فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 510 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أحدهم يجد دكانا يعرض سلعا تركه صاحبه من دون حماية، فيسرق محتوياته، من المسؤول عن تلك السرقة، هل هو صاحب المحل الذي لم يحم محله أم السارق الذي قام بفعل السرقة
المرأة حينما تخرج متبرجة وتقع معاكستها، من المسؤول عن ذلك هل هو من يقوم بفعل المعاكسة أم هي التي تخرج للمجال العام، مستفزة للغير بلباسها وسلوكها
الذي ينحرف تصوريا فيتعامل مع الأجنبي ويكره بلده ولغته ودينه، هل نحمل ذلك الفرد لوحده المسؤولية عن انحرافاته تلك، أم أن أدوات الاخضاع الجماعي التي شكلت شخصيته من تعليم وتثقيف واعلام هي المسؤولة باعتبارها حبّبت إليه التبعية ونمّت لديه كره الذات
في كل هذه الحالات، الحقيقة أن المسؤولية موزعة، لكننا في الواقع نحملها لطرف واحد
نحن لانعترف إلا بمستهلك الفعل، بينما الحقيقة أن الفعل يمر بثلاث مراحل: إنتاج الفعل وتوزيع الفعل ثم استهلاك الفعل
نحن لانعترف إلا بمرحلة الفعل الأخيرة وهي من استهلكه، وهذا خلل منهجي كبير يجعلنا لانفهم أحداث الواقع بطريقة سليمة
الحقيقية أن المرأة مسؤولة عن فعل معاكستها وأن سلوكها ولباسها في المجال العام هو ما يقرر وجود المعاكسة بنسبة كبيرة، لأنها هي تمثل منتجة الفعل وموزعته، بينما من يعاكس هو مستهلك الفعل
وصاحب المحل الذي تركه من دون حماية ساهم في فعل السرقة، لأنه انتج الفعل ومالسارق إلا مستهلك للفعل
والفرد المنبتّ وهم عموم التونسيين، هو مجرد ضحية لأدوات اخضاع ذهني انتجت فعل التبعية وروجت لها، وما ذلك الفرد إلا مستهلك للفعل
---------------------
كنت كتبت في هذا الموضوع من قبل، وقلت أن علينا النظر لاتجاه الفعل بغرض استيعاب الواقع وتغييره
حينما نعتمد متجهات (vecteur) الفعل، فإنه يمكننا استيعاب هذا التفصيل ومن هناك فهم الواقع بطريقة سليمة
مقال : لايكفي النظر للفعل وإنما يجب النظر لاتجاهه
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10945