البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في قراءة الوضع العام ومآلاته

كاتب المقال منير شفيق   
 المشاهدات: 428



منذ اندلاع حرب طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما زالت صورة الوضع العام، تتشكل في ميدان المواجهة، من جبهتين: جبهة قطاع غزة، شعباً ومقاومة من جهة، وجبهة الكيان الصهيوني وأمريكا والغرب، من جهة أخرى. طبعاً يمكن أن يضاف في جبهة قطاع غزة محور المقاومة، والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، ولكنهم غير منخرطين مباشرة في المواجهة الميدانية، عدا حزب الله في حدود الجبهة اللبنانية ضمن معادلتها المتصاعدة مع ضبطها عموماً.

أما وضع أمريكا والغرب، ضمن جبهة الكيان الصهيوني، فيتسّم بتدخلهم المباشر، لا سياسياً وموقفاً، فحسب، وإنما أيضاً، في الدعم المباشر عسكرياً وسياسياً وديبلوماسياً، حتى حسب البعض أنهم تخلوا عن أوكرانيا، أو جعلوها في المرتبة الثانية من حيث الأولوية.

تشكل هذا المشهد، أو المعادلة، في الوضع العام، بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر الحالي عام 2023. وهو المشهد الذي اتسّم بهجوم عسكري مفاجئ على الجيش الصهيوني، والمستوطنات فوق الأرض الفلسطينية منذ 1948/1949. أي انتقلت المعركة إلى الأرض الفلسطينية المغتصبة والمحتلة منذ 75 عاماً. ويمثل هذا البُعد رمزاً يضع تحرير فلسطين على الأجندة الراهنة، وليس تحرير الأراضي المحتلة في الخامس من حزيران/يونيو 1967 فقط. وهذا ما شكل صدمة جنونية للقيادتين السياسية والعسكرية الصهيونية. وشكل في الآن نفسه، وبالقدر نفسه، صدمة جنونية للقيادة الأمريكية والقيادات الأوروبية. الأمر الذي كشف عن عمق العلاقة بين الغرب ووجود الكيان الصهيوني الذي زرعه في فلسطين.

على أن البُعد الأخطر كان مشهد المعركة والجيش الصهيوني وهو يُهزم ويًؤسر ويولي الأدبار، تاركاً المستوطنين في غلاف غزة دون حماية.

يا لهول المنظر بالنسبة إلى قادة الكيان، وإلى قادة الغرب. لأنه منظر يوحي كأن النهاية دنت لمشروع الكيان الصهيوني. الأمر الذي يفسّر السياسات الصهيونية والأمريكية اللاحقة بعد أن بدأ تنفيذ استراتيجية القصف على الأحياء المدنية في قطاع غزة. وهي استراتيجية موجهة ضد الأهالي أساساً، تقتيلاً وهدْماً للبيوت والأحياء، وبصورة متواصلة ليل نهار. وتراهم غير مبالين بارتكاب جرائم حرب، تشكل لطخة عار في جبين القيادات الغربية- الأمريكية، وهي تدعم هدم الأحياء، وقصف المساجد والمشافي، وحتى كنيسة تجمع فيها المسيحيون الغزيون. ويا للعجب إن تحدثوا بعد ذلك عن ديمقراطية أو حقوق إنسان.

بكلمة: أصبح الجنون وفقدان الأعصاب والتخبط، والضرب عرض الحائط بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، وبكل القيم الأخلاقية، يشكل سمة العقلية التي يتسّم بها نتنياهو وبايدن، والقادة الأوروبيون. والهدف كما أعلن تصفية حماس، وتهجير الغزيين، وتغيير خريطة قطاع غزة. وبالفعل عاش قطاع غزة من العاشر من أكتوبر حتى اليوم (عشرة أيام) تحت قصف لا يتوقف. وقد أخذ في طريقه آلاف الجرحى والقتلى، وحوالى مليون فقدوا منازلهم. وبالرغم من جريمة قصف المستشفى المعمداني (500 شهيد و500 جريح في 17/10/2023. والتي يفترض بها أن تشكل الفضيحة الأكبر لوقف استراتيجية التهجير والتقتيل، إلاّ أن نتنياهو وبايدن، ومن لف لفهما، أنكروا مسؤوليتهم عن هذه الجريمة الثابتة عليهم مائة بالمائة. وذلك ليواصلوا هذه الاستراتيجية الإجرامية.

