البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

تأملات حول الموت (3): الموت والذكريات

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 807
 محور:  تأملات

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هذا الجزء الثالث من تأملات لي حول الموت (*)، وسأخصصه لعلاقة الموت بالذكريات

- حينما ترجع لصورة لك وأنت طفل أو شاب، ستلاحظ فرقا كبيرا بين حالتك الجسدية الآن والسابقة، ذلك يعني أن تغيرا حدث لك في مستوى جسدك، بالدقة حصل أمران: جزء مادي اندثر وذهب وجزء مادي آخر حلّ وأتى كجديد، مع شرط أن الإزالة ثم الحلول تأتي مرتبة لكن متزامنة أي من دون فارق زمني مع ما بعدها

- عملية إزالة وإفناء الموجود القديم من الجسد وحلول موجود جديد بنفس الجسد يمكن إثبات وقوعها من خلال مشاهدة تغير جسد شخص بين فترتين من مسار عمره، ولايوجد مايمنع وقوع تلك العمليتين في كل جزء من مسار وجود الجسد الذي نسميه الزمن

هنا يمكن ملاحظة إمكانية الحدوث، ثم إن تلك الامكانية أثبت حصولها في اللحظة التي وقعت فيها ملاحظة الفرق، أي لحظة أنه تبين لك اختلاف بين صورتك وأنت صبي عن صورتك الآن، وهذه ملاحظة تصحّ في أي جزء من مسار وجودك، إذن فالامكانية أصبحت وجوبا

- بالتالي الجسد الحي مجال لحدوث عمليتين متتابعتين إفناء وإيجاد، خلال كل مسار وجوده، ولو توقفت عمليات التجديد في لحظة ما، فستتوقف عمليات وجود الجسد لأنه لن تصح عمليات المقارنة بين لحظتين بانعدام أحد تلك اللحظات

لو حدث إفناء للجسد من دون تجديد فذلك هو الموت، أي لم وقع كسر أحد حلقات التجديد للجسد فذلك يعني الموت

إذن يمكن تعريف الموت أنه توقف مسار الافناء والايجاد في إحدى حلقاته، بتوقف عملية التجديد في تلك الحلقة

- جسد الانسان إذن مجال لعمليات موت متواصلة، لكننا لانصف بالموت إلا آخر حلقات الإفناء تلك، والانسان يحس بمعاني الموت هذه ويظهرها في قوة أحاسيس التذكر والذكريات

الانسان يسترجع ذهنيا جزء من جسده أي من وجوده الذي مضى، ولكنه يتمثل تلك اللحظة بترميزات من الحياة التي اقترنت بها كالمكان والأشخاص والأحداث

- الذكريات هي إذن تحسّر على الأنا التي ماتت، ولكننا نعتقد أننا نحنّ للمكان أو الحدث او الرائحة التي اقترنت بموتها، وما تلك الاشياء حقيقة الا ترميزات ومحددات للحظة الأنا التي تعلقت وصادف وجودها بذلك الشخص أو الحدث أو الرائحة

فما نتصوره موضوع ذكريات هي في الحقيقة، الأنا الميتة في تلك اللحظة الفائتة من أعمارنا، فالذكريات إحدى تمثلات الخوف من الموت، إذ هي تعلق بحياة اعقبت موت جزئي سابق وهي الذكريات، خوفا من موت لاحياة بعده وهو الموت النهائي

**************
يمكن الاطلاع على الحلقات السابقة
تأملات حول الموت (1)
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10499


تأملات حول الموت (2)
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10501

----------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
#تأملات_فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
.تأملات حول الموت (3): الموت والذكريات


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-12-2022  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء