان إلقاء الكلمة، إلا أن طبيعة الخطاب ولهجته وأسلوب الفريق السيسي وما ذكره تبعث برسائل عديدة أزعم أن بعضها سلبي يؤشر لمرحلة عناد مقبل تجاه معارضي الانقلاب، وبعضها إيجابي يؤشر لحالة ارتباك بسبب هذه الحشود الموجودة في الشارع المؤيدة لمرسي.

من هذه المؤشرات السلبية: أن الفريق السيسي حاول توجيه خطاب تبريري لما قام به من انقلاب بالحديث عن أنه حاول إقناع الرئيس مرسي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو استفتاء على رئاسته ولكنه رفض، دون أن يوضح علاقة هذا بتدخله كعسكري في العملية السياسية الديمقراطية ومحاولة فرض موقف عسكري علي الحكم الديمقراطي المدني والانحياز لطرف دون أخر بينما كان ينادي يحذر الطرفين معا من قبل.

ومنها أنه حاول الظهور بمظهر الزعيم السياسي لا قائد الجيش، وإظهار هذا في عبارات المديح له من بعض الضباط والثناء على ما فعله لـ "إنقاذ مصر"، ما دفع البعض - ومنهم الدكتور محمد عثمان أستاذ علم الأديان بجامعة القاهرة - لمحاولة تصوير السيسي على أنه "عبد الناصر" جديد بالقول أن خطابه "يعيد إلى الشعب صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي طالما ألهم المصريين"!!، برغم أن هذه المقارنة بين السيسي وناصر في ظل حالة البطش بالإعلام وإلقاء المعارضين الإسلاميين في السجون وغلق وحرق مقرات أحزاب إسلامية، وعودة أمن الدولة بقوة والتنسيق الواضح مع أمريكا، تؤشر لحكم عسكري باطش وعهد ملئ بالمعتقلات لا كما حاول عشاق البيادة إظهارها كثورة قادها زعيم بحجم عبد الناصر.

ويزيد من خطورة هذه الصورة التي يروجها البعض - والتي تعيد عهود الاستبداد السابقة - ما ذكره زميلنا عادل صبري رئيس تحرير بوابة الوفد السابق من أن مكتب الفريق السيسي طلب من الجرائد الصادرة الاثنين ألا تطبع مبكراً قبل أن يعدوا لها بيان السيسي كي تمجد الصحف فيه صباح اليوم التالي (!)..

وقبل هذا كشف عصام سلطان عن أوامر مشابهة صدرت من مكتب السيسي أيضاً لبنوك بوقف صرف أموال رموز إسلامية، منها عصام سلطان نفسه الذي لم يتمكن من سحب أموال من حسابه لدفع رواتب موظفي مكتبه.. وكل هذا في وقت يقال فيه أن مصر بها رئيس مؤقت ورئيس وزراء ولا يحكمها العسكر!.

السلبية الثالثة في خطاب السيسي: أنه استاء لمحاصرة المحكمة الدستورية بصورة سلمية، ولم يستاء لمحاصرة قصر الرئاسة (الاتحادية) وقذفه بالمولوتوف وحرق أشجاره وأبوابه واقتلاعها بواسطة البلاك بلوك وبلطجية دون أن يتدخل لا الحرس الجمهوري ولا الجيش ولا الشرطة.. استاء لمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي سلمياً أيضاً، ولم يستاء للسب والقذف الذي مارسته قنوات الفلول بحق الرئيس المنتخب مرسي وعائلته ولا بحقه هو شخصياً كقائد للجيش والسخرية منه حينئذ؟!.

السلبية الرابعة: أنه بينما كرر السيسي أن من حق من يريد التظاهر أن يتظاهر، فإن البيانات التي يلقيها على المعتصمين بطائرات الجيش -أربعة بيانات- تتوعدهم تارة بعدم ملاحقتهم، وتتحايل عليهم تارة لترك الميدان وعدم تعطيل أعمالهم، وتارة ثالثة تقول أنها ستحمي ظهورهم في حين أن ما شاهده المعتصمون بأنفسهم أمام الحرس الجمهوري وهو يصلون تاركين ظهورهم لقوات الجيش والشرطة عكس ما قيل!.

أما المؤشرات الايجابية في الخطاب التي تظهر ارتباك قادة الانقلاب بسبب الاعتصامات والمسيرات الضخمة المؤيدة للرئيس مرسي وتدهور الأحوال الاقتصادية رغم الجسر المالي الخليجي، فظهرت ليس فقط في لغة الخطاب التي توضح أن الجيش ليس طامعاً في السلطة بينما الحقيقة تبدو خلاف هذا حيث الحكم هذه المرة من خلف الستار، ولكن في حرص الفريق السيسي علي دغدغة مشاعر المصريين تجاه حبهم الطبيعي (مؤيدين ومعارضين للانقلاب) للجيش، وعدم ظهور أحد - إعلامياً - من قيادات المجلس العسكري مؤيد للانقلاب سوي السيسي والمتحدث الرسمي للقوات المسلحة.

من الايجابيات التي تحسب لمؤيدي مرسي أيضاً: أن حديث السيسي عن الاستجابة لإرادة الشعب باتت تعرف على أنها استجابة لفريق معين من الشعب معاد للإسلاميين، بدليل استخدام طائرات الجيش لتحيه معارضي مرسي، واستخدامها بالمقابل لتهديد مؤيديه ودعوتهم لترك الميادين، فضلاً عن تعيين خصوم ومعادين للتيار الإسلامي في المناصب المختلفة، وإلا لانحاز أيضا للفريق الأخر الموجود حالياً في الشارع من مؤيدي الرئيس ولم يتجاهلهم.

والملفت هنا أن الخطاب الإعلامي بعد الانقلاب العسكري وخطابات السيسي التي تلقي على متظاهري رابعة العدوية بدأت بالحديث عن "الإرهابيين" كصفة للمعتصمين، ثم "من عاد إلى بيته فهو آمن "، ثم "أخي المواطن الكريم نخاطب فيك أخلاق الشهر الكريم"، ما يشير لإدارك قوة الموجودين في الشارع.
أخشي أننا أمام مفترقين:
الأول: أن يكون غالبية قادة الجيش مع السيسي، ولا يضغطون عليه لتعديل المسار لمصالحة حقيقية قبل فوات الأوان وتصاعد الاحتقان، وفي هذه الحالة نحن مقبلون على عناد عسكري متصل بحالة العداء من كافة أجهزة الدولة السابقة - شرطة قضاة نيابة بيروقراطية حكومية فلول أصحاب مصالح- للإسلاميين، ما قد يؤدي بنا لسيناريو الستينات الذي سبق النكسة.

والثاني: الذي أظن أنه الأكثر ترجيحاً، أن يكون خطاب السيسي مؤشر علي غضب قيادات عديدة داخل الجيش من انحياز الجيش لفصيل سياسي علماني معادي لغالبية الشعب المصري المتدين فشل في خمسة انتخابات فاستعصم بالجيش لينجده، وأن المنشورات التي تلقي علي المعتصمين تؤشر لقلق من حجم الاعتصامات وقوة معارضي الانقلاب في الشارع، كما أن فشل محاولاتهم لحشد مشابه لما حدث يوم 30 يونيه والسعي لحشود مقابل لحشود مناهضي الانقلاب، كلها تؤشر إلى الشعور بالمأزق وقد تكون مقدمة للتراجع والتفاوض الذي بدأ وعودة الرئيس المنتخب ولو بحل وسط كاستفتاء علي الرئاسة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة، الإخوان المسلمون، الفلول، حركة تمرد، الفريق السيسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-07-2013   http://islamselect.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سعود السبعاني، جاسم الرصيف، عبد الله الفقير، يزيد بن الحسين، صلاح المختار، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، ياسين أحمد، الهادي المثلوثي، سلام الشماع، محمود سلطان، محمود فاروق سيد شعبان، د. مصطفى يوسف اللداوي، مجدى داود، يحيي البوليني، سامح لطف الله، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - شاكر الحوكي ، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، سيد السباعي، أحمد ملحم، مصطفى منيغ، د - عادل رضا، د - صالح المازقي، محمد عمر غرس الله، محمد يحي، سلوى المغربي، علي الكاش، ضحى عبد الرحمن، كريم فارق، أحمد الحباسي، محمد شمام ، عواطف منصور، فتحـي قاره بيبـان، د - مصطفى فهمي، فوزي مسعود ، رضا الدبّابي، عبد الغني مزوز، عزيز العرباوي، خبَّاب بن مروان الحمد، علي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي الزغل، حسن عثمان، محمد الياسين، العادل السمعلي، إسراء أبو رمان، عمر غازي، د - المنجي الكعبي، منجي باكير، د - محمد بن موسى الشريف ، الناصر الرقيق، مصطفي زهران، محمد العيادي، كريم السليتي، رمضان حينوني، د. عبد الآله المالكي، د- هاني ابوالفتوح، عراق المطيري، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، تونسي، صباح الموسوي ، أبو سمية، رشيد السيد أحمد، د. أحمد بشير، حميدة الطيلوش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسني إبراهيم عبد العظيم، مراد قميزة، د- محمد رحال، فهمي شراب، خالد الجاف ، د - الضاوي خوالدية، محرر "بوابتي"، المولدي الفرجاني، طلال قسومي، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمود علي عريقات، حسن الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، رافع القارصي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صالح النعامي ، د. أحمد محمد سليمان، محمد أحمد عزوز، نادية سعد، إيمى الأشقر، سامر أبو رمان ، عمار غيلوفي، د - محمد بنيعيش، د- جابر قميحة، رافد العزاوي، عبد الرزاق قيراط ، فتحي العابد، إياد محمود حسين ، أنس الشابي، أحمد النعيمي، الهيثم زعفان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صلاح الحريري، سفيان عبد الكافي، محمود طرشوبي، ماهر عدنان قنديل، حاتم الصولي، أحمد بوادي، محمد اسعد بيوض التميمي، صفاء العربي، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله زيدان، د.محمد فتحي عبد العال،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة