البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الذين يريدون تفريغ الجهاد من مضمونه

كاتب المقال د.ليلى بيومي   
 المشاهدات: 7909



في السنوات الأخيرة تعرض مفهوم "الجهاد في سبيل الله" لهجوم ضار من وسائل الإعلام الغربية والعربية على السواء، خاصة بعد توقيع اتفاقيات سلام مع العدو الصهيوني، فالغرب الصليبي تمكن من السيطرة على عقول النخب العربية الحاكمة وصاغها ثقافيًا وفكريًا كما يريد.

الغرب الصليبي خوّف النخب العربية الحاكمة بأن أي اقتراب ناحية المفاهيم الإسلامية غير مسموح به، وأي إدخال للمفاهيم العقدية في الصراع العربي الصهيوني أمر لن يقبله من القادة العرب، ومن يفعل ذلك فقد جنى على نفسه.
الغرب الصليبي يدرك الأمر جيدًا وعلى حقيقته، فطالما ظل الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني صراعًا سياسيًا على الأرض والحدود، فقد ماتت القضية وانتهت وانهزمنا قبل أن ندخل المعركة.
ولذلك فقد أخفقت كل النظم العربية العلمانية والقومية حينما أسست لهذا الصراع على هذا المنوال الخاطئ، ولذلك هزمت الجيوش العربية، فرادى ومجتمعة، أثناء مواجهتها للجيش الصهيوني، حتى في البدايات التي لم يكن فيها بهذه القوة، وكان الأداء القوي فيها هو لكتائب الفدائيين والإخوان في حرب 1948 الذين خاضوها على أسس عقائدية، ثم كان التوفيق للجيش المصري عام 1973 لأنه دخل الحرب على أسس عقائدية وكانت البداية هي صيحة "الله أكبر" وكان لعلماء الأزهر دور بارز في الأمر، فقد كثرت جولاتهم على الجبهة، تشحن الجنود وتقربهم من الله وتعرفهم بحقيقة الصراع.

وعلماء ودعاة الأزهر لم يفعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم، وإنما بتوجيه المسئولين الكبار في الدولة، وبإشراف الشئون المعنوية في القوات المسلحة المصرية، بعدما شعروا بالخزي والمهانة من هزيمة 1967 التي كانت ساحقة وشاملة ولم يكن فيها أي بعد عقائدي إسلامي.
وعندما فتحت الجبهة المصرية قبل حرب أكتوبر 1973 لرجال العقيدة، رأينا رجلاً فذًا ومجاهدًا فريدًا هو الشيخ حافظ سلامة ودوره الخطير والمؤثر والحاسم، سواء في إعداد المقاتلين للحرب أو في إدارة معركة السويس، ولولا توفيق الله ثم جهاد الشيخ هو وأتباعه في المقاومة الشعبية، لاحتل الصهاينة السويس ولأصبح انتصار أكتوبر بلا قيمة، فاحتلال السويس لو حدث كان سيصبح كارثة كبرى، وكان سيضع الصهاينة على بعد ساعة ونصف من القاهرة.

الغرب والعدو الصهيوني يدركون خطورة أن تكون حربنا مع عدونا الصهيوني عقائدية، لكن ما هو عذر قادتنا ومسئولينا ونخبتنا وهم يتخلون طوعًا عن هذا السلاح الخطير؟ إن ذلك لم يحدث إلا بفعل بعدهم عن الله وعن الدين، وعدم وعيهم بالعقيدة الإسلامية والثقافة الإسلامية، فهم يجهلون كل ذلك ولا يعرفون إلا اللغات الأجنبية والأدب الغربي والثقافة الغربية والفلسفة الغربية، إنهم يعيشون بيننا غرباء بعد أن أداروا ظهورهم لعقيدتنا وهويتنا وثقافتنا وماضينا وتاريخنا الإسلامي الزاهر.

أما أبناء صهيون فإنهم يدركون الأمر على حقيقته، ويعلمون أنهم لا قبل لهم بمقاتلي العقيدة المسلمين، الذين يدخلون القتال والحرب معهم وهم يتمنون الشهادة والموت كما يتمنى اليهود الحياة، وهنا يصبح السلاح المتقدم بلا قيمة، لأن السلاح الأساسي في المعركة يصبح هو الإنسان وما يحمله من عقيدة وروح وإرادة ومعنويات عالية.

والمقاومون الإسلاميون اكتسبوا هذه القوة والصلابة لفهمهم وإيمانهم الكامل وتطبيقهم للجهاد الذي أمر به الإسلام وجعله ذروة السنام، كما في الحديث الشريف: (ألا أدلكم على رأس الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟ رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله).

فالجهاد كلمة عظيمة تحمِل المجاهد وتحركه َإلى بذلِ الجهد واستفراغ الوسع والطَّاقة وعدم التضجر أو التذمُّر ممّا يلحق به من مشقّة وكَلفة وتعب قد يجده وهو يسير نحو هدفه الذي عزم على الوصولِ إليه.
وحينما يجاهد المسلم فإنه يستعذبُ الصَّعبَ والمر والمؤلم, ولمّا يجاهد فهو يحدو الّروح أن تواصل المسير ولا تأبه بالمعوقات ولا تستسلم للعقبات ولا تقف للمثبِطات، بل يعاود حثّها على تجديد طاقةً في الروحِ كامنة تعمل بفرح وتكافح صبراً لبلوغ مراد.
المجاهد لا يشغَله شيء عن مقصده, وإنما تضاءلت دنياه في عينيه, فاستعذب َوقوفاً بين يدي مولاه يناجيه وكأنّه على ميعاد لا يخلفُه ولا يتخلَّفُ عنهُ أبداً.
إن نخبتنا وقادتنا الذين كرهوا الجهاد وركنوا إلى الدنيا، وهادنوا الأعداء وصالحوهم الصلح العار المنقوص المتعارض مع الشرع والعقيدة، دائمًا يعملون مع أتباعهم على الاعتماد على حديث (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) ويتداولونه على نطاق واسع لكي يصرفوا المجاهدين عن جهادهم.

والعلماء على أن هذا من الأحاديث المدسوسة والتي ترددت على لسان جهلة الصوفية. فالجهاد في سبيل الله كما أسلفنا ذروة سنام الإسلام، ومنزلة الشهيد هي أعظم المنازل وقد منحه الله من المنح والمنازل ما يفوق الحصر ومنها أنه يشفع في سبعين من أهل النار من بين أقاربه ومعارفه وأصدقائه.
ولولا أن الصهاينة والأمريكان يعلمون خطورة أن تكون غزة مدينة للجهاد، ولولا أنهم يعلمون خطورة أن تكون حماس حركة جهاد ومقاومة، ما فعلوا كل ذلك بغزة.

إنهم يريدون أن تكون معركتهم مع فتح وسلطة محمود عباس وأمثاله، فقد جربوهم طويلاً وعرفوا أولهم وآخرهم، وتمكنوا في النهاية من احتوائهم بالأموال والأرصدة في البنوك الغربية، لكنهم ماذا يفعلون مع من باع الدنيا ويريد الجنة وقد حدد هدفه بأنه لا طريق إلى الجنة إلا بالجهاد، وأن أفضل طريق للوصول إلى هذه الغاية النبيلة هي الشهادة في سبيل الله، تاركين الزوجات والأبناء لله سبحانه يتولاهم ويرعاهم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

جهاد، إرهاب، رجال دين، حكام خونة، اسرائيل، الصحوة الإسلامية، المسلم الرسالي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-01-2009   shareah.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد اسعد بيوض التميمي، سليمان أحمد أبو ستة، علي الكاش، محمد عمر غرس الله، أنس الشابي، الهيثم زعفان، صباح الموسوي ، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، حاتم الصولي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، وائل بنجدو، يحيي البوليني، سلوى المغربي، عواطف منصور، عراق المطيري، د. خالد الطراولي ، حسن الطرابلسي، إياد محمود حسين ، د. صلاح عودة الله ، أبو سمية، صلاح الحريري، العادل السمعلي، مصطفى منيغ، محمد يحي، ضحى عبد الرحمن، سلام الشماع، أحمد النعيمي، محمود فاروق سيد شعبان، مجدى داود، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - عادل رضا، أحمد بوادي، إسراء أبو رمان، رمضان حينوني، د- محمد رحال، علي عبد العال، حسن عثمان، محمد أحمد عزوز، الناصر الرقيق، محمد شمام ، د. أحمد بشير، رافد العزاوي، محمد الياسين، د - الضاوي خوالدية، عبد الله الفقير، أحمد ملحم، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح المختار، خالد الجاف ، عزيز العرباوي، صالح النعامي ، د.محمد فتحي عبد العال، سامر أبو رمان ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، د. عادل محمد عايش الأسطل، تونسي، كريم السليتي، المولدي الفرجاني، مراد قميزة، رافع القارصي، د - مصطفى فهمي، فتحي الزغل، فهمي شراب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، صفاء العراقي، رضا الدبّابي، د - شاكر الحوكي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي العابد، د. عبد الآله المالكي، الهادي المثلوثي، جاسم الرصيف، د - محمد بن موسى الشريف ، د - محمد بنيعيش، صفاء العربي، حميدة الطيلوش، د- محمود علي عريقات، نادية سعد، محرر "بوابتي"، إيمى الأشقر، منجي باكير، أحمد الحباسي، د- جابر قميحة، عمار غيلوفي، أ.د. مصطفى رجب، يزيد بن الحسين، عبد الله زيدان، فوزي مسعود ، عبد الرزاق قيراط ، محمد الطرابلسي، سامح لطف الله، ماهر عدنان قنديل، محمود طرشوبي، سفيان عبد الكافي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الغني مزوز، محمود سلطان، د - المنجي الكعبي، محمد العيادي، عمر غازي، ياسين أحمد، د - صالح المازقي، فتحـي قاره بيبـان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. طارق عبد الحليم، رشيد السيد أحمد، طلال قسومي، سعود السبعاني، سيد السباعي، مصطفي زهران،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة