البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

نماذج من التعامل بمحورية المعرفة عوض محورية الفكرة

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 461
 محور:  مقالات في المعنى

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


شاعت بين الناس حديثا أن يروا حفلات تعقد بالمؤسسات التعليمية يكرم فيها التلاميذ مدرسيهم من خلال هدايا رمزية

وقد رأيت صورة يظهر فيها ما يبدو أنه تلميذ ينحني يقبل يدي ما تبدو أنها مدرسته، يريد أن يقول أنه يقدرها، في تصرف مسرف في التمثيل والتصنع

ولعل الكثير شاهد صورا تظهر كيف يقبّل المتخرجون الجدد آباهم وأمهاتهم ويجلونهم
بل لقد شاهدت فيديو يظهر أحدهم يحمل أمه فوق ظهره يطوف بها في الحج، وهو يريد أن يقول أن ذلك برّ بأمه

-------------
- مايجمع كل هذه المواقف أن أصحابها يريدون نقل معنى الإحترام والتقدير للمدرسين أو لوالديهم، يريدون أن يقولوا أنهم يقدرونهم في أشخاصهم ويحترمونهم لما قدموه لهم

- إذن تلك التصرفات هي عبارة عن دالة (وسيلة) لنقل دلالة (الإحترام)، هي أداة لنقل محتوى يراد تبليغه للغير

- يفترض أن مايهم في العملية كلها هو المعنى أي الإحترام والتقدير لهذا الاخر مدرسا أو والدا (أب أو أم)، لكن هذا الاحترام موجود مجرد لايمكن إثباته ماديا

- لنفهم سبب اللجوء للمظاهر، هنا نستدعي مفهومي الشخصية المفكرة والشخصية المعرفية (1) الذين قدمتهما من قبل، إذ الشخصية التي تفضل تناول الواقع من خلال المحسوسات وتأنف من المجردات لا تقبل بغير التجسيد المادي للمعاني، وحينما ينتشر هذا التناول المادي للمعاني فإن الفرد الذي يريد نقل فكرة ما كالإحترام سيجد نفسه مضطرا لاستعمال طرق ملموسة لتبليغ المعنى، لذلك يلجأ الناس للمظاهر التي تنقل معاني الاحترام

- لما كان السياق يستدعي إثبات الإحترام المجرد كما سبق تبيانه، فإنه يستعان بأداة تثبته وهي تلك المظاهر، أي أن مظاهر الإحترام لم تعد مجرد دالة على المدلول وهو الإحترام وإنما أصبحت مطلوبة لأنها بمثابة المجسد للاحترام والتقدير

- هنا تحول الدال لمدلول، أي أن الأداة تحولت من مستوى مجرد طريق موصل لشيىء ما، إلى مستوى أنها هي ذاتها المطلوبة لأنها بوجودها سيكون هناك ضمنيا الهدف وهو الإحترام والتقدير، أي يراد أن يقال بوجود ظواهر الاحترام ضمنيا سيكون هناك احترام

- حينما تتحول الاداة لهدف أي تتحول المظاهر هي المطلوبة، فإن هذا الهدف أي معاني الاحترام لن تصبح موضوع سعي للاثبات، ولأن الناس تكتفي بالمظاهر فإن المعنى يضعف وقد يموت، مع تضخم مواز لمظهر ذلك المعنى

وقد نصل لعلاقة خطية عكسية، أي كلما ارتفعت قيمة المظهر ضعفت قيمة المعنى، أي كلما قويت مظاهر الإحترام كان ذلك دليلا على غياب الإحترام، وهو احتمال وارد ولكنه ليس حتميا ولا يمكن اثباته عمليا

- إذن التناول بمحورية المعارف أي أن كل معنى علينا تجسيده ماديا، هي سبب اللجوء لهذا الاسراف في مظاهر الاحترام، عكس محورية الفكرة التي تقود الشخصية المفكرة التي كانت ستكتفي بالاحترام الذي تحمله للمدرس وللوالد كمفهوم مجرد من دون وجود داع لإثبات ذلك للغير، لأنها شخصية تتحرك في حقل معاني الأفكار وليس معاني المعارف (2)

- إذن شيوع المظاهر ومنها مظاهر الاحترام، يمثل أحد عينات تسلط وغلبة تناول الواقع بمحورية المعارف والتجسيدات المادية الثابتة متوازيا مع غياب التناول التفكيري، وهذا مؤشر سيىء لأن غلبة التناول المعرفي يؤدي للتسطيح والنمطية وعداوة التفكير والفكر

-------
(1) لفهم الشخصية المفكرة والشخصية المعرفية، ينظر:
الشخصية المفكرة والشخصية المعرفية: جدلية التأثير في الواقع
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10897

(2) للإطلاع على اختلاف المعنى بين المعارف والفكر، ينظر:
المعنى بين الفكر والمعرفة
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10883



**************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك. دلالة نشر مظاهر احترام المدرسين والوالدين على العموم


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-07-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء