البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

رشيد الشمّاخي، شهيد التعذيب في السجون التونسية

كاتب المقال وفاء الحكيري - تونس   
 المشاهدات: 2446



كشف سمير ديلو عضو هيئة الدفاع في قضية اغتيال المناضل التونسي، رشيد الشّمَّاخي، أن المتهم الرئيسي في القضية لم يتم إيقافه إلى حدّ الآن رغم أن مكانه معلوم، مضيفا أن هناك من يتستر عليه، وذلك إثر انطلاق ثاني جلسة في قضية أحالتها هيئة الحقيقة والكرامة.

وأكد سمير ديلو، في تصريح إذاعي محلي، أنّ هذا المتهم، وهو رئيس الفرقة التي قامت بالتعذيب، قد فرّ من مكتب حاكم التحقيق، وهي سابقة في تونس.

وأضاف ديلو، أنّه وقع الضغط على الأطباء لتدليس الشهادات الطبيّة، حيث تم تدليس أوراق القضية والادعاء أن رشيد الشّمّاخي توفي نتيجة فشل كلوي، جراء إصابته بمرض البوصفير.

وكانت الدائرة القضائية المختصة في العدالة الانتقالية، قد شرعت في 29 يونيو/ جوان المنقضي، في النظر في قضية الشهيد رشيد الشماخي، الذي قتل تحت التعذيب، بمقر فرقة الأبحاث والتفتيش بنابل يوم 27 أكتوبر / تشرين الأول 1991، وذلك بعد أن أحالتها عليها هيئة الحقيقة والكرامة.

رشيد الشماخي، رحلة عذاب انتهت بالموت

تعود الروايات إلى التسعينات، أين كانت فرقة البوليس التونسي، بولاية نابل (60 كم عن العاصمة)، تطارد المناضل التونسي، رشيد الشمّاخي، الذي لم يمض على زواجه سوى شهرين، حيث عمدت بطريقة همجية وبصفة مستمرة، في أوقات متأخرة من الليل، دون ترخيص قانوني، إلى مداهمة منزل عائلة الشماخي، الكائن بمدينة سليمان، لتتلذذ في ممارسة شتى أنواع الضغط والتهديد والابتزاز.

وقد تكررت عمليات المداهمة العشوائية، بصفة مستمرة، خاصة في أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول، وذلك ما بين 22 و24 من الشهر، وفي كل مداهمة ليلية، تقوم الفرق البوليسية، لأعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بنابل، بالتصعيد في ممارساتها، حيث قاموا باعتقال زوجة رشيد الشماخي، منية الجويني، وسرق بعض الأعوان مصوغا وأموالا لأفراد العائلة، وقام أحد الأعوان بإشهار سلاحه، قائلا أن بن علي سلمه له شخصيا ليقتل به رشيد، وبادر إلى تهديد والدة الشهيد الشماخي، بالقتل، موجها إلى رأسها فوهة المسدس، فيما قام آخر بتهديدها بقطع رأسها إن لم تخبره عن مكان ابنها.

اختطفت الزوجة العروس، واقتيدت بالقوة إلى مركز الحرس الوطني بسليمان، أين مورس عليها شتى أنواع التعذيب، وهددت بالاعتداء على شرفها وبإذاقتها المزيد من أبشع أنواع التعذيب وإيداعها السجن، إن لم تفصح عن مكان زوجها رشيد.

وتحت التعذيب، اضطرت منية إلى الإفصاح عن مكان شقيقات رشيد وأقاربه بين سليمان ومرناق وتونس العاصمة، والتي تم إقتحامها كلها، بحثا عنه، ليقع القبض عليه، في تمام الساعة ال6 من صبيحة الـ 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1991.

ومن اللحظات الأولى لاعتقاله، أذيق شتى أنواع الضرب وقام أعوان البحث بتقييد وثاقه وتغطية وجهه بقميص، ليقتاد إلى مركز فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بنابل.

وذكرت المصادر، أنهم، كانوا كلما مروا بمركز للأمن إلا وأنزلوه وضربوه بوحشية لا مثيل لها، إلى أن وصل إلى مقر فرقة الأبحاث والتفتيش بمنطقة الحرس الوطني بنابل، أين شهد آخر فصول الرواية، وحيث كان كان رئيس الفرقة، المشرف على تنظيم ومتابعة حصص التعذيب اليومي في انتظاره، الذي قال مباشرة للأعوان “أقتلوه”.

وقد ذكر الشهود العيان، أن عملية تعذيب الشهيد رشيد الشمّاخي، قد بدأت منذ وصوله إلى المقر الأمني ودون أن يقع توجيه أي أسئلة له، لأن الغاية كانت قتله وجعله عبرة للآخرين.

ومع الضرب المبرح، الذي وصل إلى درجة السلخ، أقتيد الشهيد، إلى روضة البلدية الكائنة بحي غرة جوان بسليمان للبحث عن أسلحة مزعومة، ومن ثمة وقع إقتياده أيضا إلى مركز لتربية النحل على ملك العائلة بمنطقة الشريفات، للبحث عن الأسلحة المزعومة التي لم يكن لها أثرا. وقد أثبتت كل التحريات، أن المعطيات الكاذبة، أنه لا وجود لها أصلا، وأنها كانت صادرة من الرئاسة.

وتحت استمرار التعذيب طيلة 3 أيام بلياليها، زهقت روح الشهيد رشيد الشماخي، في ال27 من أكتوبر/ تشرين الأول 1991، وبدأت السلطة في إخفاء معالم الجريمة، منذ ساعة مقتله، مقيدا بالأغلال، ولم يتم إعلام عائلته بالوفاة يومها.

وفي الإبان قام طبيب التشريح بالمستشفى بإعداد تقرير حول الأسباب الحقيقية للوفاة، وفي تقرير مصور، خلال جلسات الحقيقة والكرامة، قال قاسم الشماخي، الشقيق الأكبر لرشيد، أن رئيس فرقة الحرس عبد الفتاح الأديب، طلب تعديل التقرير، وحين رفض الطبيب ذلك، حول الملف إلى طبيب آخر، دلس المعطيات والحقائق والإدعاء بأن الضحية قد توفي نتيجة إصابته بمرض البوصفير ونتيجة فشل كلوي.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، رشيد الشمّاخي، التعذيب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-07-2018   المصدر: ميم

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، د. أحمد بشير، محمد شمام ، سامح لطف الله، إياد محمود حسين ، الهيثم زعفان، د - الضاوي خوالدية، د. طارق عبد الحليم، رشيد السيد أحمد، مصطفي زهران، عمار غيلوفي، سفيان عبد الكافي، أحمد الحباسي، د- جابر قميحة، صفاء العراقي، صباح الموسوي ، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العربي، محمد العيادي، محرر "بوابتي"، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فهمي شراب، حسني إبراهيم عبد العظيم، سيد السباعي، رضا الدبّابي، محمود سلطان، الناصر الرقيق، علي الكاش، مصطفى منيغ، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم فارق، ماهر عدنان قنديل، د- محمود علي عريقات، د - محمد بنيعيش، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، تونسي، صالح النعامي ، جاسم الرصيف، سعود السبعاني، حسن عثمان، فتحـي قاره بيبـان، د. عادل محمد عايش الأسطل، منجي باكير، أشرف إبراهيم حجاج، سلام الشماع، أحمد بوادي، د- هاني ابوالفتوح، المولدي الفرجاني، أحمد ملحم، العادل السمعلي، محمود طرشوبي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود فاروق سيد شعبان، الهادي المثلوثي، يحيي البوليني، يزيد بن الحسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، حميدة الطيلوش، ضحى عبد الرحمن، نادية سعد، عبد الله زيدان، د - عادل رضا، محمد اسعد بيوض التميمي، رمضان حينوني، إسراء أبو رمان، وائل بنجدو، د. عبد الآله المالكي، علي عبد العال، عبد الله الفقير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن الطرابلسي، ياسين أحمد، صلاح المختار، سامر أبو رمان ، د. أحمد محمد سليمان، مجدى داود، عبد الغني مزوز، سلوى المغربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - المنجي الكعبي، محمد أحمد عزوز، رافع القارصي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عواطف منصور، أنس الشابي، محمد يحي، محمد الياسين، إيمى الأشقر، د.محمد فتحي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، د- محمد رحال، د. خالد الطراولي ، رافد العزاوي، محمد عمر غرس الله، عزيز العرباوي، د - صالح المازقي، أ.د. مصطفى رجب، حاتم الصولي، خالد الجاف ، كريم السليتي، أبو سمية، د - مصطفى فهمي، خبَّاب بن مروان الحمد، صلاح الحريري، فوزي مسعود ، فتحي الزغل، أحمد النعيمي، عمر غازي، عراق المطيري، مراد قميزة، د. صلاح عودة الله ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة