البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

عندما يأكل حرف "السين" حصاد ثورة شعب عظيم

كاتب المقال رافع القارصي - تونس/ ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7004


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عندما اصطفت الجماهير المهمشة و الفقيرة في المدن و الأرياف و القرى منذ الساعات الأولى لفجر يوم 23 أكتوبر 2011 تنتظر دورها للإدلاء بصوتها في أول تجربة انتخابية ديمقراطية ليس فى تونس فقط وإنما تقريبا فى كامل المنطقة العربية .

كانت أحلام أهلنا و عامة الناخبين تعانق السماء وكان المخيال العام الشعبى يتبختر بخيلاء بين أكثر من لا : لا خوف بعد اليوم لا قمع بعد اليوم لا رصاص يقتل أولادنا بعد اليوم لا تعذيب بعد اليوم لا تدخل فى شؤوننا الداخلية بعد اليوم لا عودة لوجوه عصابة حزب الدستور بعد اليوم لا فقر لاحرمان بعد اليوم سنأكل حتى الشبع و نثأر من رغيف الخبز من طلوع الشمس إلى مغيبها مع الصغار بلا تعب ولا خجل ولا ذل و لا وجع .

كانت هذه اللاءات المقدّسة تؤثث أحلام الكبار و الصغار الشباب و الشيوخ الرجال و النساء كيف لا و أجيال من المجاهدين إنتظرت هذه اللحظة التأسيسة لعقود بعد أن سرقت أحلام جيل معركة الإستقلال الأول على على يد دولة العنف فى نسختها البورقيبية ثم أحلام كل معارك الإستقلال الثانى التى إنخرطت فيها النخب السياسية و النقابية و الطلابية و الشبابية على يد دولة المافيا فى نسختها النوفمبرية البائدة .

وبعد تتالى الخيبات و الهزائم و النكبات قيّض الله لشعبنا جيلا "إستشهاديا مدنيا " إختار الشهادة واقفا كنخيل الجنوب فوق إسمنت الشوارع بدل الموت بين كهوف الجبال وآمن بأنّ أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر إرتفعت قاماته فوق الأحزاب حتى غدت رغم ضجيجها كأئنات مجهرية لا ترى أمام شجاعة أصغر شبل من أشباله فى أبعد قرية من قرى الوطن الجريح .

تمكن هذا الجيل الإستثنائى وفى أقل من شهر من إخراج السياسة من مكاتب الأحزاب وصالونات المترفين و قذف بها فى الشارع و الساحات و الميادين فآختلطت بها حجارة الفقراء و تعطرت دفاترها بغبار شوارع اليتامى و المحرومين و عانقت شعاراتها سواعد المستضعفين و البطالين ولمّا تطهرت أجندتها من مشاريع التسوية مع الطاغية و توضأت بياناتها بدماء الشهداء عندها أذن ربى بسقوط صنم السابع من نوفمبر تحت وقع " زهير " الأمعاء الخاوية وغبار الأرجل الحافية.. . فكانت ملحمة شعب عظيم و بداية لنهضة أمة عظيمة فطوبى طوبى لسادتنا الشهداء .

وبعد أن فرغ شعبنا من الجهاد الأصغر قرّر بعد معركة الحسم الإنتخابى تسليم أمانة الوطن و الثورة و الشهداء لتدشين مرحلة الجهاد الأكبر إلى أحزاب ثلاث مؤتمر و نهضة وتكتل بعد أن سمع من قادتها قسم و وعد و وعيد وعهد على تطهير الدولة من أزلام النظام وخدّام آلهة السابع وكل العبيد .

وتوالت الأيّام و الأسابيع ثمّ جاء الدور على الأشهر لتمر فوق رؤوسنا كالسهام النارية حالقة من عقولنا الآمال و الأحلام .
فهذا جسد الوطن الذى سلمناه لحكومة الشرعية سليما من جينات RCD „ المسرطنة „ بعد أن فرضنا على كل الآفاعى النوفمبرية العودة إلى جحورها وملازمة الحيطة و الحذر و السرية تحت وقع صيحات „ الشعب يريد إسقاط النظام „ و شعار „ لا رجوع لا حرية للعصابة الدستورية „ حتى أنّ الروايات المتواترة تحدثت عن حالة من الخوف و الفزع إجتاحت كل الفاسدين و الجلاّدين من صبّابة و مخبرين بعد الثورة إضطر الكثيرين منهم لمغادرة البلاد خيفة وخفية أو الإنتشار فى أماكن جديدة لا يعرفهم فيها أحد .

ذاك الجسد الطاهر و المتعطّر بجراح و دماء الشهداء حوّلته جماعة الترويكا إلى ساحة لتفريخ كائنات جرثومية تنهل جميعها من الصنم البورقيبى و النوفمبرى بالتنسيق مع مجموعات اليسار الإنتهازى تجمعت جميعها تحت خيمة " النفايات السياسية " نداء تونس فإذا رؤوس الفساد تطل من جديد وإذا بقامات الجلادين والقتلة و المفسدين تعيد الإنتشار فى أجهزة الدولة و المجتمع وتجاهر بتحدى الثوّار وسط تحليق كثيف لطيران الكفاءة و المصلحة و التوافق …. ؟ أبعد هذه الخيانة من خيانة ؟؟؟؟ أبعد هذا السقوط القيمى و الأخلاقى من سقوط ؟؟؟؟
تسلمتم وطنا أقسم شعبه برب الوجود على أن « التجمع « لن يعود فإذا بكم تعيدونهم فرادى و جماعات مرة بإسم التوافق و مرة بإسم الكفاءة العلمية و مرة بإسم التحوط من ظلم الشرفاء منهم نعم الشرفاء منهم ومرة بإسم القياس الفاسد على المقولة النبوية «من دخل بيت أبى سفيان فهو آمن و تنسونا أنّه صلى الله عليه وسلم أمر يوم فتح مكة بتنفيذ القصاص العادل على كبار المفسدين و جلاّدة قريش ولو تعلقوا بستار الكعبة الشريفة …

الويل لكم من غضبة شعب أوكل لكم مهمة مأسسة ثورته و حمّلكم بكل طيبة و ثقة أمانة دماء الشهداء ولكنّكم وعدتم و أخلفتم وعاهدتم و نكثتم و تقدمتم ثم أدبرتم ثم عندما حوصرتم بوعودكم الإنتخابية وبعصابات أحزاب التجمع التى رخصتم لها فى التآمر على الثورة إمتشقتم

" حرف السين " سلاحا نوفمبريا لتدافعوا به عن أنفسكم و لتمطروا آذاننا بكل أنواع مقذوفات التسويف فمن سنبيع قصور الدكتاتور و سنجعل عائداتها المالية فى خدمة الفقراء و المحتاجين إلى سنعمل على إسترجاع الأموال المهرّبة و سنقوم على جلب الدكتاتور و معاونية إلى ساحات المحاكم مرورا بسنقوم بتطهير الأمن و القضاء و الإعلام ثم كان آخر منتوج أنتجته مصانع مقذوفاتكم التسويفية سنقوم بتقديم كل المفسدين إلى القضاء و سيكون المدعو سامى الفهرى أول قطع الدومينو التى ستلتحق بها قطع أخرى حتى نطّهر مؤسسات الدولة منها جميعا ؟؟؟؟؟

هكذا جنى حرف « السين « على أحلام شعبنا و آمال ثوّاره ولكن صبرا يا تجّار الكلام { الترويكا } و يا لصوص الوطن { نداء تونس} لا يخدعنّكم " حرف السين " فمازلت لغة الضاد تحتضن حرف « الياء « الذى زلزل عرش الطاغية وتحول إلى أغنية عربية تحمل عنوان " الشعب يريد " مطلع لسمفونية الأحرار من توقيع و ألحان الشعب التونسى الذى مازال يرابط داخل حدود الوطن فآنتظروا صحوته القادمة .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، التجمعيون، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-09-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رمضان حينوني، علي الكاش، عمر غازي، فتحي الزغل، أحمد ملحم، رضا الدبّابي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - مصطفى فهمي، سامح لطف الله، يزيد بن الحسين، محمد شمام ، سامر أبو رمان ، حاتم الصولي، المولدي الفرجاني، د.محمد فتحي عبد العال، د - المنجي الكعبي، سيد السباعي، صباح الموسوي ، محمد يحي، د. طارق عبد الحليم، حسن الطرابلسي، عواطف منصور، أبو سمية، فوزي مسعود ، الناصر الرقيق، طلال قسومي، مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، خالد الجاف ، د- هاني ابوالفتوح، محمد الياسين، رشيد السيد أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سلام الشماع، مصطفى منيغ، ضحى عبد الرحمن، د. عادل محمد عايش الأسطل، جاسم الرصيف، د. أحمد بشير، د- محمد رحال، سفيان عبد الكافي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد أحمد عزوز، د. عبد الآله المالكي، عبد الرزاق قيراط ، صفاء العراقي، علي عبد العال، يحيي البوليني، محمود فاروق سيد شعبان، حسن عثمان، د - محمد بن موسى الشريف ، د - عادل رضا، د. صلاح عودة الله ، د- جابر قميحة، حميدة الطيلوش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عراق المطيري، عمار غيلوفي، د- محمود علي عريقات، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد النعيمي، محمود طرشوبي، د. خالد الطراولي ، أحمد بوادي، تونسي، إسراء أبو رمان، أحمد الحباسي، محمد الطرابلسي، صلاح الحريري، صلاح المختار، صالح النعامي ، عزيز العرباوي، الهيثم زعفان، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العربي، محرر "بوابتي"، منجي باكير، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - صالح المازقي، رافع القارصي، وائل بنجدو، كريم فارق، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فهمي شراب، د - الضاوي خوالدية، سلوى المغربي، أنس الشابي، فتحي العابد، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله الفقير، سعود السبعاني، محمد العيادي، عبد الغني مزوز، مصطفي زهران، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد محمد سليمان، الهادي المثلوثي، د - محمد بنيعيش، ياسين أحمد، كريم السليتي، العادل السمعلي، نادية سعد، د - شاكر الحوكي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إياد محمود حسين ، د. مصطفى يوسف اللداوي، إيمى الأشقر، محمد عمر غرس الله، ماهر عدنان قنديل، رافد العزاوي، مراد قميزة، عبد الله زيدان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء