البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

فقر المعنى لدى الفرد التابع سبب عمليات التحكم بالواقع

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 1270
 محور:  مقالات في المعنى

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تناولنا من قبل حقيقة أن التحكم في الفرد يقع من خلال طبقة عوامل وهي المعنى والمفهوم وحامل المفهوم، وأن التلاعب بمعاني المفاهيم هو الذي يجعل الفرد ضحية لعمليات التوجيه الذهني وتحويله لتابع إمعة (1)

يحتاج الفرد لمعاني يملىء بها المفاهيم المتداولة بالواقع، فهو سيستعمل مضطرا مفاهيم الأسرة والعمل والكرامة والرجولة والحلال والحرام وغيرها، لكنه حينما يشرع في استهلاك تلك المفاهيم سيصطدم باعتراضات مرتبطة بمعانيها

نظريا يمكن للفرد أن يتخير معاني المفاهيم بما يريد أو بما قرأه في الكتب واقتنع به، لكن لما كان المعنى الذي يبحث عنه الفرد للمفاهيم هو ذلك الذي يشاركه فيه باقي أفراد الواقع ممن يريد التواصل معهم، فإنه سيضطر لاستعمال المعاني المشتركة للمفاهيم في ما يمكن تسميته المجال المفاهيمي السائد (2)

هنا نحن في وضع استعمال تجريدات ذهنية لم يقع إنتاجها من طرف الفرد لموجودات موضوعية بالواقع، من ناحية أخرى فان العلاقة بين الموجود الذهني والموجود الموضوعي علاقة غير كاملة لأن أحد طرفيها ذاتي ولا يمكن نقله بكامل حقيقته إلا من طرف صاحب الموجود الذهني أي صاحب اللفظ أي المفهوم، لأنه تصور ذاتي يحمل جزءا من تجربة الشخص واستيعابه لمعنى اللفظ ولكل عملية التصور الذهني للموجود، لذلك لا يمكن القول أن دلالة أي لفظ هي التي قصدها واضع المفهوم وإنما هي علاقة تقريبية، فالقول عن موجود أنه شجاع أو جبان أو كريم دلالة تقريبية تحكمية قدرها مطلق الوصف، بين اللفظ والموجود

إذن حينما يأتي الفرد ويجد معاني أمامه ويطلب منه استعمالها لوصف مفاهيم موجودات في واقعه، فإن ذلك الاستعمال سيكون غير دقيق وغير أصيل، أما غير دقيق فلأنه سيضطر لتكرار الاستعمال لكي يقترب من المعاني المقررة من حوامل المفهوم أي الاقتراب مما حدده المتحكمون بالواقع أي الالتزام بمعاني الكرامة والرجولة والحرية والتدين كما صوروها هم، ثم هو استعمال غير أصيل لأنه يستعمل أوعية ذهنية لم ينتجها ولم يشارك فيها أصلا

--------------------------------

استغلال فقر المعنى لدى الفرد

هذا الوضع يجعل الفرد يعيش حالة من التيه والضياع الذهني، نتيجته ما يمكن ملاحظته في مايلي:

* أن الفرد لا يستطيع تقييم وتحديد المعاني بدقة، فتصبح الأمور لديه فضفاضة لأنه لا يعرف حقيقة كل الحقل الدلالي للمفهوم حيث هو محتوى فرض عليه، لذلك لو أخذت أي فرد عينة من الموجود بواقعنا الذي في عمومه أفراد إمعات وسألته عن معاني الحرية أو الرجولة أو التبعية أو الدين أو غيرها من المفاهيم المتداولة لما أجابك بأي شيء واضح وقد يجيبك في نفس الحين بكلام ونقيضه

* حينما يكون الأفراد في وضع الفقير للمعنى فهم في وضع الحاجة لمليء فراغات المفاهيم، وهنا يكون دور المتحكم بالواقع الذي سيعمل على إشباع تلك الاحتياجات من معاني المفاهيم، ويكون ساعتها دور حوامل المفاهيم التي ستتكفل بذلك من تعليم وإعلام ومهرجانات ورجال دين لضخ المعاني الوظيفية المراد تأديتها دور خدمة وتكريس الواقع

* ضياع المعنى الدقيق لدى الفرد التابع المتحكم فيه يصل حتى لأموره الحميمية، إذ حتى في دينه تجده يقول أدعية غير دقيقة بل وغير صحيحة وكأنه غير مهتم أصلا بدلالة الألفاظ لشدة نسيانه النظر لمعاني الكلمات، فتجد بعضهم يدعو بأدعية من مثل: اللهم ارزق كل المسلمين أو انصر كل المسلمين، ولو فكر أحدهم قليلا لوجد أن هذا الدعاء وإن كان يمكن نطقه ثم حتى وإن كان في قدرة الله إجراء كل شيء لكن الله ينجز بالواقع الممكنات فقط التي تجري حسب سننه، أما أن ينصر كل المسلمين ويرزقهم كلهم فهذا غير ممكن ويعارض سننه في إيجاد الأشياء، لكن الناس المهم تقول كلاما و لا يهمهم في معانيه

* الواقع الذي يعج بالأفراد الإمعات ضحايا التوجيه والتحكم الذهني لا يشجع على وجود التفكير الحر المنتج للأفكار الجديدة الأصيلة أي التي مرت بمسار حر في تطورها وصياغتها، أولا لأن من يريد الفكاك من أسر عمليات التوجيه الذهني يلزمه قدر غير يسير من الوعي بخطر وسائل التحكم وثانيا يلزمه مجهود فعال للتغلب على تلك الأدوات للفكاك من أسرها

وهذان العاملان هما ما يلزمنا لكسر عوائق منع فهم واقعنا للوصول لتغييره واستنقاذه من منظومة فرنسا

------------------------------
(1) ينظر للمقالين السابقين:

الفرد الإمعي التابع والبحث عن المعنى
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10279

طبقات المعنى والمفهوم والأداة: التحكم الذهني في الفرد التابع
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10283

(2) المجال المفاهيمي، مصطلح يدخل في سياق مجموعة مفاهيم اخرى استعملها وهي المركزية العقدية التي يشتق منها المجال المفاهيمي، وصراع المركزيات العقدية واسلام العقيدة واسلام الهوية واسلام الثقافة

يمكن الاطلاع على المقال التالي في معنى المجال المفاهيمي:

منظومة فرنسا بتونس و وجوب الفرز العقدي (2)
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10209



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-08-2022  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء