يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الموت بالنسبة للفرد من البشر، يمثل قطعا لمسار وجوده المادي المتعلق به، لأن الموت يعمل في تعلق بالموجودات كأفراد وليس كمجموعات
وهو مسار وجود وليس مسارات الوجود لانه لم يثبت عقليا ان وجودي كبشر هو فقط ذلك المادي، او لنقل من زاوية أخرى، لايوجد مايمنع امكانية توفر مستوى اخر لوجودي غير المادي، بل نحن أساسا كمسلمين نعتقد بوجود مسار اخر غير المادي
هذا القطع يعتبر نهاية المسار الذي اتبعه وجود الفرد بالنسبة للمسلم، وقد يكون قطعا له في انتظار معاودة المضي في ذلك المسار لدى اتباع اعتقادات أخرى تلك التي تقول بالعودة وتناسخ الارواح
الموت هو إذن آلية لإنهاء الوجود المادي للمخلوقات ومنها البشر
ثم إن وجود الموت أمر ضروري من نوع الالزامات والمصادرات في الفعل، أي من نوع الفعل الذي يقع من دون أن تفهم سبب وجوده، لأن البشر لم يكن لهم الحرية وحق المشاركة في اختيار الموت كاداة لانهاء تجارب وجودهم، وهم لا يفهمون لماذا وقع اختيار الموت كطريقة لاتمام مهمة انهاء الوجود، حيث الاحتمالات الاطلاقية تقول بإمكان وجود احتمالات أخرى وإلا فأين الالزام الذي يقول بترجيح الموت فقط
أولا لأنه لايوجد مبرر لإنهاء وجودهم أساسا وثانيا لم يوجد مرجح لكون الموت هو الطريقة الوحيدة لانهاء وجودهم
وبيان ذلك في النقطة الاولى أن خالق الوجود لاشك له من القدرة المطلقة لكي يترك المخلوقات، ومنها البشر من دون إنهاء وجودها، فلاداعي إذن لانهاء الوجود، ولما وقع الانهاء فإنه وقع لسبب لانعرفه
أما النقطة الثانية فإنه إذا افترضنا أنه يوجد سبب ما يمثل مرجحا لوجوب انهاء وجود المخلوقات فإنه لايوجد مبرر نعرفه يقول بترجيح الموت كأداة وحيدة لذلك، لأن خالق الكون لاشك له من القدرات المطلقة مايمكنه إيجاد طريقة أخرى لإمضاء غرضه من دون استعمال الموت،
ولما وقع اختيار الموت فإن ذلك حدث لسبب لانعرفه
فثبت أن الموت أمر ضروري بالمعنى العقلي، تقبله المخلوقات ومنهم البشر بطريقة ضرورية إلزامية
فالموت فعل غير عاقل تسلطي إلزامي يعمل من خارج البشر، فهو الفعل الوحيد الذي لايطاله نشاط البشر ويأتي لانهاء مجالات أفعالهم