والآن ما الوضع العام، وإلى أين؟

إذا كان المطلوب تحقيق هدف القضاء على حماس والجهاد وفصائل المقاومة في قطاع غزة، فلن يتحقق ذلك إلاّ باقتحام غزة، والمواجهة القتالية من مسافة صفر. وهذا لا يمكن أن يتحقق من خلال تقتيل آلاف المدنيين، وتدمير أحياء بكاملها، والقضاء على المشافي والمساجد والكنائس.

من هنا شدد الجيش الصهيوني بأنه أعدّ للهجوم البري وسينفذه. ولكن، عملياً، كان حكمه التردد والإحجام، والخوف من الهزيمة، في معركة فاصلة، ستجعل نصر المقاومة، بقيادة محمد ضيف وإخوانه، والغرفة المشتركة، أكبر من نصر السابع من أكتوبر الإستثنائي. ومن ثم لا بد من ملاحقة الجيش المهزوم، ليس إلى "حدود" عشرة كيلومترات من الخليل، كالنصر الأول، وإنما إلى ما بعد الخليل، وصولاً إلى القدس لتحرير المسجد الأقصى، الهدف الأول لحرب طوفان الأقصى.

بالمناسبة، إن كل المعارك الفاصلة في التاريخ، يتبع هزيمة الجيش المهزوم تراجع من مناطق شاسعة، وهو يولي الأدبار.

فيا للهول حين يُهزم الجيش الذي كان مسيطراً على إمبراطورية. فكيف بالذي كان مسيطراً على فلسطين.

هذا يعني أن القيادة الصهيونية، ومعها بايدن، معلقان على رأس شجرة لا تنزلهما عنها، كما يريدان، إلاّ الحرب البرية، والانتصار فيها. ولهذا فإن كل ما يفعلانه بعيداً من خوض الحرب البرية المخوفة بالنسبة إليهما، سيعني أنهما سيظلان على رأس الشجرة. وسيستمر الوضع الراهن على ما عشناه خلال العشرة أيام الأخيرة، وبكل سماته، مع ما يمكن أن يحدث من تغيير كمي هنا وهناك. ولكن ضمن خيمة المعادلة الراهنة، وهي:

1-معركة برية على الأجندة بالنسبة إلى الجيش الصهيوني، يحكمها الإحجام والتردد والخوف. ولكن يبقى احتمال الهجوم قائماً مع قيادة فاقدة لصوابها.

2-اللجوء إلى قصف المدنيين والتدمير لتغطية ذلك الإحجام والتردد مع إشباع الغليل المريض المهزوم من خلال الإمعان في القتل، ولا سيما الأطفال. علماً أن هذه الاستراتيجية بدأت عدّها العكسي بعد فضيحة جريمة قصف المستشفى المعمداني.

3-قوات المقاومة في قطاع غزة ستواصل الدفاع الإيجابي المتسّم بإطلاق الصواريخ، والتسلل وراء الخطوط بحساب منضبط، وذلك مع التحرّق، لخوض المعركة الفاصلة، التي تحسم الصراع، خلال هذه المرحلة.

4-التوسّع في التحرك الجماهيري العربي والإسلامي وأحرار العالم، إلى مستويات أعلى فأعلى، مع تعاظم الفضيحة لسمعة الكيان الصهيوني، وللديمقراطية الغربية، في ما يرتكبان من جرائم الحرب المدانة من القانون الدولي، ومن كل صاحب ضمير في العالم.
5-الاشتباك في جنوب لبنان يتواصل، مع تصعيد تحت السيطرة، إلى أن يحدث تغيير نوعي في جبهة غزة، فأصابع محور المقاومة على الزناد.

خلاصة:

ما لم تقع الحرب البرية سيستمر الوضع العام بخطوطه العريضة القائمة حتى الآن، وبتغييرات كمية، وليس نوعية. أي من دون حسم فارق عما قبله. ولكن مع ازدياد الضغوط على بايدن ونتنياهو في موضوع الأسرى.

نقطة منهجية:
هنا يجب التنبيه عند تقدير موقف لوضع متشابك معقد ومتعدد الأوجه في تطوره. وذلك من حيث ضرورة أن يحتمل العقل فكرة العيش ضمن استمرار الوضع لأمد طويل، أو متوسط من دون أن يحدث فيه، ما يغيّره. وذلك، لا على مستوى إيجاد حلّ، أو توافق، أو هدنة، ولا على مستوى الحسم عسكرياً. فهنالك عدة أوضاع وبلدان عربية عاشت، وتعيش، في منطقتنا وفي العالم، شهوراً وسنوات من دون حلّ أو تغيير. ولهذا ثمة أوضاع، يجب أن تقرأ على أساس التسليم، بلا حل ولا تغيير في المدى المنظور.

على أن الوضع في قطاع غزة من النوع القابل للتغيير، كما أثبت السابع من أكتوبر الذي قلب الطاولة، وجعل قوّة صغيرة، بشروط محددة تقف نداً لقوى عالمية، فيما الأخيرة واقفة حائرة مرتبكة متخبطة، قبالتها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، طوفان الأقصى، فلسطين، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-10-2023   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، حسني إبراهيم عبد العظيم، أنس الشابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، المولدي الفرجاني، أحمد النعيمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد ملحم، حسن عثمان، محمد شمام ، فهمي شراب، أشرف إبراهيم حجاج، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، فتحي الزغل، يزيد بن الحسين، صفاء العربي، د - محمد بنيعيش، صباح الموسوي ، صلاح المختار، إيمى الأشقر، عراق المطيري، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز، عبد الغني مزوز، عبد الله زيدان، رضا الدبّابي، د - محمد بن موسى الشريف ، د- محمود علي عريقات، ياسين أحمد، العادل السمعلي، محمد الطرابلسي، منجي باكير، علي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، عواطف منصور، د - عادل رضا، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، جاسم الرصيف، د.محمد فتحي عبد العال، يحيي البوليني، أبو سمية، محمد العيادي، الهادي المثلوثي، فوزي مسعود ، صفاء العراقي، فتحـي قاره بيبـان، سليمان أحمد أبو ستة، نادية سعد، محمد الياسين، إسراء أبو رمان، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، الهيثم زعفان، صالح النعامي ، أ.د. مصطفى رجب، رمضان حينوني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سامح لطف الله، محمود طرشوبي، سيد السباعي، رشيد السيد أحمد، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفى منيغ، عمار غيلوفي، ضحى عبد الرحمن، رافد العزاوي، مجدى داود، ماهر عدنان قنديل، د - صالح المازقي، د- هاني ابوالفتوح، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، كريم فارق، حميدة الطيلوش، أحمد بوادي، محمد يحي، رافع القارصي، سلوى المغربي، طلال قسومي، عمر غازي، د - المنجي الكعبي، محمد عمر غرس الله، د - مصطفى فهمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، د. خالد الطراولي ، د. طارق عبد الحليم، سفيان عبد الكافي، سعود السبعاني، د. صلاح عودة الله ، إياد محمود حسين ، مراد قميزة، علي الكاش، صلاح الحريري، د- جابر قميحة، وائل بنجدو، عبد الله الفقير، د - شاكر الحوكي ، د. عبد الآله المالكي، محرر "بوابتي"، سلام الشماع، د. أحمد بشير، محمود سلطان، أحمد الحباسي، عبد الرزاق قيراط ، عزيز العرباوي، فتحي العابد، كريم السليتي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة