البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

نظام انتخابيّ سيُغيّر المشهد السياسي والبرلماني.. من يخشى العتبة؟

كاتب المقال  محمد أمين السعيداني - تونس   
 المشاهدات: 2345



كما كان متوقّعا، أثار موضوع تنقيح مقترح القانون الانتخابِيّ وإدخال عتبة 5% في الانتخابات التشريعيّة جدلا واسعا داخل الأوساط السياسيّة و الإعلاميّة، بين من يعتبرهُ حلاّ جذريّا لضمان أغلبيّة برلمانيّة تضمن من خلالها استقرارا حكوميا وبينَ من يعتقدُ أنّ هذا التنقيح استهداف ممنهج للتعدّدية وتكريس صريح لاستبداد الأغلبيّة.

والمقصود بالعتبة الحد الأدنى من الأصوات التي يشترط القانون الحصول عليها من قبل القائمة المترشحة، ليكون لها حق في الحصول على حصّة ضمن المقاعد المتنافس عليها في الانتخابات.

وجرت الانتخابات التشريعية والرئاسيّة في تونس سنة 2011 و2014 دون اللجوء إليها، حيث وقع إقرارها لأوّل مرة في فيفري 2018 من خلال تنقيح القانون الانتخابي قبل إجراء الانتخابات البلديّة بإقرار عتبة 3% قبل أن تصادق لجنة النظام الداخلي والقوانين الانتخابيّة في البرلمان مؤخرا على إدراج عتبة 5 % في الانتخابات التشريعية المُقبلة.

فماهي أهمّ انعكاسات هذا التّنقيح على المشهد السياسيّ؟ وما مدى وجاهةِ وجهاتِ نظر الرّأيينِ؟

تعتبر التّجاذبات التي رافقت أشغال اللجنة البرلمانيّة قبل أيّام دليلا قطعيّا على حساسيّة الموضوع، حيث صوت ممثّلو حركة النّهضة والائتلاف الوطني ونداء تونس لصالح إدراج عتبة 5%، بينما رفض التنقيح كل من ممثّل الجبهة الشعبية وكتلة الولاء للوطن.

من يخشَى العتبة؟
يُعتبر أصحاب الرأي المساند لمقترح التّرفيع في الغالب من بين الأحزاب ‘الكبرى’ التي تمتلكُ قاعدة شعبية صلبة تمكّنها من تحصيل تمثيليّة أكبر مع ضمان عدم تشتيت الأصوات والوصول بالمشهد السياسيّ نحو الاستقرار البرلماني ومنه نحو الإستقرار الحكومي الذّي مثّل أهم عائق خلال المرحلة المنقضيةِ، معتبرين أنّ ذلك يساهم بشكل مباشر في خلق مشهد سياسي أكثر وضوحا، خاصّة في التمييز بين من هم في الحكم ومن يتواجدون في المعارضة، دون الحاجة إلى توافقات بعينهَا لضمان النصابِ.

وكتب الباحث التونسي، مصطفى القلعي، مؤيدا لرفع عتبة الدخول للبرلمان، قائلا: “من يريد أن يحكم عليه أن يكبر وعليه أن يلعب مع الكبار وعليه أن يرفض فتات القانون الإنتخابي.. على الجبهة الشعبية أن تكبر”.

وفي مقالة نشرها البارحة تساءل موجها كلامه للجبهة الشعبية، أكثر المعترضين على العتبة الإنتخابية،

“كيف تطرح الجبهة الشعبيّة نفسها بديلا للحكم وتدافع عن العتبة؟ يعني ضمنيّا لا ترى نفسها خارج هذه البوتقة؟ لا، إذا كنتم مازلتم قابلين بهذا الوضع فنحن، مناضلي الجبهة القاعديّين البسطاء، لم يعد بإمكاننا أن نقبل ذلك. اسمعوا رفاقي؛ أنا أعتقد أنّ الترفيع في العتبة هو فرصتكم لتكبروا وتأخذوا حجمك الطبيعي في وطنكم وبين شعبكم أو فلتعودوا كما كنتم ولتبدأوا من أوّل؟”

وكتب الكاتب الصحفي محمد صالح مجيٌد مقالا بعنوان “تونس: ديمقراطيٌة التسوٌل بالعتبة الانتخابيٌة“، قال فيه

“في تونس فقط يُراد للحزب الفائز أن يتنحٌى ليوزٌع الحكم على فقراء الأصوات تكريسا لبدعة ديمقراطية “التسوٌل ” بالعتبة الانتخابية او بالابتزاز تحت مسمٌيات “ضرورة التوافق”و”مساهمة الجميع في الحكم”

إنٌ الديمقراطيٌ الوفيٌ لمبادئه،هو الذي إذا دخل لعبة الانتخابات قبل بنتائجها ،وتصرٌف وفق أحكامها بتحمٌل مسؤولية الحكم إذا ما فاز أو خوض غمار المعارضة بشرف إذا فشل في إقناع الناخين”.


على عكس ذلك يصطدم هذا القرار بموجة رفض مرفوقة باتهامات عديدة يرى مطلقُوها ممثِّلين عن منظمات من المجتمع المدنيّ وأحزاب تحضى بتمثيليّات ضعيفة أن هذا التّنقيح يحمل بين طياته ما يهدف من خلاله إلى إقصاء وتحييد المكوّنات الحزبيّة ‘الصغيرة’ ويؤسس لدكتاتوريّة الأغلبيّة، حيث يعطي فرصة سانحة للأحزاب الكبرى للاستئثَار بالحُكم لوحدِها حتى وصفها الناشط السياسي طارق الكحلاوي خلال تدوينة له على الفايسبوك ‘بالمجزرة الإنتخابيّة’.

وبين هذا وذاك يرى كثيرُون أنّ التهكّن بالعتبة الملائمة غير مُمكن نظرا لعدم وضوح أفق التوازنات الممكنة التي ستفرزها إنتخابات 2019 ، فكلّ ما نعرفه بدقّة هو نتائج انتخابات 2014 والتي تميّزت بتقدم كبير لحزبي النهضة والنداء في حين لم يتمكن الحزب الثالث (الاتحاد الوطني الحرّ) من الاقتراب من عتبة 5% وفي وضعيّة الحال لو طبّقنا عتبة 5% فالنداء سينتقل من 86 نائبا إلى 107 نواب وحركة النهضة ستربح بدورها 19 نائبا آخر لتصبح حائزة على 88 نائبًا) أي أنّ هذين الحزبين سيربحان معا 40 نائبا ولن يبقى لبقيّة الأحزاب ما يسمح لها حتّى بتكوين كتلة برلمانيّة.

تقول كلّ المؤشرات إنّ الانتخابات المقبلة لن تكون كسابقاتهَا نظرا لدقّة المرحلة ولخطورة الأوضاع الوطنيّة والإقليميّة وهو يتطلّب طبقة سياسيّة صلبة ومتماسكة قادرة على مسايرة الأوضاع والتفاعل مع الُمستجدّات.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإنتخابات، الجبهة الشعبية، عتبة 5 بالمائة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-11-2018   المصدر: موقع ميم

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد اسعد بيوض التميمي، سلوى المغربي، د - الضاوي خوالدية، إياد محمود حسين ، سامر أبو رمان ، د - المنجي الكعبي، سليمان أحمد أبو ستة، خالد الجاف ، د - محمد بنيعيش، ياسين أحمد، أحمد الحباسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد النعيمي، ضحى عبد الرحمن، محمود سلطان، الناصر الرقيق، د - صالح المازقي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د. مصطفى رجب، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد أحمد عزوز، سلام الشماع، محمد شمام ، عبد الله الفقير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صالح النعامي ، ماهر عدنان قنديل، عبد الغني مزوز، جاسم الرصيف، طلال قسومي، د. خالد الطراولي ، أنس الشابي، يزيد بن الحسين، د- محمود علي عريقات، الهيثم زعفان، مراد قميزة، صفاء العربي، محمد العيادي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بوادي، صلاح المختار، منجي باكير، رافد العزاوي، د - محمد بن موسى الشريف ، فهمي شراب، سفيان عبد الكافي، يحيي البوليني، محمد عمر غرس الله، حاتم الصولي، د. صلاح عودة الله ، نادية سعد، عمار غيلوفي، فوزي مسعود ، فتحي العابد، تونسي، عبد الله زيدان، مصطفى منيغ، فتحـي قاره بيبـان، العادل السمعلي، د - مصطفى فهمي، رمضان حينوني، صباح الموسوي ، مصطفي زهران، حسن عثمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - عادل رضا، كريم فارق، المولدي الفرجاني، د- هاني ابوالفتوح، محمد الطرابلسي، محرر "بوابتي"، صفاء العراقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الرزاق قيراط ، عراق المطيري، كريم السليتي، د- جابر قميحة، رافع القارصي، محمود طرشوبي، إسراء أبو رمان، حميدة الطيلوش، علي عبد العال، علي الكاش، محمود فاروق سيد شعبان، مجدى داود، د- محمد رحال، رشيد السيد أحمد، د. أحمد بشير، الهادي المثلوثي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رضا الدبّابي، خبَّاب بن مروان الحمد، سيد السباعي، أحمد ملحم، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، حسن الطرابلسي، د - شاكر الحوكي ، سامح لطف الله، د. أحمد محمد سليمان، أبو سمية، سعود السبعاني، د. عبد الآله المالكي، عزيز العرباوي، إيمى الأشقر، محمد الياسين، عمر غازي، صلاح الحريري، فتحي الزغل، عواطف منصور،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة