فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 89 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أرأيت تلك المجلدات في الصورة المصاحبة، إنها تتعلق بمعارف
واقعنا فيه الكثير ممن له اطلاع معمق على المعارف المتضمنة بتلك المجلدات ومايماثلها فقرأها وتخصص فيها ونال فيها الشهادات العليا
لكن هل أن تلك المعارف أثرت وساهمت في تأسيسات الواقع، الجواب لا
دولنا الحالية كلها فيها جامعات مختصة في الإسلاميات، فيها مختصون دكاترة مشائخ لهم تعمق في تلك المعارف
تونس بها جامعة الزيتونة، وفيها البيوتات الكبرى التي توارثت من قبل التخصص بالمعارف الاسلامية من آل عاشور والنيفر وجعيط وغيرم
المغرب وجامعاته ومؤسساته "الحسينية" التي تروج لسردية "أمير المؤمنين"
الأردن ومؤسساته وجامعاته الإسلامية التي تروج لسردية "الأسرة الهاشمية" والدم القريشي
السعودية وجامعاتها ومؤسساتها الإسلامية المختلفة التي تروج للفهم السعودي الوظيفي للإسلام
كل من هذه المؤسسات الجامعية، لو نظرت إليها ستجدها تعج بالمجلدات التي تفيض بالمعارف الإسلامية من علوم القرآن والحديث والفقه ومدارسه
وستجد كل دولة بها مئات بل آلاف الدكاترة المختصين في تلك المعارف
لكن هل غيرت تلك الجامعات وتلك المجلدات وأولئك الدكاترة شيئا من الواقع الفاسد وأخرجوه من وَهْدَته
الجواب، لم يقع أي من ذلك وإنما الذي وقع هو العكس، حيث أنها تحولت لأدوات تكرس الواقع وتعمل على الإقناع الضمني بتأسيساته الاولى، من خلال عدم تناول تلك الزوايا
وهل تعرف لماذا
الجواب لأن تلك المؤسسات وأولئك المختصين ممن يدرس فيها ويتخرج منها، هم أصحاب معرفة وليسوا أصحاب فكر، يتحركون في الموجود ويعملون على الترويج لتصوراته المؤطرة (السردية)
لذلك قلت من قبل أن المعرفة لاتغير الموجود لأنها لا تسائله، وإنما هي كمّ سلبي تتحرك وتوظف من طرف من يتحكم فكريا في ذلك الواقع
وهذا معنى أن المعرفة تابعة للفكرة، وأن الواقع يغيره الفكر لا المعرفة، الفكر الذي لايقبل بالضمنيات والمسلمات ويطرح أسئلة البدايات والمرجعيات الضابطة