فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 883 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
منظومة الإسلام تؤطر الموجودات فعلا أو كيفيات فعل، في بُعدين وهما بُعد الواقع (الشهادة) وبُعد الغيب
وهذا الفهم يمتد لكل مستويات الإسلام بداية من أرقى المساحات إسلام العقيدة وصولا لمساحة التعبد الفردي
لذلك فإن المفاهيم داخل المركزية الاسلامية تتحرك معانيها في بُعدين، فالحرية والكرامة والشجاعة والصدق والاخلاص مفاهيم معانيها ذات محتويات موجودة وجوبا في بُعدين (1)
بالمقابل المركزية الغربية حينما تتناول نفس المفاهيم المذكورة سابقا فإن معانيها تتحرك وجوبا في بُعد واحد هو بُعد الواقع
اختلاف الأبعاد التي تتحرك فيها معاني المفاهيم اختلاف جوهري لأن بُعد الغيب لدى الفرد المسلم يؤثر في بُعد الشهود / الواقع، هذا يؤدي لكون معاني المفاهيم المشتركة لفظيا أي إطلاقيا (الحرية، الكرامة، الصدق...) ليست بنفس العمق التناولي والدلالي بين منتسبي المركزيتين الغربية من ناحية والاسلامية من جهة ثانية
لما كان الواقع لاينظر إليه بنفس العمق والثراء حيث الاسلام يتعامل مع الوجود ببعدين، بينما المركزية الغربية ببعد واحد، ولما كان هذا الاختلاف في عمق التناول يؤدي لاختلاف معاني المفاهيم، فإنه يستحيل الاشتراك في معاني المفاهيم مع المركزية الغربية
وأن يكون هناك اشتراك في المفهوم واختلاف في المعاني وضع يؤدي لتنازع في جدارة المعنى، أي أيهما أصوب نسبة للواقع، هل هو المعنى ذو البعد الواحد أم هو المعنى ذو البعدين الشهود والغيب
هذا التنازع يوجد في مستوى جدارة المعاني، وينتقل لجدارة المفاهيم، وهذا يوصل لمغالبة بين الخلفيتين المولدتين للمعاني أي المركزيتين العقديتين الغربية والإسلامية وجدارتهما لإدارة وضبط الواقع
فثبت إذن أنه يوجد وجوبا تنازع وتغالب بين المركزيتين الغربية والإسلامية بسبب اختلاف أبعاد الموجودات لدى كل منهما
------
(1) ينظر لمقالات لي حول الفرق بين المفهوم والمعنى:
المفهوم والمعنى والفعل: جدلية الزمن وتغير المعنى
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10798
لايصح القول بالإشتراك في الحرية إلا لدى المنتسبين لمجال مفاهيمي واحد
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10777