البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في العلاقة بين الحداثة والدين (محاولة)

كاتب المقال عمار غيلوفي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 650


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


السؤال : هل تأسست الحداثة الغربية على معاداة الدين؟ كما يفهم حداثويونا في تونس؟

افضل ان انطلق من نصوص،لآباء الحداثة
في دلالتها الغربية.يقول ديكارت في كتابه مقالة المنهج،المقالة الثالثة، في ما سماها بالاخلاق المؤقتة:"القاعدة الأولى هي ان أحترم قوانين وعادات بلادي،وان أرعى، على الدوام، الدين الذي حباني الله بأن أنشأ في رحابه."( حرفيا). ويقول كانط، في مقدمة الطبعة الثانية لكتابه،نقد العقل الخالص(1781):" اردت ان اضع حدودا للمعرفة لكي أترك مجالا للإيمان".ويقول باسكال في كتابه افكار:" يكون الانسان تائها في هذا الكون اللامتناهي،من غير الله".ويقول هيقل من بعدهم،في تصدير كتابه ،مبادئ فلسفة الحق:" قليل من الفلسفة يؤدي الى الكفر،وكثير من الفلسفة يؤدي الى الإيمان" ،ردا على الذين يوظفون الفكر السطحي لاجل محاربة الدين.وقد جعل هيقل، المطلق ،يتجلى في الدين والفلسفة والفن،في آخر ما تسمو اليه الحضارة البشرية( فلسفة الروح).واذا عدنا لديكارت،نجده في كتابه التأملات،يقيم الأدلة العقلية على وجود الله،،أذكر فقط بهذا الدليل:" انا كائن ناقص.وانا أكمل المخلوقات، وإذا خلقت نفسي،فلن أخلقها على نقصان،إذن فالذي خلقني هو كائن كامل أرفع مني شأنا." ونبقى مع ديكارت،

فقد اعتبر ان الانسان،يستحيل عليه ان يبلغ الحقيقة في مجال العلوم الصحيحة،وفي أي ميدان آخر ما لم يؤمن بأن الله هو الضامن المطلق للحقيقة،وقد جعل مبدأي الأنا أفكر، والله الضامن للحقيقة،في قاعدة" شجرة الحكمة" البشرية. ( كتاب العالم).

هؤلاء مؤسسو الحداثة في دلالتها الغربية،اكتفيت بذكر هؤلاء دون سبينوزا ولوك وهيوم...ولم اجد واحدا منهم،تحامل على الدين،اوجعل منه عنوان تخلف،او اعتبره معطلا للتنوير الفكري ،مقال كانط: (ماهي الانوار؟)، بل جعلوا للحداثة هدفا:التقدم بالانسان ( براديغم التقدم)، على أساس الاستفادة من العلم في السيطرة على الطبيعة:" بالعلم استطعنا ان نكون أسيادا ومالكين للطبيعة"- ديكارت. فالحداثة ،كما أسسها روادها: إبستيمية وبراديغم ومنهج، وليست مذهبا.وحتى ماركس- ما بعد الحداثة- الذي يقتطفون من كلامه ما يطيب لهم،فإن قولته الكاملة:" إن الدين هو أفيون الشعوب،ولكنه هو صرخة الضعفاء والمظلومين".

يبقى،الأمر المحير،عند "حداثويينا"،هو أنهم يتجنون على الحداثة،ويجعلون منها عدوا للدين،فلاهم فهموا الحداثة ولاهم فهموا الدين.وانزاحوا بالحداثة اديولوجيا،من منهج تنويري،إلى مذهب تحريضي،

وشوهوها،ومسخوها مرتين،عندما لم يفهموا إبستيميتها،وعندما لم يدركوا غاياتها.وكانت ابستيميتها تختزل في الايمان بالذات الانسانية المفكرة،تحريرا لها من احتكار رهبان الكنيسة للمعرفة والبحث والحقيقة.( أنظر رسالة إعتذار قاليلي للكنيسة). ومسخوا الحداثة عندما لم يدركوا غاياتها،وهي الاقلاع من حالة قصور الانسان الذي هو مسؤول عنه،ومن حالة الجهل والكسل والجبن( كانط،ماهي الانوار؟). الاقلاع بالانسان من عصر الظلمات،الى عصر الانوار( العلم)، ومن غرق الشعوب الاوروبية في تعاطي السحر والشعوذة والتنجيم....
أهيب بالباحثين والمثقفين والمفكرين،أن يقارعوا المتشدقين بالحداثة،والذين أنزاح


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الحداثة، الدين، الفكر، تأمل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-10-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رحاب اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، مراد قميزة، حسن الطرابلسي، علي عبد العال، محمد الطرابلسي، تونسي، محمود سلطان، سليمان أحمد أبو ستة، سعود السبعاني، عزيز العرباوي، المولدي الفرجاني، سامح لطف الله، سلام الشماع، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، د - محمد بنيعيش، منجي باكير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، طلال قسومي، نادية سعد، مصطفى منيغ، د - المنجي الكعبي، محمود فاروق سيد شعبان، حسن عثمان، محمد اسعد بيوض التميمي، الهادي المثلوثي، صالح النعامي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمد رحال، رافد العزاوي، أحمد النعيمي، علي الكاش، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، صباح الموسوي ، أنس الشابي، عبد الغني مزوز، مجدى داود، د. أحمد محمد سليمان، عواطف منصور، ضحى عبد الرحمن، إسراء أبو رمان، د - صالح المازقي، سيد السباعي، د - شاكر الحوكي ، أبو سمية، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد بوادي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد الحباسي، محرر "بوابتي"، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد بشير، ياسين أحمد، رمضان حينوني، فتحـي قاره بيبـان، محمد عمر غرس الله، د- جابر قميحة، حميدة الطيلوش، فهمي شراب، جاسم الرصيف، صفاء العراقي، د. صلاح عودة الله ، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح الحريري، عبد الله زيدان، عبد الله الفقير، خالد الجاف ، عبد الرزاق قيراط ، د- محمود علي عريقات، خبَّاب بن مروان الحمد، كريم السليتي، د - الضاوي خوالدية، د. خالد الطراولي ، رضا الدبّابي، سامر أبو رمان ، سفيان عبد الكافي، أشرف إبراهيم حجاج، كريم فارق، فتحي العابد، صفاء العربي، د. عبد الآله المالكي، د. طارق عبد الحليم، إيمى الأشقر، محمد شمام ، أ.د. مصطفى رجب، وائل بنجدو، محمد يحي، عمر غازي، العادل السمعلي، عمار غيلوفي، فتحي الزغل، يحيي البوليني، عراق المطيري، سلوى المغربي، ماهر عدنان قنديل، الهيثم زعفان، محمد العيادي، مصطفي زهران، حاتم الصولي، يزيد بن الحسين، فوزي مسعود ، إياد محمود حسين ، د.محمد فتحي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، محمد أحمد عزوز، أحمد ملحم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح المختار، رافع القارصي، محمد الياسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رشيد السيد أحمد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة